شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النشيد الثامن
أبطال النشيد:
1 ـ أحمد.
2 ـ نعمان.
1
بدأ التنافس بين تجار اللآلي الأثرياء
هذا يسومُ، وذا يزيدُ، وهذا يبادرُ بالشراء
والسعرُ يعلو بالمئات وبالألوف ويشطح
والكلُّ يطمع في المزيد من الثراء ويطمح
وابتاع (أحمد) منه ما وسعته ثروته الكبيره
وتوسَّم الكسب الوفير به وأرباحًا كثيره
وأعد للسفر البعيد الصحب والزاد الوفير ْ
والمال، ينفق من ما يُرضي المروءة والضمير
لا الشحُّ يقبض كفه حتى يخال المال مجده
كلا ولا الإسراف يهدر كدَّه ويضيع جهده
وجرت بهم فوق الخضم زوارقٌ مثل الشعاعْ
تَحْدُو بها الأمواج عجلى أو يطير بها الشراع
حتى استقرت عند باخرةٍ أطلت كالعُقابْ
أرست على الأمواجِ جؤجأها وناطحت السحاب
فتفرقوا في سطحها والكلُّ يشعر بالسعاده
وكأنما في (الهند) دنياه التي سحرت فؤاده
وأحسَّ (نعمان) بسيده يناجي الموج سرا
ويعودُ يهمسُ للضفاف ويرسل الآهات حَرّى
فدنا لسيده يسائله بقلبٍ خافق
فأجابه: هذي الضفاف تشدني بعلائق
فيها ولدت وفي مجاليها نما عقلي وجسمي
ونهلت من متع الحياة وذقت منها كل طعم
وعرفت فيها الحبَّ أعذب ما تجودُ به الحياة
وغرست فيها كل غالٍ من بنينٍ أو بنات
سيظل يملأ حبها قلبي وأفكاريْ وروحيْ
ولسوف يصحبني هواها بعد موتي في ضريحي
إني لأفرح إذ أراها من قريبٍ أو بعيدْ
فأرى الصبا والحبَّ يبعثُ في رباها من جديد
لكنني أشجى لها ويثور وجداني ويغليْ
إما رأيت الأجنبي يعيث في وطني وأهلي
بالأمس كنا سادة فوق الضفاف وفي البحارْ
نبني الحياة على الشواطئ والجزائر كالمنار
منذ اخترعنا للسفين شراعها مثل الجناح
تختال في عرض البحار لدى الغدُوِّ وفي الرواح
تجري الرياح بأمره فيقرب البلد البعيد
ويحقق الوعد القديم ويمنحُ الأملَ الجديد
كانت شواطئ (دجلةٍ) و(الهند) و(الصين) العظيمه
وضفاف (إفريقيةٍ) مرسى سفائننا القديمه
كنا نروح لها ونغدو بالمعارفِ والتجاره
الندُّ والمرجان والدر المنضد والعطاره
والساج والخزف الملون والتوابل والحريرْ
والعاج والأصداف والذهب المرصع والتمورْ
كنا وما زلنا كذاك رباط عالمنا القديم
عبر الزمان بنا كما قد كان يعبرُ بالنجوم
ما زالَ يقبسُ من حضارتنا ويرفعها مناره
حتى غزانا الأجنبيُّ مقوضًا تلك الحضاره
هذي شواطئنا تكاد تكون أطلالاً وقفرا
عبثَ الغريبُ بها وعوَّضها عن الثرواتِ فقرا
ونكادُ نَشعر أننا في أرضنا غرباء عنها
نَضبت مواردُها ولولا حبها لرحلت منها
لم يبقَ فيها غيرُ لؤلؤها وليسَ به غناء
ويكاد يأفلُ نجمه ويصد عنه الأثرياء
2
في الهند حيثُ يهيم مهراجاتها في كل غالي
وتُرصَّع التيجانُ بالماس المشع وباللآلي
وتسيلُ بالأموالِ والثرواتِ أيدي المترفينا
ويموتُ آلافٌ من السكان غرقى مُعدِمينا
بيعت لآليء (أحمدٍ)، وأصابَ منها كلَّ مكسبْ
ومضى يحدثُ نفسه بالعَودِ للبلدِ المحبب
وابتاعَ للأهلِ الهدايا مِن ملابسَ أو تحفْ
ودمىً ملونة من الساج المطعم بالصدف
لـ(عليِّ) منها دميتان، وببَّغاءٌ تنطقُ
وخواتمٌ مِن عسجدٍ ببنانه تتألق
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :216  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 240 من 271
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج