شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في العصر العباسي الثاني
يبدأ العصر العباسي الثاني من سنة 219هـ حتى سقوط الدولة العباسية وانهيار ملكها. ويمتاز هذا العصر بادخال العنصر التركى في تدبير أمور الدولة بدلا عن العنصر الفارسى في العصر العباسي الأول، وهذا قضى بانحلال أمر الدولة وتسرب الضعف اليها، فأخذ الحكام يستقلون بالبلاد التى يحكمونها حتى قامت دويلات عدة ليس هذا موضع الكلام عنها. وكانت طبيعة هذا النزاع السياسى تقضى بنشاط سوق الشعر من جديد فنشط واتسع، الا أن الحجاز كان في معزل عن ذلك، لأن الحركة الأدبية كانت متسممة من أواخر العصر السابق، فلذلك كان الحجاز في هذا العصر نزر المادة في هذا الجانب.
زد على ذلك ان الثورات الداخلية في الحجاز أخذت في الظهور بين حين وآخر، وتعدد الدول الاسلامية كان يقضى على كل منها ببسط نفوذها على أرض الحرمين الشريفين لتدعيم مركزها السياسى، ثم في أواخر القرن الرابع بدأ حكم الأشراف المعروفين بالحسنيين، وعلى أثره تقلص الحكم العباسي عن الحجاز فأصبح يسمع الدعاء على منابر الحرمين مختلفاً مضطرباً، فحيناً للعباسيين، وطوراً للأخشيديين ومرة للأمويين، وأخرى لليمنيين.
وكانت هذه التقلبات بطبيعة الحال تسبقها حروب ومنازعات تراق فيها الدماء وتستباح بها الحرمات، ويعقبها شلل وفتور. هذه العوامل ساعدت على موت الحركة الأدبية الحجازية تماماً، فأصبحت لا ترى إلا قطعاً شعرية ضعيفة، تجدها مبعثرة في كتب التاريخ تبعد كل البعد عن الأدب وفنونه. ويكفينا دليلا على موت الحركة الأدبية الحجازية موتاً حقيقياً ان عبد الملك الثعالبى النيسابورى ـ أحد أعلام الأدب العربي في عصره وصاحب الكتاب الأدبى القيم (يتيمة الدهر) والذى وضعه لبحث الأدب العربي واستقصائه في القرن الرابع وبعض القرن الخامس ـ لم يأت فيه باشارة إلى الأدب الحجازي ولا إلى الادباء الحجازيين، بالرغم من كونه أفرد لأغلب المدن فصولا ولأكثر الشعراء أبواباً في يتيمته. والحق ان ليس الذنب ذنب النيسابورى، ولكن الحقيقة هي التى دعته إلى هذا الاغفال الممض. أما الناحية العلمية الدينية فكانت محتفظة ببعض الحياة. وكانت حركة التأليف موجودة الا أنها بلغة تبعد كل البعد عن لغة الأدب العربي التى كانت شائعة في ذلك العصر في البلاد الاسلامية التى لم تصب بما أصيب به الحجاز.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :406  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 181
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج