وتظل رباتُ البيوت تعدُّ ألوان الموائدْ |
لينال منها الجارُ، والرحمُ القريبُ، وكلُّ وافد |
وترى به الفتياتُ موسمَها المفضلَّ للتزاورْ |
وتكاشف الأسرار من أملٍ ، ومن حبٍّ يخامر |
يمرقن في جنح الليالي بالقناديل الصغيره |
مثل الملائك وسطَ هالات من الشهب المنيره |
وترى (البراحة) وهي تزخر بالروائع في العصاري |
اذ تلتقي بنت القرى بابن المدينة في جوار |
ذياك يبتاع (الرويد)، وذاك يبتاع الحليب
(1)
|
وتبيع تلك البيض و(الطرفوفَ) والورد الرطيب
(2)
|
ولربما جافى قداسته فتى غر مراهقْ |
متغزلاً بمليحة من تلكم الغيد الغرانق |
وأتى (عليًَّا) تربُه (مهدي) يبادله الصراحه |
اللعب (بالبيض الملون)، و(المكاسَر) في البراحه |
والقذف ((بالمتفرقعات)) على الجموع العابره |
والضحك من فزعِ العجائِز والصبايا العاثره |
فأبى (عليٌّ) أن يشاركَه التمتع بالمساخر |
والإنصياع الى التقاليدِ الأثيمةِ، والمناكر |
فلكل شيءٍ عنده هدف، وأغراضٌ نبيله |
فإذا خلا منها فليسَ بواجدٍ فيه فضيله |
ومضى (عليٌّ) في الصيامِ يزيده الجوعُ انشراحا |
كالنَّد مهما زدته وقدًا زكا أرجا وفاحا |
ولقد تعلم مِن معاني الصوم أشياءً كثيره |
وأحسَّ كم عضتْ نيوبُ الجوعِ في الأسرِ الفقيره |
*** |