أيامُ عِدَّتِها انقضت وحِدادُها يزداد عمقا |
والتبرُ تصهرهُ اللظى فتحيله أبهى وأنقى |
زاد الوشاحُ الأسودُ المسحوبُ فتنتها اكتمالا |
غيداءُ أنحلها الأسى قدًّا وأبرزها هلالا |
وتلألُؤ المصباح يجتذبُ الفراشاتِ الجميله |
والنحلُ يحلم بالعُسول إذا رأى زهرَ الخميله |
وتحلقتْ مِن حولها الجاراتُ والمتزلفاتْ |
يغرينها بالحبِّ، بالشوقِ المعطرِ، بالحياة |
هذي تقول: الروضُ لم يُقطف لغير الشمِّ وردُه |
وتقولُ تلك: الكرْم لم يُعصر لغيرِ الرشفِ شهدُه |
لا تخنقي ألق الصباح بظلِّ أجنحة الأسى |
وتمتعيْ بربيعِ حُسنك قبلَ أنْ يذوي الشذا |
الحبُّ يُنعش مِن صِباك زهوَره وأريجَه |
والبلبلُ الغرِّيد يأبى أن يعاف مروجه |
فاستمهلتْ حتى تُدير الرأيَ فيما قدْ أثرنه |
وتُشاور الأعمامَ تأخذُ رأيهم فيما عرضنه |
فاستبشرتْ كل بما قالت ودغدغت الأماني |
واستشرفت بشرى النجاحِ، فأسرعت تزجي التهاني |
وتقول كل لابنها بشراكَ فالآمال خضر |
يُهني شبابَكما قِران دائمُ الأفراحِ بكر |