شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في القرن العاشر
لكل جديد لمعة، وهذا في كل شيء. فالدولة العثمانية لم تكد تبسط نفوذها على الحجاز حتى أخذت في استمالة الحجازيين، شأن الدول الفاتحة، فخصصت التخصيصات ورتبت الرواتب فكان لهذا العطف الدينى في ظاهره، السياسى في باطنه، تأثير قوى في خلق الاعجاب بالدولة العثمانية والتقرب منها؛ فشد الحجازيون الرحال إلى البلاد الرومية وكان العلماء في مقدمة الجميع.. وقد كان معين الأدب الحجازي الصحيح ناضباً، وكانت الحركة العلمية مشرفة على الموت لولا وجود بعض العلماء من آل ظهيرة: وآل الطبرى والقطبى: فقد سدوا ثغرة الحاجة إلى العلم والفقه في أضيق الحدود:
نعم كان في هذا القرن من ينظم الشعر ويحرر الرسائل، ولكنه شعر الضعف والانحلال، وكتابة العقم والفساد ويظهر أن العناية التى كان يجدها الحجازيون من دار الخلافة العثمانية، والمصبوغة بالصبغة السياسية قد أثرت في العقلية الحجازية حتى اننا نجد القطبى وقد قالوا عنه: ((أنه من عظماء علماء مكة)) يصف قصيدة له في كتابه (الاعلام بأعلام بيت الله الحرام) فيقول عنها: ((وكنت صدرت ذلك التاريخ (البرق اليمانى) بقصيدة طنانة من نظمى الطنان، سارت بها الركبان، وتلقتها بالقبول أدباء علماء البلدان. إلى أن يقول: يعد كل بيت منها بديوان، وتسحب كل كلمة فيها أذيال البلاغة على سحبان)) فاذا كانت هذه عقلية العالم المثقف فما هي عقلية العامى الجاهل؟ هذا وأمثاله كثير. وقد غص بأمثاله تاريخ القطبى وكتاب الأرج المكى. وللاستدلال على انحطاط أدب هذا القرن نذكر مطلع قصيدة القطبى السالفة الوصف ـ:
لك الحمد يا مولاي في السر والجهر
على غرة الاسلام والفتح والنصر
كذا فليكن فتح البلاد اذا سعت
به الهمم العليا إلى شرف الذكر
ونظم ذلك العصر يكاد يكون من هذا النمط الضعيف. وقد ذكر السنجارى في تاريخه بعض قطع شعرية وأغلبها تدور حول المدح والرثاء، ولم أعثر على بحوث واسعة أستطيع أن ادلل بها غير ما تقدم، والذى يلاحظ ان القلاقل والفتن في أواخر هذا القرن قلت في الحجاز فكان لهذا بعض الأثر في القرن الذي يليه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :399  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 181
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.