شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النشيد التاسع عشر
أبطال النشيد:
1 ـ علي.
2 ـ سلمى حبيبة علي.
3 ـ رضية.
4ـ خديجة.
5 ـ فاطمة بنت أحمد، عم علي.
1
وطوى (عليٌّ) آخرَ الصفحات من سفر النعيم
وبدت شموع الحبِّ في عينيه كالطلل القديم
وانفضَّ نادي الأنس بعد قران (سلمى) وانطوى
وخلتْ لياليه الحزينة من أحاديث الهوى
ومشى الذبولُ إلى ربيع فتاتهِ فذوى شذاه
وشبابها الريَّان صوَّح بعد أنْ حُرمت لقاه
جفَّتْ ينابيعُ المسرَّةِ من مُروج هواهما
ومضى يلفهما على بُعد المزار أساهُما
وتعاظمت آلام (سلمى) حينَ باغتَ سمعَها
نبأ تغوَّلَ قلبها اللاهي، وفَجَّرَ دمعَها
سيزفها لفتاه في يوم قريبٍ عمُّها
ولسوف يُخْنقُ حبُّها النامي، ويوأدُ حُلمها
وتلفَّتت في غمرةِ المأساةِ تبحثُ عن مُعين
لتصبَّ في أحضانهِ الآهاتِ راعشة الرنين
وتشبثت بالليل تنفث في حناياه الهموم
لكنها لمْ تلقَ من نجماتهِ غيرَ الوجوم
حتى بصيص النور ترسله كحشرجة القتيل
ويسيل في أجفانها كالنار تلتهم الفتيلْ
وبدا الصباحُ مروَّعَ الأنسام والأضواء شاحب
وكأنما هو خارج من منجم للفحم لاهب
2
وكما تُرِّوع مسمعَ المخمور أصداءُ النفيرْ
هزت (رضية) بالرسالةِ قلبها الغض الغرير
وسرتْ الى شفتي (عليٍّ) رعشة الحنق المرير
وتقطَّعت في حلقهِ الكلماتُ كالنفَس الأخير
شحبت بعينيهِ النجومُ، وغُوِّرت مثل القبور
فكأنما هوَ زورقٌ في لجةِ الظلما يمورْ
لم يدر أينَ طريقُهُ عبرَ المتاهةِ للغد
وبأي نجم في مسالكهِ الكئيبةِ يهتدي
وتعلقت أهدابُ جفنيهِ بأشباح الظلامْ
تدنو فتسرقُ من جوانحهِ السعادة والسلام
ويكادُ يصرخُ في السكون فلا يحسُّ صدى لصوته
وتموتُ في شفتيهِ صرخته ويقبرها بصمته
ومشى بلا وعي كمن يقتادهُ وهمٌ غشومْ
فإذا به فوقَ الضفاف يشده وعدٌ قديم
وتواثبت من حوله الأمواجُ صاخبةَ العزيفْ
ورشاشها يهمي على قدميهِ كالدمع الذريف
وتناسقت أشجانُه مع نغمةِ الموج الكئيبة
وكلاهما يبكي غرامًا ماتَ في فجر الشبيبه
3
سمعت (خديجة) من (عليٍّ) قصة الحب الجريح
أصغت له وكأنها تصغي إلى شهقاتِ روح
وتدحرجت في خدِّها مثلََ اللآلىء دمعتان
وغشي ملامحَ وجهها البدريَّ إشراقُ الحنان
لكنها اعتصمتْ بموقعها من الحزم العنيد
لتصدَّ تيارَ الهوى الطاغي بإرساء السدود
وتساءلتْ في حيرة: أترى تناسيت المروءه؟!
إنَّ التلاعبَ بالقلوبِ خطيئة كبرى دنيئه
فأجابها متنصلاً ما كانَ لي غرضٌ مريبْ
قدْ كانَ مِن قدر السما أن تستجيبَ لها القلوب
فالحبُّ فيضٌ كالشعاع الطهر معدنُه كريم
إنَّا نحبُّ اللهَ والإنسانَ والخلَّ الوسيم
فتساءلتْ: ماذا تراني سوفَ أصنعُ يا حبيبيْ؟
وأجابها فلتخطبيها لي الغداة، وتفرحي بي
فتساءلت في رعشة: أترى أصِبتَ ببعض مسِّ؟
عوَّذتُ بالرحمن عقلكَ من أذى جنٍّ وإنس
أوَ ما ثنتكَ عن الهوى مُثلٌ وأخلاقٌ كريمه؟
إن كنتَ تبتدر الزواج فتلك (فاطمة) الوسيمه
فأجاب والكلمات تشهق فوق مبسمه العبوس
كلا، فما لي في الصبايا غير (سلمى) من عروس
(فطاَّم) أختي، هل ترى يتزوج الأخوان بعضا؟ (1)
ولئن رضيتم أن أزوَّجَها فإني لستُ أرضى
فتساءلت: ما كنتُ أحسبُ أنْ أُرى بفتاي خجلى
يا ليتَ أنكَ ما بلغتَ ولمْ تزلْ في المهدِ طفلا!
أجَزاءُ عمكَ يا حياتي طعنة الغدر الاثيمه؟
أمن الوفاء لمن أفاءك ظل سرحته الكريمه؟!
رباكَ طفلا مثل أعواد الرياحين الطريه
ورعاك غصنًا قد توشَّحَ بالأزاهير النديه
فأجابها: أماهُ، لا تقسي على قلبي وروحي
وترفقي لا تغرزي شوكَ الملامةِ في جروحي
ماذا يكونُ مصيرُ (فاطمة) إذا ولجت حياتي؟
وتلمست قلبي فلم ترَ غيرَ أشلاءٍ موات؟
4
وروت (خديجة) قصة الحبِّ العنيد لبعلها
وحوارَها معَ إبنها وعُزوفهِ عنْ عذلها (2)
فدعاهُ يستجلي الحقيقة في حوار سافر
حتى تبيَّنَ عندهُ عنفَ الغرام الثائر
فمضى يحاورهُ بأسلوبِ الصديق الناصح
ما الحب إلا ما تولدَ عن زواج ناجح
إن كنت لا ترضى بـ(فاطمة) تخيرَ غيرَها
ممن يفوقُ جمالها (سلمى) ونرضى نجرها (3)
فأجابه ماذا بها مما يعيب ويخجل؟
أخلاقها وجمالها وعفافها لا تجهل
فاجاب (أحمد): أنت لمْ تعدُ الحقيقة في المقالْ
لكنْ أبوها كانَ (عشارا) فلا ترجُ المحال (4)
فأحسَّ قولته (عليٌ) كالمدى اغتالت هواه
وأجابَه: ما ذنبها هي في الذي اقترفت يداهُ؟
فبدت على قسمات (أحمد) ثورة الغضب الزؤام
وأجابَ: صه، فلقد تغذى جسمُها المالَ الحرام
لا بد أن تختار للنطف النقية حجرها
ونصونها عما يشوب صفاءها أو طهرها
ما زلتَ حتى الآن طفلاً في سني مراهق
ولسوفَ تعرف في غدٍ زيفَ الغرام العالق
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :216  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 251 من 271
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.