الشارع القديم.. |
نعود إليه إلى شارع كان منزلنا.. |
ذات يوم يطل عليه.. |
ونسأله عن سنين هوانا.. |
فيأتلق الشوق فمه شفتيه.. |
ونسأله عن سنين من صبانا.. |
فيحترق الدمع في ناظريه.. |
مضى ربع قرن أو أكثر تغير ذاك الفتى وتغيركم ذا تغيير.. |
وقد كان أنقى وأبهى وأشعر.. |
غار بخنجره في صدور المعارف حتى وأى وتكسر.. |
وأشرع زورقه في عيون العواصف حتى ارتمى وتبعثر.. |
وضاق بخافقة في الصحاري إلى أن تحجر.. |
وعاد يجر حطام السنين ويكتب هذا القصيد المكرر.. |
أعود إليه إلى شارع كان منزلنا ذات يوم يطل عليه.. |
هنا مطعم الأمس.. |
نفس الطعام البديع الغريب.. |
هنا بائع الكتب.. نفس البضاعة.. |
نفس الروائح نفس الغبار.. |
وفي المنحنى.. |
لا يزال الصغار بنفس الجنون.. |
ونفس الشجار.. |
ومنزلنا كل شيء كما كان.. |
حتى الجرائد تستبق الفجر.. |
حتى الحليب.. |
لماذا نشيب وتبقى الشوارع ليست تشيب.. |
على الباب أوشك أن ألمس الزر.. |
ثم يعود الزمان.. |
ويهوي على كتفي ربع قرنٍ.. |
فأهمس كان.. |
وما عاد منزلنا.. |
كل شيء تغير إلا المكان وإلا عيونك.. |
نفس الطفولة ونفس البراءة.. |
نفس الحنان.. |
زمانٌ عجيب.. زمانٌ عجيب.. |
أأكبر وحدي وتبقين أنت.. |
وتبقى عيونك.. |
تبقى الشوارع ليست تشيب.. |