شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جسر الحضارات
زار الشاعر أثينا عدة مرات آخرها في عام 1983.
كم إلهٍ سامرتُه في (أثينا)
وانتشينا بالحب حتى غَوينا
بجبال (الأولومب) طوَّف عرسٌ
رقصتْ فيه (افردوت) مجونا
أيُّ عرس لربَّة وإلهٍ
كان بدعًا في عالم الحالمينا
جمع المبدعين من عهد (أفلا
طون) في موكبٍ من الخالدينا
ومشى بيننا (أبيقور) بالـ
ـلذة يسقي العطاش حتى روينا
يا (أثينا)، ما زلتُ أعجبُ مذ كنـ
ـتِ بما تبدعين أو تُنجبينا
الحضارات فيك مصدر إشعا
عٍ ينير الطريقَ للقادمينا
أنت أوقدت مشعل العلم أزما
نًا وأبدعت للحياة الفنونا
كلَّ نصب وهيكلٍ وبقايا
ملعبٍ شاده بك المبدعونا
هوَ في موكب الحضارة ينبو
عٌ يروِّي عواطفَ المعجبينا
***
يا (أثينا)، تحطَّم الكأس من كـ
ـفَّيك حتى عطشتِ، بعدُ ، قرونا
قدرٌ غادِرٌ بكلِّ كريم
لم يكن حين عاثَ فيك رصينا
فترامت على المسافات أطلا
لٌ جثا حولها الخلودُ حزيناٌ
وبكى حظهَ (كيوبيد) إذ لم
يُبقِ سهمًا يصمي به العاشقينا
وحميَّا (باخوس) جفتْ فما أتـ
ـرعَ كأسٌ ولا انتشى المدمنونا
***
يا (أثينا) لنطو صفحة ماضٍ
ظلِّ حينًا تحت الرُّكام دفينا
ولنبارك عهدًا جديدًا تغذيـ
ـهِ جهودٌ من فتية مخلصينا
أمةٌ دأبها البناء ستبقى
وسيبقى روح الخلود مصونا
***
جددي مجدك القديم (أثينا)
رُبَّ مجد يبقى سنينًا جنينا
ربما تُنجب الليالي صباحًا
مشرقًا يوقض النهى والعيونا
يا (أثينا) مدِّي الى البحر كفيـ
ـكِ وحييِّ جزائرًا وسفينا
وابعثي عالمًا من المجد والإبـ
ـداع ولتنهضي مع الناهضينا
كنتِ جسراً تمرُّ منه الحضارا
تُ وما زلتِ جسرها الميمونا
يلتقي الشرق في بحارك و الغر
بُ، وتبقين دُرَّة المبحرينا
إن عهدًا أمضيتُه لقصير
في عداد القرون إذ تحسبينا
يا (أثينا) كم ليلة بتُّ مسرو
رًا وقد كنتِ لي ملاذا حنونا
لم أكد أقطف المسرة والرا
حةَ إلاَّ مذ صرتُ فيكِ أمينا
كم نفضتِ الدموع عن هدب جفني
وغسلتِ الهموم حتى مُحينا
أيُّ غبن أني أُشاهَدُ في أر
ضك حُرًّا، وفي سواكِ سجينا
قدري أن أرى النعيمَ ولا أهـ
ـنأ فيه، ويهنأ الخاملونا
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :233  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 260 من 271
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.