شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النشيد الثاني
أبطال النشيد:
1 ـ خديجة: الزوجة الثالثة لأحمد.
2 ـ أحمد: الزوج الثاني لخديجة.
1
أيامُ عِدَّتِها انقضت وحِدادُها يزداد عمقا
والتبرُ تصهرهُ اللظى فتحيله أبهى وأنقى
زاد الوشاحُ الأسودُ المسحوبُ فتنتها اكتمالا
غيداءُ أنحلها الأسى قدًّا وأبرزها هلالا
وتلألُؤ المصباح يجتذبُ الفراشاتِ الجميله
والنحلُ يحلم بالعُسول إذا رأى زهرَ الخميله
وتحلقتْ مِن حولها الجاراتُ والمتزلفاتْ
يغرينها بالحبِّ، بالشوقِ المعطرِ، بالحياة
هذي تقول: الروضُ لم يُقطف لغير الشمِّ وردُه
وتقولُ تلك: الكرْم لم يُعصر لغيرِ الرشفِ شهدُه
لا تخنقي ألق الصباح بظلِّ أجنحة الأسى
وتمتعيْ بربيعِ حُسنك قبلَ أنْ يذوي الشذا
الحبُّ يُنعش مِن صِباك زهوَره وأريجَه
والبلبلُ الغرِّيد يأبى أن يعاف مروجه
فاستمهلتْ حتى تُدير الرأيَ فيما قدْ أثرنه
وتُشاور الأعمامَ تأخذُ رأيهم فيما عرضنه
فاستبشرتْ كل بما قالت ودغدغت الأماني
واستشرفت بشرى النجاحِ، فأسرعت تزجي التهاني
وتقول كل لابنها بشراكَ فالآمال خضر
يُهني شبابَكما قِران دائمُ الأفراحِ بكر
2
جمعتْ من الأعمامِ أقربَهم وأصوبَهم مَقاله
وروتْ لهم وحياؤها يلقي بخديْها ظلاله
قالت رضيتْ من الحياةِ ببسمةِ الطفلِ الرضيع
ولزمتُ بيتيْ والشجونَ وذكرياتي والدموع
لكنَّ جاراتي هتكنَ عليَّ قدسَ تبتلي
ونعين هجراني السروَر وعبن فيَّ ترمُّلي
يوحين أن ألقى الصباحَ ببسمةٍ مثلَ الصباح
وأزفَّ قلبي للحياة على رفارف من أقاح
فلتوقدوا لي شمعةً من رأيكم لأرى غدي
ولتوردوني في متاهِ الدربِ أعذبَ مورد
فأجابَ من أقصى النديِّ فتىً صبيح الوجهِ باسمْ
قد كنت عطرًا في أزاهرنا وقد كنا البراعم
لن يهجر العطرُ الورودَ ولن يملَّ الوردُ عِطرَه
فتخيري مِن عقدنا أغنى لآلئه مسرَّه
3
وتشاور الأعمام بينهم بهمسٍ حائر
وتقاطعت أصواتُهم كنشيش موجٍ غامرِ
مَن يصطفي منكم خديجة إنها وسطى القلاده
ويضمُّ زهرتَها لروضتهِ ويحتضنُ السعاده
وانسابَ في أسماعهم صوت (لأحمدَ) فيه جرسُ
يندى ببوحٍ فيه تحنان وإكبارٌ وأنسُ
يا بنت عمي إنني أُهديك قلبي فاقبليهِ
فلقد جمعتُ الحبَّ والإعجابَ والإخلاصَ فيه
4
زفت خديجة في مساءٍ غامرِ الأضواءِ عاطرْ
رفَّ الحريرُ على معاطفها وزغردت الأساورْ
وجرى بها ركبُ الحياةِ على بساطٍ أخضر
لولا (الضرائر) لم تُشب نعماؤها بمكدر
وتوسمَ الزوجُ الخلافَ يدبُّ كالثعبانِ غادرْ
قد سُممت منه مناهله ولوثت الأزاهرْ
حيرانَ، ما بين الضرائر، وما يزال مولها
(بيبي) و(غزلانٌ) تقاسمتا هواه قبلها
خطفت خديجة حبه بشبابها المتوهج
والشيخ يصبو للشباب بزهوه المتأرج
وطوى الجوانحَ لم يضمِّدْ جرحَه النغََّارَ آسي
تركَ الزمانَ يمرُّ فوقَ فؤاده بيديْ مُواسيْ
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :268  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 234 من 271
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج