آوت إلى فراشها.. |
في جيبها وصية وفي العيون شعلة غاضبة شهية.. |
آوت إلى فراشها صبية.. |
واستيقظت فودعت صباها.. |
وقبلت جبهة أمها وقبلت أباها.. |
وانطلقت إلى الزفاف بالمنية وأصبحت شهيدة.. |
أسطورة فريدة |
في العالم الموبوء بالأقزام.. |
والأصنام والقصيدة.. |
سناء.. |
ماذا نقول يا سناء.. |
أقلامنا تعفنت من الرياء.. |
لساننا انشق من البكاء.. |
عيوننا القواء يمضغ القواء.. |
قلوبنا الحجارة الصماء.. |
ماذا نقول يا سناء.. |
لم يبقَ بين الرجال فارس.. |
فأقبلي فارس النساء.. |
تحجبوا.. تحجبوا قد أقبلت سناء.. |
يعدو بها المهر ويسبق الرياح.. |
وشعرها خلفها زوبعة سوداء.. |
ويدها على العنان قطعة من العنان.. |
تحجبوا تحجبوا يا سادة القبيلة.. |
كي لا تمر عيناها المليلة.. |
في الأوجه الكئيبة الذليلة.. |
يا أيها الرجال تحجبوا.. تحجبوا يا أيها الرجال.. |
فقد هزمتم كلكم في حومة النضال.. |
وقد هربتم كلكم حينما حمى القتال.. |
لم تقدروا أن تصبحوا رجالاً.. |
فحاولوا أن تصبحوا نساء.. |
وحاولوا أن تلدوا صبية وحيدة.. |
أن تلدوا سناء.. |
وفي الربيع يلتقي العشاق.. |
وتزهو الحقول بالأحلام والأشواق.. |
ويسأل الرفاق عن سناء.. |
وفجأة.. |
تنتفض الورود بالإباء.. |
تقول صارت وردة سناء.. |
وفجأة.. |
تنتفض الكروم بالفناء.. |
تقول صارت كرمة سناء.. |
وفي المساء تهمس النجوم في السماء.. |
تقول صارت نجمة سناء.. |
وفجأة. |
تشتعل الآفاق بالنداء.. |
سناء.. يا سناء.. يا سناء.. |
ويكتب التاريخ في دفتره المزدحم بالأسماء والأشياء.. |
أنا ولدنا كلنا حين انتهت سناء.. |