شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الهويات العشر
خرجت الليلة.. كانت في جيبي عشر هويات
تسمح لي أن أخرج هذه الليلة.. اسمي
بلند بن أكرم.. وأنا من عائلة معروفة
وأنا أقسم لم أقتل أحداً.. أقسم لم أسرق أحداً
وفي جيبي عشر هويات تشهد لي
فلماذا لا أخرج هذه الليلة!!
كان البحر بلا شُطئان.. والظلمة كانت أكبر من
عَيْنَيْ إنسان.. أعمق من عيني إنسان
ورصيف الشارع كان خُلواً إلا من صوت حذائي
طُقْ.. طُقْ.. طُقْ
أجمع ظلي في مصباح حيناً
وأوزعه حيناً
وبحثت لأني.. أدركت بأني أملك ظلي
وبأني أقدر أن أرميه ورائي
أن أغرقه في بركة ماء وحلي
أن أسحقه تحت حذائي
أن أخنقه طي ردائي
طُقْ.. طُقْ.. طُقْ
والظل ورائي ورائي ورائي
ما أكبر ظلك إنساناً يملك عشر هويات
في زمن.. في بلد.. لا يملك أي هوية
غنيت.. صفّرت.. صرخت.. بحثت.. بحثت
وأحسست بأني أملك كل البحر وكل الليل
وكل الأرصفة السوداء
وإني أجبرها الآن على أن تصغي لي
أن تصبح رجعاً لندائي
أن تصبح جزءاً من صوت حذائي
طُقْ.. طُقْ.. طُقْ
ومددت يدي.. ما زالت عشر هويات في جيبي
هذا اسمي.. هذا رسمي.. هذا ختم مدير الشرطة في بلدي
هذا توقيع وزير العدل.. وقد مد به زهو حزنٍ
وأطاح بسن من أسناني
خدش بعضاً من عنواني
وخشيت فبلعت لساني
ومعي سبع هويات أخرى
أقسم لو مر بها جبل.. أحنى قامته
ولقال هي الكبرى
عن شعري.. عن أدبي.. عن فني
ولأني أحمل عشر هويات في جيبي
غنيت.. صَفّرت.. صرخت.. بحثت.. بحثت
ما أكبر ظلك إنساناً يحمل عشر هويات في
عتمة ليل.. عشر هويات في زمن
في بلد.. لا يملك أي هوية
في اليوم الثاني كان ببابي شرطيان
سألاني من أنت؟
أنا بلند.. وأنا من عائلة معروفة.. وأنا أقسم
لم أقتل أحداً.. أقسم لم أسرق أحداً.. وفي جيبي
عشر هويات تشهد لي وبأني.. فلماذا؟
ضحكا مني، من كل هوياتي العشر.. ورأيت
يداً تومض في عيني.. تسقط ما بين الخيبة والجبن
أنت مدان يا هذا..
يا هذا..!!! ماذا فعل باسمي وبرسمي وبتوقيع
وزير العدل.. لم أدرِ.. لم أدرِ
لكني أدركت بأن هوياتي ما كانت إلاّ شاهد
زور وبأني سأنام الليلة في السجن
وباسم هويات العشر.. وضحكت.. ضحكت
في زمن.. في بلد.. لا يملك أي هوية
سيكون مداناً من يملك أي هوية
مزقها.. مزقها يا سجان.. اسحقها
اسحقها يا سجان
وسمعت خطاه ورائي
طُقْ.. طُقْ.. طُقْ
كان البحر له والليل له وجميع الأرصفة السوداء
طُقْ.. طُقْ.. طُقْ
لا ظل بغير في بلدي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :590  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج