ملخص وقائع الأمسية |
قدم المركز الإعلامي السعودي في لندن مساء الثلاثاء 12 نوفمبر 1996م الموافق 1 رجب 1417هـ الصحافي البريطاني.. براين هتشين.. رئيس التحرير السابق لصحيفة (ديلي ستار) و(ديلي إكسبريس).. في محاضرة بعنوان (الصحف الشعبية). |
واستهلالاً للأمسية تحدث معالي السفير السعودي الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي مرحِّباً بالمحاضر وبالضيوف.. شاكراً لهم تكبد المشقة في الحضور في أمسية لندنية ممطرة متمنياً لهم لقاء طيباً مع المحاضر الخبير وموضوعه الإعلامي الشيِّق.. |
وفي نبذة قصيرة عن المحاضر وصفه بالعصامي المثابر الذي ترك المدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره ليلتحق بالعمل في الصحافة حيث تدرَّج في سلَّمها الوظيفي إلى أن وصل إلى أكبر المناصب التنفيذية.. ثم أشار الدكتور القصيبي إلى الدور الهام الذي تلعبه الصحافة الشعبية عموماً.. وفي بريطانيا على وجه الخصوص.. في تشكيل الرأي العام والتأثير على المفاهيم الاجتماعية والسياسية. وأضاف إلى ذلك أن الصحف الشعبية.. وإنصافاً لها.. تتخذ في أحيان عديدة مواقف إيجابية إلى جانب العدالة وحكم القانون وفي مواجهة الإرهاب والعنف والجريمة.. ومظاهر الفساد والتحلل الخلقي وضد المخدرات وترويجها وتطالب بالردع الناجز لذلك.. |
وقال الدكتور القصيبي، في صلب مقدمته التي جمعت بين الرصانة والطرافة: إن الصحف الشعبية هنا مثلها مثل ((طعام المقتّر)) كما نقول يأكل منها من يأكل ثم لا يذكرونها بالفضل.. |
وعندما بدأ هتشين محاضرته.. قال مبادراً وفيما يشبه الاعتذار نيابة عن الطقس البريطاني: ((وددت لو كان لقاؤنا في الرياض الدافئة)).. ثم عرض نبذة تاريخية لنشأة الصحف الشعبية في أوروبا والولايات المتحدة ناسباً إلى رجل الأعمال الأميركي هنري ويلكوم اختياره لاسم ((تابلويد)) الصيدلي بتركيب كلمتي ((تابلت)) و ((الكلويد)) ثم تسجيل الاسم تجارياً في عام 1884م.. |
وكان أن استعير اللفظ في عام 1926م لإطلاقه على الصحيفة الإخبارية المختصرة ذات الحجم الصغير.. أما في بريطانيا فشهدت مدينة مانشستر البدايات بمولد ((ديلي اسكتش)) عام 1908م.. |
وذكر هتشين أن للصحف الشعبية مميزات معينة أهمها الشكل الموجز والحجم الصغير مقارنة بالصحيفة العريضة.. كما تحفل الصحيفة الشعبية بالخطوط العريضة ((والترويسات البارزة)) فيما تهتم اهتماماً ملحوظاً بالصور المكبرة التي تلفت الأنظار.. وتتوخى الصحيفة أسلوباً سهلاً للتعبير ولغة بسيطة تتسم بالوضوح والمباشرة والاختصار.. لكنه قال: إن هذه الصحف وعلى الرغم مما سبق.. أكثر صعوبة في التحرير والإعداد من وصيفاتها من الصحف العريضة والجادة.. ولذلك تعمل على استقطاب خبرة الكتَّاب والعاملين المؤهلين كما تدفع لهم أجوراً مجزية لذلك.. |
ويتضح ما للصحف الشعبية من نفوذ كبير في الأسواق من توزيعها اليومي الذي يقدر بـ 13 مليون نسخة. وإذا قدّرنا أن أربعة أضعاف ذلك قد يطالعونها كل يوم نصل إلى أن صوت الصحف الشعبية يصل إلى كل أذن تقريباً، في اسكوتلندا مثلاً، تستحوذ صحيفة ((اسكوتسمان)) على 72 في المائة من القراء.. |
وبيّن أن صحف ((التابلويد)) نفسها أنواع، منها ((وزن الثقيل)) الذي يميل إلى الجدية والرصانة مثل ((الجارديان)) اليومي.. وهناك شعبية الوسط مثل ((الديلي ميل)) و((ديلي اكسبريس)).. وتعرف أيضاً بالـ ((كومبات)) أو المقارع.. وهذه صحف الطبقة الوسطى لسان القيم الأسرية وبوق المحافظة على التقاليد والمعايير الخلقية وثوابت المجتمع.. |
أما ((التابلويد الثالثة)) فهي صاحبة راية ذات لون خاص.. حمراء خالصة أو أقرب إلى ذلك أو أبعد ولكنها تتوخى جذب القارئ وتزويده بالجديد والساخن من الأخبار والمثير من الشائعات والفضائح.. الخ. |
ويدفع المحاضر في صدد الاتهام الرائج ((للتابلويد)) عموماً بترصد الفضائح والشائعات وانتهاك الخصوصيات قائلاً: إن الأخطاء تقع من حين إلى آخر لكن الكابوس الحقيقي لرجال الصحافة هنا هو الوقوع تحت طائلة القانون الخاص بالقذف أو التشهير أو إفشاء الأسرار الرسمية.. |
وعن الجوانب المضيئة في سجل الصحف الشعبية قال المحاضر: إنها بلورة الرأي العام وبطريقة إيجابية وتنظيم الحملات الإعلامية في مناسبات عديدة من أجل حماية الأطفال أو الشيخوخة أو الأسرة (مثال حملة صحافية لاستصدار قانون ضد الكلاب الفتّاكة) والمطالبة بمراجعة وتنظيم قوانين الهجرة إلى بريطانيا.. وإعادة النظر في الامتيازات الضرائبية للعائلة المالكة.. إلخ. واستدرك المحاضر مشدداً: الصحف الشعبية ليست دائماً وأبداً في حرب أو مواجهة مع الحكومة أو السلطات المحلية، ففي كثير من الأحيان تقف الصحف هذه وبشدة إلى جانب الحكومة ضد الإرهاب الآيرلندي.. وضد الاحتلال الأرجنتيني لجزر الفوكلاند.. ثم في مواجهة العدوان العراقي ضد الكويت والمهددات للأمن والاستقرار في الخليج.. |
وقال هتشين: إنه يحتفظ شخصياً بذكريات عزيزة لمواقف صحيفة ((ديلي ستار)) الإنسانية والوطنية بتكريم رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر وذلك لوقفتها الشجاعة في مواجهة اعتداءات نظام صدام حسين وتهديداته وذلك بتقليدها ((نجمة الذهب)) وساماً تقديراً من الصحيفة لها.. ثم منح الجائزة نفسها بعد ذلك للطفل الإيرلندي الذي فقد أبويه في حادث إرهابي نفذه الجيش الجمهوري الإيرلندي وواجه الطفل المأساة الدامية بشجاعة وثبات.. ثم قدّمت الصحيفة ((نجمة الذهب)) لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز تقديراً لمواقفه وأريحيته الكريمة في رعاية الطفولة والإنسانية عموماً وفي تكفُّله بالعلاج للطفلة البريطانية ((لورا ديفنز)) وبنفقات مرافقة أبويها لها في الولايات المتحدة.. وكان أن تسلَّم معالي السفير السعودي الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي الجائزة التقديرية في لندن نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.. |
وبعد أن أكمل المحاضر حديثه.. أجاب عن عدد من الأسئلة والاستفسارات. |
ثم تحدَّث معالي السفير الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي.. شاكراً المحاضر والضيوف.. |
|