عذرك بغداد إذا ما جئتك أجفن.. أبكم |
أفقر من عربي الصحراء.. وأتعس من ملح الصحراء |
فلقد جردني حراس حدود الوطن المنكر |
حتى من جلدي ومن لحمي |
حتى من حلمي في أن لا أولد في الجرح |
لكي لا أكبر في الخنجر |
بتروا كل أصابع كفي العشر |
بتروا كل أصابع رجلي العشر |
ولم أدر لِمَ أكرمني حراس حدود الوطن المنكر |
قلما مكسوراً وغلاف الدفتر؟ |
ثلاثة أبيات أخرى يحذفها الرقيب |
بغداد.. يا أنت.. يا أرضاً سوداء بلون الداء |
إن جبتك خالية.. سدي أبوابك دوني.. دون الصحراء |
وعري الصحراء وملح الصحراء.. وبري في الوعد |
وفي الظن.. بري شباكاً قد يوجز في يوم ما شيئاً من بعد سماء |
* * * |
في غرفة في الطابق السابع التقيا.. تحدثا |
تسارعا.. تمانعا.. ناما معاً |
وأسدل الستار في غرفة في الطابق السابع |
لكنني بقيت مصلوباً لدى الجدار، ومثلما أردتني |
بقيت كالمسمار.. أغور في عينيهما.. أغور |
في سريهما.. أغور في الجدار في غرفة في الطابق السابع |
سمعتها يا سيدي تسأله عن حبه الرائع |
عن جسد.. معذرة يا سيدي.. قالت له بأنه يحرق |
مثل النار.. يحرقني كالنار |
ومرة تحدثا عن عالم ضائع |
لكنني ومثل ما أردتني.. ومثل ما خلقتني.. لم أفهم الحوار |
لأنني علمت عن حبهما الرائع.. عن جسد كالنار |
ومثل ما حذرتني الناس مجرمون.. الكل مجرمون |
حتى الهوى البريء في العيون |
ومثل ما أردتني.. بقيت كالمسمار أغور في عينيهما |
أغور في سريهما.. أنبش في الجدار.. أبحث |
في الهمسة والضحكة والحوار عن موعد للثار.. عن غضب الثوار |
عن منية تصير في عنقيهما حبلاً وفي كفيهما مسمار |
معذرة يا سيدي.. كانا بريئين بإصرار. كانا |
بريئين بإصرار.. وعندما استيقظ في مدينة النهار |
تسربت في نشرة الأخبار حكاية عن غرفة في الطابق السابع |
عن موعد للثأر.. عن غضب الثوار.. وكان في |
عنقيهما حبل وفي كفيهما مسمار |