شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفن والتاريخ
زار الشاعر بريطانيا 1979 وقال فيها:
لقد أنبت البحر الجزائر واحة
وأضفى عليها من سحائبه بُردا
تغازلها الأمواج من كل جانب
وتلوي على الشطآن من لؤلؤ عقدا
وتُنثر فيهن النجوم كأنها
تطل عليها من سماواتها قصدا
وطافت بها بيض السفائن مثلما
تطوف قلاع تعرض العز والمجدا
نزلنا إليها مثل داخل جنة
هي الفن والتاريخ قد جمعا خلدا
***
بريطانيا كم قد عشقت جمالها
ولكنها كم خانت الود والعهدا
بها الحور مثل الريم ملء مروجها
وفيها شياطين تكيد لمن ودا
بريطانيا هل للشياطين جنة
وهل جمعت نحلاتها السم والشهدا
معاهدك الكبرى لقد ولدت بها
معارف دنيا لم تزل تبدع السعدا
ولكنها وكر الشياطين بعضهم
سيوف فناء لم تكد تألف الغمدا
لكم سرقت شهد الشعوب وبُرَّها
وأجرت دماء الأبرياء بها عمدا
ففي كل بحر للأساطيل مرفأ
وفي كل أرض تزرع الموت والحقدا
***
رأينا بها حرية الرأي أبدعت
لكل امرء مستقبلا وادعًا رغدا
ليعلن عن أفكاره دون خشية
فليس يخاف القتل والسجن والقيدا
وتنمو بها للرأي ألف حديقة
بها من أريج الفكر ما يبهر النِّدا
تعشقت فيك الغانيات ولم أكن
صريع الغواني قبل أن أعرف الوجدا
تطوف طواف البدر عبر سمائه
وتزرع فينا المين نحسبه جدا
إذا رفرفت فوق النهود غدائر
توهجت الآصال والذهب انهدا
يغارجمال الكف من حسن أختها
كما حسدت لبنى شقيقتها سعدى
توافرُ ذاك الحسنِ أرخصَ صيدَه
فكان لنا صيدًا وكنا له صيدا
وما رابح منا سوى العهر وحده
كأن العذارى في مرابعها تصدا
وشاهدت فيها البرلمان فلم أجد
له مثلاً إلا السراط وقد مُدَّا
هنا جنة عذراء من غير قاطف
وثَمَّ أفاع تملأ السهل والنجدا
تُوثق فيها للحياة وثائق
تموت بنيجيريا وتنتهك الهندا
إلى جنب ذاك البرلمان تألقت
مشاهد تغري الطرف فيه إذا امتدا
و(بغبنها) في صمتها ورنينها (1)
قد استعمرت جل الشعوب ولم تصدا
تقود زمان الناس طوع بنانها
وفي مينها تجري الحياة ولا تهدا
بريطانيا مثل الطيوف تجمعت
ملامحها من كل ما رثَّ أو جدا
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :193  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 266 من 271
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.