| كانت (خديجة) سمحة الكفين وارفة السخاء |
| تجد الأباعدَ والأقاربَ في سماحتها سواء |
| ولقد ترسَّم ابنها مع صحبه خطواتها |
| وكأنما هوَ صورةٌ مجلوةٌ لحياتها |
| بدأ ادِّخارَ النصف من مصروفه الجمِّ الوفيرْ |
| حتى تجمَّعَ عنده من وفره مالٌ كثير |
| فانصاعَ ينفق منه في شتى المجالات النبيله |
| يصلُ الرفاقَ المعوزينَ ويشتري الكتب الجليله |
| كم معوزٍ من صحبه غرس السرور بقلبه |
| ولكم يتيمٍ منهم رشف الحنان بقربه |
| (منصور) مات أبوه حرقًا وهو يوقد (دوغتهْ)
(1)
|
| والبحر أغرقَ عم (بدرٍ) وهو ينشر (شقتهْ)
(2)
|
| و(رشيد) لا يحظى أبوه بغير (آنات) قليلهْ
(3)
|
| وأتان والده التي يسعى بها باتت هزيله |
| وحبيبٌ الأعمى تكاد برودُه لا تستره |
| فإذا اشتكى لأبيه زوجتَه الشحيحة ينهره |
| ما زال يجريْ في النفوسِ الصاديات سخاؤه |
| ويفيض في تلك الوجوه العابسات رواؤه |
| ذياك يمنحه القميصَ، وذا (الشراك) وذاك (ختمه)
(4)
|
| ويقص للأعمى الدروسَ، ويمنح الباقين بسمه
(5)
|
| حتى استطالَ نواله وكأنه قطر الغمام |
| يحبو الجميعَ الحبَّ، والعونَ المرجَّى، والسلام |
| *** |