وتحولت (زاهي) لربة بيتها المحبوبِ دايْه
(1)
|
تُعنى بزينتها، وتنظيمِ الملابسِ، والرعايه |
في الصبح تمشط شعرَها، وتعود تضفره ذوائبْ |
وتُعطِّر الوجناتِ والشعر المرجل والترائب |
وإذا المساء أطلَّ أوقدت الثريا، والمجامر |
وثنت عقودَ (الرازقيَّ) على الوسائدِ والستائر |
وإذا رأتْ مولاتها أن تستحمَّ وتستجمَّا |
حملت ملابسهَا وسارت جنبها (للعين) قدما
(2)
|
تروي لها ما في المدينةِ من حكاياتٍ جديده |
(طيَّاب) قد وهبت أساورها لدايتها سعيده |
و (نعيمة) قد طُلقت ومضتْ لوالدها (مهنا) |
و(عَباد) زُفَّت وهي لم تبلغْ من الإدراك سِنَّا |
و (سنان) عادَ إلى البلادِ وفي بضائعه نفائسْ |
وقلائدٌ ذهبيةٌ مما تعشَّقها العرائس |
(ومشامرٌ) صفرٌ وخضرٌ مثلَ أجنحةِ الطيورْ
(3)
|
وبخورُ عودٍ فاخرٍ ومنوعاتٍ من عطور |
حتى إذا طوتا الطريقَ كتوأميْ ريمٍ غريرْ |
تحنو الظلال عليهما ويهزُّ سمعهما الخرير |
وغناء فلاح يهش الطير من فوق الشجرْ
(4)
|
ورفيف أنسامٍ تمر معطراتٍ بالزهَر |
بدت العيونُ كأنها فِلَقُ المحار تألَّقُ |
والماء لؤلؤة مذوبة السنا تترقرق |
تطفو الصبايا فوقه مثل الكواكب في السماءْ |
وتغوصُ فيهِ كاللآلي في إطارٍ من ضياء |
وتروح (زاهي) تنزعُ الأثوابَ عن مولاتها |
وكأنما تجلو بها (فينوس) في هالاتها |
وتجهِّزُ الصابونَ والمشطَ المرصَّعَ (بالقماش)
(5)
|
والعطرَ والمرآة والفوطَ الملونة الحواشي |
وتظلُّ تغسلها وتمشط شعرها وتدلكُ |
و (خديجة) ترمي الصبايا بالنكاتِ وتعلك |
حتى إذا مالت إلى الشرق الظلال الحانيهْ |
خلت العيونُ من الغواني والصبايا اللاهيه |
*** |