شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اعترافات ليست متأخرة
ما أتعس أن أقضي كل حياتي في عتمة مكتب
نفس الوجه المرمي على الطاولة السوداء
نفس الزمن المترهل في الخل ونفس الأوراق الملساء
نفس الحق المتسائل عن حقي
وعلى الحائط مازال اسمك يا وطني
يا وجهي في الخيبة والجبن
مازال اسمك يوشك أن يفتح عيني
يمد ذراعيه.. يقول تعال إلي
يتدلى الموت بحرفين من السقف بحبلين من السقف
من المصلوب بحبليه؟.. من المصلوب؟.. أجبني
يا نجل ذراعيه.. فلقد أرهقني وجهي المرمي
على الطاولة السوداء.. وتعبت من التوقيع
على كذب سيذاع صباح مساء
* * *
ما أتعس أن أقضي كل حياتي في عتمة مكتب مصلوباً ما بين الألفيين الكوفيين وبين الحرف المتسائل عن حقي.
كان صديق لي أهداني في يوم ما ديوان المتنبي للبرقوقي.
حدثني عن فجر قد يأتي براقاً كالسيف وقتالاً كالسيف
حدثني عن معنى أبعد من شكل الحرف
صباح الخير.. القهوة تأخذها في الشرفة
القهوة لا تنسَ مُرّة
وأنا أكرهها مُرّة.. أكره هذا الدرب الأسود
في قعر الفنجان وأكره حتى الحبر الأسود
حتى الألف.. لا تكفر لن تغفر هذه الكفرة
مُرّة أجل مُرّة، فمصاب بالسكر لا يأخذ قهوته إلا مُرّة
كيف أصبت به؟ ومتى؟
لا تسأل.. لا تسأل
وتذكرت الحي ومدرسة الحي وأستاذ الدين
أفهمتم يا طلاب.. أسمعتم يا طلاب
لكننا لم نسمع، لم نفهم، وكبرنا.. صرنا أكبر
من أن نحشي الجيم المعقوفة
وأكبر من أن يجرحنا سيف السلطة بالسين
ورأينا كل أصابع أطفال الحي تشير إليه..
بوركتم يا وجه الثورة.. بوركتم يا وجه القرن العشرين
كيف أصبت به؟.. ومتى؟
آه لو تعلم أن الثورة في القرن العشرين
لا تهدي الثوار سوى السكري.. والقرحة
والقهوة مُرّة
وأنا كنت من الثوار..
وعرفت النوم على
الإسمنت البارد كالقرن العشرين..
وعرفت
السجانين الثوار..
وعرفت المسجونين الثوار
وعرفت بأن الثورة قد تقلع ظفري..
قد تولج
شرطياً في صدري..
ورأيت أنامله في عيني
تقول ((أنت الملعون فكن طعماً للنار)).
ثم تعمل للنار بالسكري والقرحة والقهوة مُرّة
والثورة صارت هذين الألفين القدسيين
وهذا الرأس المرمي على الطاولة هندسي
لم يفهم فراشي شيء.. حياً وكما عُود حيا
في الألفين الثورة.. في رأسي المرمي الثورة
أحنى قامته العطشى وبلهفة سد على الباب
على الألفين الكوفَّيين.. على اسمك يا.. وطني
وغرقنا في صمت الغرفة
لكن وراء الأبواب المسدودة مازال لنا وعد
بالثورة..
ما زال لنا من يحلم بالثورة..
من يدري قد لا يشرب قهوته مُرّة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :424  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 96 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.