حتَّى إذا (الساباط) غصَّ بأهله وصحابه
(2)
|
حملوه من فوقِ السريرِ مجلَّلاً بشبابه |
ونعته بالصمت الكئيب رؤى ليالي أنسه |
وحنتْ عليه تضمُّ جثته ذراعا عرسه |
وبكته (أسفاطُ) اللآلي والمرايا والستائر
(3)
|
والخاتم الفضيُّ ينشجُ والثريا والمجامر
(4)
|
وهتفن من خلف الجنازة بالوداعِ الثاكلات |
وصفقن بالأيدي ،وأجهش بالبكاءِ النائحات
(5)
|
ومضى على الأكتافِ محمولاً إلى دنيا العدم |
كحقيقةٍ زالت معالمها وأبقت طيف رسم |
وتزاحم الشبان حول القبر من باكٍ وواجم |
خرست عقولهم وعربدت الأحاجي والطلاسم |
من أجل أن نهبَ الحياة لألفِ جيلٍ قادمِ |
نفنى كما تفنى أزاهيرُ الربيع الحالم |
ويقال إنا كالبذور يظل يطمرها الخريف |
لترف من بعد البيات سنابلا ملءَ المصيف |
ووراءهم شِيبٌ تقيلت السقائف والشجر |
ملَّت مشاهدةَ الرميمِ وما تغصُّ به الحفر |
قد مات منها خيرُ ما فيها الأماني والطموح |
وبدت هياكل لم يدع فيها الفناءُ وميضَ روح |
كم يبحث الإنسانُ في الأعماق عن ذهبٍ قليل |
ويظل يطمر في التراب بنيه جيلاً بعد جيل |