شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأدب الحجازي والتّاريخ
تمهيد:
الأدب ميزان ثقافة الأمة، ودليل حياتها، وهو فن الحرية والجمال، يزدهر إذا تعهدته الفطر القويمة بوسائل الانعاش. وأدب كل أمة صورة دقيقة لحياتها، ومقياس لتقدمها ورقيها؛ وكما أن الحياة تتقلب في أدوار مختلفة، وتحيط بها ملابسات متباينة، وتسير طبقاً لسنن الكون في النمو والارتقاء، والذبول والاضمحلال، فكذلك الأدب يزدهر بازدهار الحياة ويذبل بذبولها.
مرت على هذا الوطن العزيز أدوار مختلفة، كان يسير في كل دور منها طبق ما يحيط به من نزعات وما تكتنفه من ملابسات، متأثراً بالمبادىء المتنوعة التى كانت تتجدد بتجدد التقلبات السياسية وأحداثها التى اعتورته والتى كانت أشبه بكوكب دوار لا استقرار له ولا نهاية لدورانه.
فتلك الحياة المزعزعة؛ هي بلا شك حياة نفعية محضة، لا ميزان فيها لغير الأهواء، وهي خليقة بأن تنشىء العثرات في سبيل التفكير الحر والكفاءات الأدبية، فلا بدع إذا أخذ جمال هذا الوطن العزيز في الذبول ينتقل من سيء إلى أسوأ، حتى اقفر من كل شيء، ولولا ماله من مكانة دينية لغدا بلقعاً وانقلب قاعا صفصفاً.
بقى كذلك حتى دار الزمن دورته وتنفست الحياة من جديد، فنهض ليستعيد مجده الداثر وعزه المسلوب، ولكنه كان أشبه بالثمل يتخبط يمنة ويسرة ويخطىء طريقه في تلك الظلمة المطبقة حوله، وهو أحوج ما يكون إلى أيد مخلصة تدفعه إلى طريق النجاة والرشاد؛ ولكنه ـ وباللأسف ـ لم يلق تلك النجدة التى ينشدها في أبنائه القلائل. هكذا كانت حياة هذا الوطن البائس، وهي نفسها ادوار أدبه. ولما كان القصد من وضع هذا السفر هو اعطاء صورة صادقة عن الأدب الحجازي كان لزاماً أن ندرس الأدب الحجازي في جميع عصوره التاريخية، ونثبته هنا كما أيده التاريخ وسجلته حوادثه، وليس لنا من غرض نرمى اليه الا اظهار الحقائق جلية واضحة، وان كان في بعض هذه الحقائق ما يخجل ويؤلم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :607  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 181
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .