شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في وداع البحرين
هذه القصيدة كانت مقررةً على منهج التوجيهية في البحرين، وقد سألتني ابنتي وقتها: ما المقصود بقولي ((شراعاً أبيض الخفر))؟ قلت: إن المقصود أن الزوارق تنساب في خجل وحياء وخفر غير أنها تحمل أشرعة بيضاء يصعب أن نصف الخفر بالوصف التقليدي وهو وصف أمرغ: قالت: هذا ما لم تقله المعلمة قلت ماذا قالت المعلمة قالت: سألتها اليوم في الفصل ما المقصود بشراع أبيض الخفر؟ فقالت: المقصود أنه يتولى خفر السواحل. أنا لن أصحح أوراق الامتحان فلا شك أن المقصود هو خفر السواحل قبل أن نغادر البحرين أحب أن أقرأ القصيدة التي كتبتها عندما غادرت موقعي هناك إلى موقعي هنا وكان وداعاً أليماً وداعية للصوت:
أشح بوجهك..
لا تظهر لها الألم..
واكتم دموعك، ألم الدمع ما كتما..
إن الحبيب إن ودعه مكتئبا..
غير الحبيب إن ودعه مبتسما..
دع الأسى لليالي بعد فرقتها..
لا ترتجي قمراً فيها ولا حلما..
صيفية العين..
غاب الصيف فانصرمت أيامه..
أجمل العمر الذي صار..
يسافر الصيف في عينيك..
يتركني على نيوب خريف ـ لم يزل نهما..
أيرجع الصيف والهودان من لهب..
والقلب صمت رماد ودع الضرما..
أيرجع الصيف والخمسون مطبقة علي لا رحمة أفدت ولا ندما..
ليت الشباب كهذا البحر..
شيبته تنداح في زبد والقاع ما علما..
ليت الشباب كهذا البدر..
مفرقه يزدان إن ضج فيه الشيب وازدحما..
ليت الشباب بعمر الحب يا امرأة..
ما زال حبي لها طفل وما فقدوا..
سواء سبع مضت أم لحظة عبرت..
أم ذات وهم تتمناه الذي وهما..
تجري السنين بروقاً إن طوت فرحاً..
ويزحف اليوم دهراً إن حوى ما سأما..
أقود والشفة اللمياء تأسرني..
ولا تظن بروحي أفتدي الكرما..
لاثمة براً وخلجاناً وأشرعة والبحر والليل والسمار والنغما..
ترفو شفاهن على النعما فوالهفا إذا غفت..
في ظماء مستنجد بظماء..
قص على حكايانا..
وأغر بها ما كان حين استحل الجار ما حرما..
الغدر أوجه ما ذقنا..
وأوجعه غدر الشقيق الذي علمت..
أهوى بطعنته النجلاء..
اندفعت ترش وجهي وقلبي والطريق دما..
وكنت والزيف ملأ الأفق شامخة ما دركت يومك..
والأجداد والشيم..
يدمع الفراق كذئب جائع حذر إذا أرى غرة من خصمه حجما..
وخصمه حمل يجتاحه وجل لو أبصر الذئب في أحلامه جثما..
يدنو الفراق فقولي كيف أدفعه أيدفع الخوف.. مقدوراً إذا اقتحما
لو يعرف الذئب ما ألقاه أمهلني..
وهل سمعت بذئب جائع رحما..
أتذكرين.. أتذكرين..
إذا ما غبت في سفر أني خفت على عينيك سحرهما..
وأنني قلت في عينيك قافية..
ما استوطنت ورقاً لولاي.. أو قلما..
وأنني كنت من العشاق أعشقه..
وكنت من الشعراء المفرد العلما..
وكنت بين حبيباتي الأعف هوىً الأجمل..
الأنبل الأصفى الأرق فما..
شعري كحسنك لا يخبو شباً بهما..
لن تشكو ليلى ولا مجنونها هرما..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :608  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.