ودعا له (ليلى)، وفي شفتيه بوحٌ خافتُ |
ودموعه بين الجفون لآلىءٌ تتهافت |
فحنت تعانقه ، وتمسح من محاجرهِ الدموعْ |
ويكادُ يقفز قلبها عطفًا عليه من الضلوع |
قالت: أخي يا زهرة الفتيان، يا أحلى الأماني |
قلْ لي بربكَ ما الذي ذرَّى دموعَكَ كالجمان |
أفديك يا روحي بأغلى ما ينضِّر لي حياتي |
فأفض إليَّ بما يكدِّر من هنائك (يا غناتي)
(1)
|
فروى إليها في خشوع قصة الحب الوليد |
وكأنما (هومير) يعزف للدنى لحن الخلود |
حملت الى (سلمى) سلال الورد ناضرة الجنى |
نقشت حواشيَها بألوان كأطياف السنا |
فتنسمت (سلمى) بها عَرْفَ الحبيب العابق |
وكأنما تلك الورود شذور قلبٍ عاشق |
وجثت تقبلها، وتنضحها بدمع كاللآلي |
والعطر ينضح روحها وكأنها أرج الوصال |
وثنت إلى (ليلى) كما تثني الغزالة جيدَها |
وحياؤها يسقي بألوان الورود خدودها |
وتحدثت أجفانها عن حبَّها وهيامها |
وتطلعت لحنانها واستنجدت بذمامها |
فتعهدت (ليلى) بأن ترعى غرامهما الوليد |
وتمهدَ العش الذي يأوى له الحب الشريد |
حتى إذا وافى المساء تلاقيا في بيت (أسما) |
وكأنما فرشَ الربيع جناحه لهما وضمَّا |
وتتابعت بيض الليالي بالمسرة والسمرْ |
يتسقطان هواهما حلو الحديث الى السحرْ |
ولقدْ أنارت دير حبهما شموع شاعرية |
(أسما) رفيقة عمره الهاني ودايته رضيه |
ظِلُّ العفاف إطار حبِّهما النقي الطاهر |
ومداهُ إن طفح الجوى لمح العيون العابر |
*** |