غمستُ بماء الأطلسي أناملي |
وأسلمتُ للأحلام جفنًا معذبًا |
فشاهدتُ فيها (عُقْبة) وهو يرتدي |
على صدره قلبًا من الدرع أصلبا |
يغازل ضوء الشمس ومضُ سنانه |
ويزجي له بين الكواكب موكبا |
يقول لامواج المحيط تواثبي |
كما شئتِ حتى تجعلي الشطَّ ملعبا |
فلو عرَفتْ خيلي وراءك يابسًا |
من الأرض شقت في عبابك مسربا |
أقلِّبُ في الآفاق وجهي لعلني |
أرى لي خلفَ اللانهاية مطلبا |
فما قعدتْ بي عن طموحٍ عزيمتي |
ولا رضيتْ غير المخاطر مركبا |
ولدتُ على سرَج الجياد ولم أجد |
سواه طريقًا في الحياة ومذهبا |
أناجي شراعًا في (الخليج) مُشرقًا |
وأهمز مهرا في (الرباط) مُغَربا |
وما كنتُ في شبر من الأرض فاتحًا |
وما كنتُ يومًا غازيًا أو مخربا |
نشرتُ بها دين التعاون والإخا |
وكنا سواءً عزة وتحببا |
وشِدنا جميعًا أمة وعقيدةً |
هما توأم الدهر الذي كان منجبا |
*** |
رؤى دولةٍ أرسى الإخاءُ أساسَها |
وأثرى بها من كان بالأمس متربا |
رؤى دولةٍ ابناؤها غدروا بها |
فأجدب منها كل ما كان مخصبا |
همُ قدموها مغنمًا لعدوهم |
وكانوا له نابًا عليها ومخلبًا |
وصاروا كلابًا في مواكب صيدهِ |
وهزوا له أذنابهم فتوثبا |
وقد منحوه أرضهم وسماءهم |
وقالوا لجيش الغزو أهلاً ومرحبا |
فيا ذكريات الأمس ما أعزب الرؤى |
ويا واقع المأساة كم صرت مرعبا |