شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النشيد الثامن عشر
أبطال النشيد:
1 ـ ليلى.
2 ـ خديجة.
3 ـ سلمى.
4 ـ علي.
5 ـ زاهي.
1
شبَّت وأسرتها تعيش رضِيَّةً عيشَ الكفافْ
وتَعدُّ ثروتها القناعةَ والكرامةَ والعفاف
حتى إذا اكتملتْ أنوثتُها تبرعمَ نهدها
وحلا ، على رغم الخصاصةِ والمرارةِ،شهدها
ومشى الربيعُ إلى مفاتنها يفتِّحُ زهرها
ويذيعُ للأنسام، وهي تمرُّ نشوى، عطرها
وتطلَّعت أحلامها لغدٍ سعيدٍ باسم
تبني به بيتًا من الحبِّ الظليل الدائم
وتوالت الأيامُ تنضح قلب (ليلى) بالأمانيْ
حتى دعتها أمُّها تزجي لها طيبَ التهاني
وتقولُ والأفراحُ تنشرُ في ملامحها ظلالا
بشراي فيك فقد بلغتِ من الصبا الغضِّ اكتمالا
وسعى إليكِ الحظُّ ميمون الخطى فاهني، وتيهي
ولسوفَ يسعدك الزواج وتنعمي بالحبِّ فيه
ومضت تُعدُّ جهازها (دراعتي) قطن و(ملفع) (1)
وسريولات شُجِّرت أنصافها السفلى و(مقنع) (2)
وثلاث دلات ومبخرة وصندوق صغير
ولحاف قطن لا يقي المقرور لفح الزمهرير
ورعت (خديجة) حفل (جلوتها) وأهدتها البخورْ
والمشط والمرآة والحنا و(أغراش) العطور
وتوهجت في أنفها (خزامة) و (قرنفله) (3)
أهدتهما (سلمى)، وأهداها (علي) مكحله
ومساء دخلتها تفتق بالصبايا (المقطع) (4)
والزغرداتُ تفيضُ في (أخواره) وتَدَفَّع
حتى إذا بلغ الجزيرة ركبها المتحمِّل
أومتْ لماضيها تودع طيفه وتقبل
واستقبلتها عندَ باب الكوخ أطياف قديمه
كانت لها في قلبِ (زاهي) أمها ذكرى أليمه
2
ومضى بـ(ليلى) موكب الأيام في درب جديد
تنأى بها خطواتها فيه عن الماضيْ السعيد
وتطامنت آمالها في وهدة الكوخ الحقيرْ
وتعودته كما تعودت القيودَ يدُ الأسير
أقصى مداها العين تغسلُ رأسها بنقيع طين (5)
وتعودُ حاملة جرار الماء من خزف مهين
ضاقت بها الدنيا فكانَ إطار عالمها (حضار) (6)
كالبدر أمعن في السرى حتى تغشاه السرار
جاراتها فيه العظايا والسلاحف و(الغيالم)
وبنات آوى، وابن عرس والقنافذ والبهائم
تصحو الصباحَ على خوار الثور في ركن الزريبه
ويهز أحلام المساء نقيقُ ضفدعة غريبه
تشقى وتكدح مع رفيق حياتها طول النهار
والصيف يلفح وجهَها حتى يكاد يشب نار
ترعى (الصرام)، وتقطف التمرات في (مكيالها) (7)
وتظل تجمعُ ما تناثر من (سقاط) غلالها (8)
وتهشُّ أسرابَ الطيور السانحات عن (السلوق) (9)
(وتحش) للأبقار أو تلقي لها (العُوم) (العتيق) (10)
أو تنسج (القفف) الأنيقة ، و(المراوح) في الأصيلْ (11)
وتشك في أسلاكها (الفقاح) والفُلَّ الخضيل
أو تحلب البقرات في (برم) من الخزفِ المغبرْ (12)
وتخضه حتى يعوم الزبد كالمح المزعفر
وتبيعه (يوم الخميس) لتشتري سمك العشاء
ولعله أشهى وأفضل ماتنال من الغذاء
تشويه فوق صفيحة مِن دون سمن أو بزار (13)
فالسمن للسادات أرباب النخيل ذوي اليسار
تغدو عليهم كل أسبوع بأطيب ما لديها
والشمس تلعق ضوءَ عينيها، وتعرق أخمصيها
ويؤودها ثقل (الرواتب) في المخارف و(السلال) (14)
و(النبق) و(الرمانُ) و(الموزُ) المزعفرُ و(الخلالْ)
و(التينُ) و(البوبي) والليمونُ والرطبُ (الخلاص)
يزهو على (سَرُّودِه)، وكأنه دررُ المغاص (15)
وتشد في يدها المشققة الفراريجَ الصغيره
وكأنها سربٌ يساقُ من القرابين الغريره
ومضت بها الأيامُ كالحة الأصائل والبكورْ
حتى خبا من وجهها ألق السعادة والحبور
وتغلغلت في جسمها (البرداء) من لسع البعوضْ (16)
فكأنها الطاووس يهوي من أعاليه مهيض
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :224  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 250 من 271
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج