شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
البحار
قالها وهو يُطوِّف بعدد من الجزر اليونانية عام 1982
موجة ترتقي وأخرى تغورُ
هكذا تبدأ الحياةَ البحورُ
أيُّ سرِّ في عمقها يتوارى
أحياةٌ ؟ أم مِيتةٌ، ودثور؟
يعجز الطرف أن يُحدَّ مداها
كسماءٍ يكِلُّ عنها البصير
سكَّن الليلُ قعرَها في ارتخاء
ليس يُدرَى ماذا تُسِرُّ الجحور
ويمدُّ النهارُ فيها خيوطًا
بعضها مرسلٌ وبعضٌ قصير
وتغوصُ الأقدارُ فيها فلا نَدْ
رِي متى يطفح الأسى المقدور؟
قد عرَفنا (البحارَ) فيها حياةٌ
ومماتٌ، ومولدٌ ، ونشور
يولد الدرُّ في البحار كما تو
لد في عتمة الليالي البدور
ويُصاغ المرجانُ منها عقودًا
كلُّ نهد بمثله مغرور
***
يعبرُ البحرَ تاجر، وفقير
وشريد، وسائح، وأمير
كلُّ فردٍ منهم طموحٌ لأهدا
ف، وبعض الأهداف منها عسير
وتظلُّ البحار تحتضن الآ
مالَ ما دام للحياة حضور
***
وترى فوقها السفائن تجري
كخيال على السراب يَمور
تحمل الحبَّ، والحياة، وفكرًا
مبدعًا للنُّبوغ فيه جذور
هي دنيا تعيش فيها الأماني
ويمرُّ السلام والتدمير
***
يا بحارًا عاشت قرونًا طوالاً
لم يحدد آمادها التفكير
أنت دنيا تضم لغزًا كبيرًا
مثلما تخزن الأماني الصدور
هل تودين أن تُسِريِّ إلينا
بعض ما سرَّه إليك الدهور
أنت كالأمس، عشتما في مناخ
واحدٍ تُستسرُّ فيه الأمور
قيل عنكن مثلما قيل عنا
خبرٌ صادقٌ وآخرُ زور
عُتّمت حولنا أمورٌ كثيرا
تٌ، ولم ينقدح لعيْنَيَّ نور
قيل خيرٌ، وقيل شرٌّ، وما بيـ
ـنهما يفقد الصوابَ الخبير
أيُّ فكرٍ يُصاغ بين شكوكٍ
كالدواليب ما تزال تدور؟
ما لها أول فيبُدأ منه
أو أخير يهفو إليه جَسور
***
يا بحارًا أحِنُّ دومًا إليها
عندها متعتي وفيها الُحبور
أنا أهوى بك الجزائرَ نشوى
حوَّمت حول شاطئيها الطيور
وأهل الربيع فيها؛ فللخضـ
ـرة لون محبَّب مسحور
تنتشي الروح في ذراها ويأتي الـ
ـوحيُ من حيث يَستَهلُّ الضمير
ويرِقُّ الشعور فيها كأن الـ
ـنفس فيها عواطف وشعور
تورقُ العينُ عندها فهي جنا
ت حسان، وخضرة، وزهور
وهي خمر مقدس عتَّقَته
في دنان من المحبَّة حور
ترتوي بالسنا، وتحلم بالعشـ
ـق ويجري على الجفون العبير
صورة أبدعت ملامحها ريـ
ـشةُ فنٍّ سما به التعبير
نسَّقتها الألوان فهي تراث
تتهاداه ـ منذُ كان ـ العصور
أملي لو أعيش في جزر الأحـ
ـلام عمرًا يطول فيه السرور
إن عمرًا قضَيته في سواها
لهو عمر جدْبُ الخيال قصير
لم أحقق به وإن طال حلمًا
إن عمرًا بدون حلم فقير
***
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :422  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 271 من 271

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج