شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جزر الضباب
زار الشاعر الجزر البريطانية أكثر من مرة،
وسجَّل في إحداها انطباعاته عن ماضيها
وحاضرها، وعن مرابع اللهو فيها، وعن حرية
الرأي عند مواطنيها، وعن تاريخ استعمارها
للشعوب، وآثامها، فقال:
خيال الجزائر في خاطري
وموج محياطتها الهادرِ
يعيدانني لسنين مضت
كما يومض الضوء في الناظر
سنين لها في حياة الأليـ
ـف شوق الوُكور الى الطائر
أكاد أعانق اطيافها
وأعزف في جوها الساحر
إذا الشعر فجَّر بركانه
بصدري فما حيلة الشاعر؟
واسأل نفسي لدى الذكريا
ت إلى أين يقذف بي حاضري؟
كأني فلك على لجَّةٍ
أساءت لربانها الماهر
***
(هَيد بارك) لندن ماذا لديك
من متع الفكر للزائر
نقول ونسمعُ ما لايقال
ويُسمع في شرقنا الحائر
وتكبر أفكارنا والعقول
لتسجن في صمتنا الآسر
كأنا خلقنا بلا ألسن
تعبر عن حظنا العاثر
***
(بريطانيا) يا بلاد الضباب
ويا متعة العاشق السادر
أحن إليك حنين القتيـ
ـلِ شوقًا إلى مدية الجازر
تشوكُ الورودُ يدَ القاطفين
وتنضحهم بالشذا العاطر
وأنت لذلك لغز عصيٌّ
تحار به فطنة الحازر
لديك خلائق أعتى اللصوص
واغراء ذي الملق التاجر
فكيف أقارن في منطقي
عفاف البتولة بالعاهر؟
***
بلاد الضباب الذي طالما
تخفّتْ به مديةُ الغادر
بعثت باسطولك العسكري
يجوب البحاربلا آخِر
يبث الدمار بشطآننا
ويوغل في عمقها الطاهر
يقول العدالة من صنعه
ويسرقنا لقمة الصابر
وإنَّ الحضارة من أرضه
تُصدَّر للعالم القاصر
***
بريطانيا يا بلاد الغرور
سلي قادة الغزو عن واتري
ألم يغرزوا في صدور الجياع
نصالاً من الألم الكافر؟
ألم يسحقوا شرف الأكرمين
بأحذية المجرم القاهر؟
ومات (الحسين) وفي صدره
شجى فشل البطل الثائر
أثرت المطامح في صدره
فكانت له صفقة الخاسر
وهذي فلسطين رهن الضياع
ضحية تدبيرك الجائر
***
بريطانيا يا بلاد الخداع
في شكله الآثم الفاجر
تدس لنا السم بين الرضاب
فيا لك من ثعلب ماكر
لأنت (الأرجواز) والألعبا
نُ في ملعب الساسة الساخر
***
بريطانيا يا بلاد الضبا
ب يسفح مثل الحيا الماطر
أللعقل فيك كؤوس العذاب
وللقلب نخب الهوى الذاعر؟
لندن 1980
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :201  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 259 من 271
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.