خالد القشطيني يكتب بالريشة أيضاً |
القشطيني درس الرسم في بغداد ثم في لندن حيث يقيم منذ عام 1959، وقد استمع إلى محاضرته وشاهد معرضه جمهور من الإعلاميين والمثقفين العرب في العاصمة البريطانية. |
وكان السفير القصيبي والدكتور محمد الصبيحي مدير المركز الإعلامي السعودي، قد قدما المحاضر الفنان بكلمتين مناسبتين. |
كشف الباحث والكاتب الصحافي خالد القشطيني عن موهبة جديدة ـ قديمة يتقنها، هي الرسم التشكيلي، وذلك في معرض أقيم له بالمركز الإعلامي السعودي في لندن. |
وقد افتتح المعرض بندوة دعا إليها ورعاها سفير المملكة العربية السعودية في بريطانيا الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي، وأشرف على تنظيم المعرض مدير المركز الإعلامي الدكتور محمد الصبيحي. |
استهلالاً رحب الدكتور الصبيحي بالمحاضر والحضور، وتحدث عن مصادر الاستلهام الفني عند العربي منذ القدم، ليخلص بأن الإنسان العربي مرهف الإحساس. |
ثم تحدث السفير القصيبي، فقال: إني أحس بالذعر والخوف وأنا أقدم خالد القشطيني، ولكن يخفف من هذا الإحساس أن القشطيني من المؤمنين بقضية اللاعنف، وبذل من أجلها الكثير من جهده. |
وتحت عنوان ((تأملات في الفن العربي)) اهتم القشطيني في مداخلته بالتميز الفني عند العرب، عن الشعوب والحضارات الأخرى. وقال: إن الأمة العربية تمسكت بفنون اللغة. وقد سحرتنا الكلمة (نحن العرب) فجعلتنا نتصور الهزائم نصراً والمذلة مجداً. فكل ما فعله العرب، أو أنتجوه من فنون ارتبط باللغة وقام عليها. |
وانطلق من مقولة عبد الحميد الكاتب (البيان في اللسان والبنان) ليتحدث عن حضور الخط العربي كموضوع أول ومادة رئيسة في الفن التشكيلي العربي، وهي المدرسة التي قادتها العراقية مديحة عمر في الخمسينات. |
وأشار إلى أن الفنانين السعوديين، ارتكزوا على جماليات الخط العربي، وأن الفنان العراقي ضياء الغزاوي جسد المعلقات السبع في سبع لوحات. |
وأضاف: لا يوجد بلد عربي لم ينغمر فنّانوه بهذا الاتجاه، حتى تبلور التيار ونشأت مدرسة الحروفيات. وذكر أن فنانين يابانيين يستعملون الحروف العربية في أعمالهم التجريدية، وأن جماليات الحرف العربي تدرّس في جامعة السوربون الفرنسية. |
وعن رؤيته للاتجاه السريالي، قال القشطيني: إنه موجود الآن فقط في البلاد العربية، ملاحظاً بدء غلبة الصفة الأدبية والفكرية في أعمال الفنانين العرب. |
وقال: إن العرب لم يعبأوا بالرسم قديماً لأنهم انشغلوا عنه بالأدب. فالإنسان يرسم عندما لا يجد وسيلة للتعبير عن نفسه، والرسامون تخونهم اللغة. |
واعتبر أن تدريس الرسم من أصعب المهن، لأن الرسام لا يستطيع شرح موضوعه. |
وتطرق القشطيني إلى مقولة. إن التجريد هو فن العرب بالاستناد إلى أعمال الزخرفة العربية، فقال إن الزخرفة العربية عمل هندسي حسابي، بينما التجريد هو عمل لوني اعتباطي. والتجريد المعاصر يرتبط بالفن الغربي وليس بالأدب العربي. |
وتوقع المحاضر أن الفنون التشكيلية ستصادف مرحلة مزدهرة، لأن الجانب الأدبي سوف يواجه انكماشاً، مشيراً إلى أن الشعر هو الآخر يتلاشى بعدما أبعدته الحداثة عن تناول الجمهور. |
وفي مجال الموسيقى تحدث القشطيني، عن سحر الكلمة وسلطتها على المستمع العربي أكثر من الموسيقى البحتة، واستخدم نماذج صوتية من محمد عبده وأم كلثوم للتدليل على رأيه. |
وقد ضم المعرض 36 لوحة من أعمال الفنان، بالزيت والألوان المائية والرصاص والباستيل. وتنوّعت موضوعاتها بين الرؤية الجمالية الخاصة والهم الوطني والإنساني العام. وبرزت من بينها لوحات، ينزع فيها القشطيني القناع عن الوجه أو يرسمه بديلاً للوجوه. وفي لوحات أخرى، ظهرت الوجوه نفسها وكأنها أقنعة. وهو الموضوع الأثير عند الفنان. |
وفي بطاقة تعريفية، جاء أن القشطيني درس الرسم على يد فائق حسن في بغداد، ثم درس الرسم والتصميم المسرحي في كليات تشيلسي وكمبرويل والسنترال سكول، وقام بتدريس الرسم والتصميم المسرحي في بغداد، قبل أن يعود ثانية إلى لندن ويستقر فيها منذ العام 1959. والمعرض هو الفردي الأول له، وكان قد شارك في معارض جماعية بالعراق. |
وبعد معرض القشطيني استقبلت عكاظ لندن معرض الزميل عادي محي الدين براده الذي أبرز صورة لامعة عن الفنانين التشيكليين السعوديين، وكان افتتاح المعرض برعاية معالي الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي سفير المملكة في بريطانيا وآيرلندا. |
ومن بين المعارض التي احتضنتها عكاظ لندن معرض خاص بالملابس والمجوهرات السعودية أعطى هو الآخر صورة واضحة عن التراث الحضاري في أرجاء المملكة كافة. |
وفي نهاية الكتاب تجدون بعضاً من الصور التشكيلية التي تم عرضها في تلك المناسبات بالإضافة إلى صور أخرى تمثل جانباً من الحضور الذين لبوا دعوة معالي السفير الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي لحضور الأمسيات الثقافية التي أقيمت في عكاظ لندن وأحياها عدد كبير من الأدباء والمثقفين العرب والأوروبيين كما وردت مفصلة في البيانات السابقة. |
|