شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة الناشر
كثيراً ما تختلط المشاعر الشخصية مع الارتباط الذاتي تجاه أي عمل إبداعي مهما كان لموقعه هوى في النفس طالما أن طرفاً فيه يشكل مصدراً لتلك المشاعر.. ولا شك أن الأمر يغدو أكثر تأثيراً عندما يكون الطرف هو الوالد "رحمه الله" بما له من مكانة لا ترقى إليها الكلمات ولكن تتقاصر دونها العبارات.. هكذا أجد حالي مع كتاب "وحي الصحراء" الذي أصبح ملكية عامة بمجرد نشره عام 1355هـ ـ 1936م، وخرج من عباءة كاتبيه الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه، ومعالي الشيخ عبد الله بلخير "رحمهما الله" إلى فضاءات أيدي القرّاء أينما كانوا.. وتناولته أقلام النقاد والكتّاب بما يستحقه من حفاوة وتقدير، والجدير بالذكر أنه لم يفسح إعلامياً لفترة من الوقت تحفظاً على كلمة "وحي" إلى أن تدخل الملك فيصل بن عبد العزيز "رحمه الله" الذي كان نائباً للملك آنذاك بموجب خطاب من سيدي الوالد وأذن بإطلاق الكتاب وطباعته.
لقد شهدت دوائر ثقافية عديدة داخل وخارج المملكة بأهمية هذا الكتاب باعتباره عملاً أسهم في تأسيس نهضة ثقافية وأدبية مباركة كواحد من بواكير ما كتب في الشأن الأدبي، ووثق الروح الثقافية الوثابة التي انتظمت مجموعة من الشباب مع بداية العهد السعودي.
طبع كتاب "وحي الصحراء" مرّتين، أولاهما التي أشرت إليها آنفا، والأخرى عن طريق شركة تهامة للنشر والتوزيع والعلاقات العامة عام 1403هـ ـ 1983م، وقد رأيت إعادة طباعته نزولاً عند رغبة كثير من المتابعين للشأن الثقافي داخل وخارج المملكة، حيث نفد من نقاط التوزيع المعروفة مما أدى إلى ظهور طبعة غير معتمدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من التغول على الحقوق الفكرية بكل أسف، لذا فإن توفر النسخ المعتمدة كفيل بكف أيدي من تسوِّل لهم أنفسهم سد الفراغ بأساليب لا ترتضيها النزاهة وحقوق الملكية الفكرية والثقافية والعرف السائد في الأوساط الثقافية والأدبية.. كما حرصت أن تأتي هذه الطبعة صورة طبق الأصل عن نسخة "تهامة" التي بدورها صورة طبق الأصل عن النسخة الأصلية، غير أنها منقحة من حيث التصويبات التي نفت الحاجة إلى صفحات التصويبات التي كانت في آخر الكتاب، أما الإخراج ورسم الحرف فهي كما في الأصل تماماً.
آملاً أن يصل الكتاب بدون عناء إلى كل من يهتم بهذا الجانب التوثيقي في حياة أولئك النفر الذين أسهموا في ظهور الأدب الحجازي خاصة واسم المملكة العربية السعودية عامة في كثير من المحافل الثقافية على الصعيدين المحلي والإقليمي.. مع الأخذ في الاعتبار أن المولى عزّ وجلّ وفقني لطباعة الأعمال الكاملة لبعض روّاد كتاب "وحي الصحراء" مع مجموعة كتب شرفت بإصدارها مؤخراً بمناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية في سبعة عشر عنواناً ضمن سبعة وخمسين مجلداً، من بينها ما يتعلق ببعض روّاد "وحي الصحراء" وهي حسب ترتيبهم فيه: الأعمال الكاملة للأستاذ السيد أحمد العربي في 559 صفحة (جزء واحد)، والأعمال الكاملة للأستاذ حسين سراج في 5400 صفحة (10 أجزاء)، والأعمال الكاملة للأستاذ عبد الوهاب آشي في 318 صفحة (جزء واحد)، والأعمال الكاملة للأستاذ عبد الحق النقشبندي في 576 صفحة (جزء واحد)، والأعمال الكاملة للأستاذ عزيز ضياء في 2593 صفحة (6 أجزاء)، والأعمال الكاملة للأستاذ محمد عمر عرب في 141 صفحة (جزء واحد)، والأعمال الكاملة للأستاذ عبد الحميد عنبر في 510 صفحات (جزء واحد) رحمهم الله جميعاًََ وأمد في عمر أستاذنا حسين سراج.. وقد حرصت أن تأتي هذه الإضمامة في سياقها الطبيعي ربطاً للحاضر بالماضي، فالجذع كتاب "وحي الصحراء" لسيدي الوالد وصديق عمره معالي الشيخ عبد الله بلخير "رحمهما الله" والفروع تتشكل من المجموعات الكاملة التي شرفت بنشرها لكل من ورد اسمهم في ذلك الكتاب الذي أرّخ لمرحلة مهمة في تاريخنا الأدبي، وبعث ما لم ينشر من قبل في كتاب، ولم شعث ما تناثر ولم يبق منه إلا القليل، حفظاً لها وإسهاماً في الوفاء لذلك الرعيل من أساتذتنا الكرام "رحمهم الله".. وقد سبق هذه المجموعات كلها تشرُّفي بإصدار الأعمال الكاملة لمعالي الأستاذ أحمد إبراهيم الغزاوي في 2775 صفحة (ستة أجزاء) سعدت بمراجعتها وتنقيحها وتصحيحها.
سائلاً الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا الكتاب ويجعله في ميزان حسنات مؤلفيه "رحمهما الله"، وكل من أسهم في الكتابة من روّادنا الأفاضل.
والله من وراء القصد.
عبد المقصود محمد سعيد خوجه

جَلالة المَلِك عَبْد العَزيْز آل سُعُود

* * *

سُموُّ الأَميْر سُعُود

* * *

سُموُّ الأمِيْر فيصَل

* * *

محمد سَعيد عَبد المقصُود

* * *

عبد الله عمَر بلخيْر

* * *

 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1305  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 181
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.