خيال الجزائر في خاطري |
وموج محياطتها الهادرِ |
يعيدانني لسنين مضت |
كما يومض الضوء في الناظر |
سنين لها في حياة الأليـ |
ـف شوق الوُكور الى الطائر |
أكاد أعانق اطيافها |
وأعزف في جوها الساحر |
إذا الشعر فجَّر بركانه |
بصدري فما حيلة الشاعر؟ |
واسأل نفسي لدى الذكريا |
ت إلى أين يقذف بي حاضري؟ |
كأني فلك على لجَّةٍ |
أساءت لربانها الماهر |
*** |
(هَيد بارك) لندن ماذا لديك |
من متع الفكر للزائر |
نقول ونسمعُ ما لايقال |
ويُسمع في شرقنا الحائر |
وتكبر أفكارنا والعقول |
لتسجن في صمتنا الآسر |
كأنا خلقنا بلا ألسن |
تعبر عن حظنا العاثر |
*** |
(بريطانيا) يا بلاد الضباب |
ويا متعة العاشق السادر |
أحن إليك حنين القتيـ |
ـلِ شوقًا إلى مدية الجازر |
تشوكُ الورودُ يدَ القاطفين |
وتنضحهم بالشذا العاطر |
وأنت لذلك لغز عصيٌّ |
تحار به فطنة الحازر |
لديك خلائق أعتى اللصوص |
واغراء ذي الملق التاجر |
فكيف أقارن في منطقي |
عفاف البتولة بالعاهر؟ |
*** |
بلاد الضباب الذي طالما |
تخفّتْ به مديةُ الغادر |
بعثت باسطولك العسكري |
يجوب البحاربلا آخِر |
يبث الدمار بشطآننا |
ويوغل في عمقها الطاهر |
يقول العدالة من صنعه |
ويسرقنا لقمة الصابر |
وإنَّ الحضارة من أرضه |
تُصدَّر للعالم القاصر |
*** |
بريطانيا يا بلاد الغرور |
سلي قادة الغزو عن واتري |
ألم يغرزوا في صدور الجياع |
نصالاً من الألم الكافر؟ |
ألم يسحقوا شرف الأكرمين |
بأحذية المجرم القاهر؟ |
ومات (الحسين) وفي صدره |
شجى فشل البطل الثائر |
أثرت المطامح في صدره |
فكانت له صفقة الخاسر |
وهذي فلسطين رهن الضياع |
ضحية تدبيرك الجائر |
*** |
بريطانيا يا بلاد الخداع |
في شكله الآثم الفاجر |
تدس لنا السم بين الرضاب |
فيا لك من ثعلب ماكر |
لأنت (الأرجواز) والألعبا |
نُ في ملعب الساسة الساخر |
*** |
بريطانيا يا بلاد الضبا |
ب يسفح مثل الحيا الماطر |
أللعقل فيك كؤوس العذاب |
وللقلب نخب الهوى الذاعر؟ |