يقال إن بيتنا كئيب.. |
وكل من في بيتنا غريب.. |
حتى صدى أصواتنا غريب.. |
حتى النجوم لملمت بريقها وهاجرت بعيدة عن عِرفنا.. |
حتى السماء انكفأت فليسد في فسحتها لحالم دَرُوس.. |
حتى رؤى صغارنا قد سبئت.. |
فليس في قلوبهم قلوب.. |
وقيل إن ضحكة نسيتها قد يبست والتهمت |
نقاءها الذنوب.. |
وقيل إن الناس في مدينتي قد جف في أعينها اللهيب.. |
يقال ما أتعس ما يقال.. فبيتنا كئيب.. |
لن أبو في وحشته الأطلال.. |
ودربنا قد هجرت سمرته الأطفال |
وإن صمت أهلنا مريب.. |
يقال ما أتعس ما يقال أن ليس من مدينتي رجال.. |
لكنني أعرف يا مدينتي الصغيرة.. |
يا عاق الرجال في الظهيرة.. |
يا كسرة الخبز المدماة على حصيرة |
أعرف أن طفلتي لما تزل تحوق في أحلامها الأخيرة |
لمنية جديدة كبيرة أعرف يا مدينتي.. |
أعرف أن شمسنا لما تزل تنتظر الفجر وراء عينك الضريرة.. |
أعرف يا مدينة كم من جراح سرة المريرة.. |
تنزف تحت الأجنح الكسيرة.. |
لكنني أعرف يا مدينتي ماذا وراء بيتنا الكئيب.. |
ماذا وراء صمته الرهيب.. |
أي غدٍ يكمن في منعطف الدروب.. |
وإنني أعرف يا منيتي.. |
أعرف أنَّاعِ من الرجال في مدينتي لا ترقد وأن ملء صمتهم مناجماً تتقد.. |
غداً إلى من هجرت سينحني لها الغدُ. |