شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة معالي الدكتور غازي القصيبي
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.. أصحاب المعالي والسعادة..
أيها الإخوة والأخوات أسعد الله مساءكم..
كثيراً ما يقال: (غني عن التعريف) في تقديم محاضر هو أحوج الناس إلى التعريف.. أما متحدثنا الليلة الأستاذ الطيب فهو بالفعل في غنى عن التعريف، هو الرجل الذي أدخل مفردات (ود) و (زول) و (دومه) في الخطاب العربي من المحيط إلى الخليج وهو الرجل الذي كان أول من تحدث عن موسم للهجرة وهو الرجل الذي نقلت أعماله إلى عدد من لغات العالم، وهو الرجل الذي شغلت أعماله القراء والنقاد والباحثين ولا تزال، رجل في موسم هجرة دائمة من ذلك المكان الذي يقول فيه (حيث يوجد فراشي الذي أعرفه في الغرفة التي تشهد جدرانها على ترهات حياتي في طفولتها ومطلع شبابها، وأرخيت أذني للريح ذلك لعمري صوت أعرفه له في بلدنا وشوشة فارحة، صوت الريح وهي تمر بالمهد غيره وهي تمر بحقول القمح).
ومضت هجرته تجوب الأرض مشرقها ومغربها عبراً بالمدينة التي نجتمع فيها هذا المساء حيث (قاعة البرت) تغص كل ليلة بعشاق بتهوفن وباخ والمطابع تخرج آلاف الكتب في الفن والفكر ومسرحيات برنارد شو تمثل في الرويال كوت.
لم تكن الرحلة دائماً بالسيارة والقطار والسفينة والطائرة، بل كانت أيضاً هجرة إلى الكتب ومع الكتب وعلى الكتب، كتب مجلدة، كتب في أغلفة من الورق، وكتب قديمة مهلهلة، كتب كأنها خرجت من المطبعة لتوها، مجلدات ضخمة في حجم شواهد القبور.
هذا الرجل الكبير معنا الليلة يحدثنا عن رجل كبير في تاريخنا كان بدروه في موسم هجرة دائمة على قلق كأن الريح تحني أوجهها جنوباً أو شمالاً.
الطيب الصالح يحدثنا عن المتنبي فيا للموسم الطيب كما يقول الشاعر نزار قباني.
والحديث عن المتنبي ذو شجون، خصوصاً وهو يجيء من مبدع يتمكن بأجهزة الاستقبال الخفية أن يفهم من مبدع آخر ما لا يفهمه النقاد مع احترامي الشديد لهم وخوفي الأشد منهم.
لقد لفت نظري ما كتبه الأستاذ الطيب في زاوية (نحو أفق بعيد) منذ الحلقة الأولى، ثم جاءت حلقات عن المتنبي ودهشت.. فهنا أبيات تشرح على وجهها لأول مرة حسب علمي (وعلمي ضعيف قاصر) وهنا ومرات في نفس المتنبي لم أرها من قبل (ورؤيتي محدودة ضيقة) وأرسلت إليه وقتها رسائل إعجاب بمختلف وسائل الاتصالات، وكان أهم من الإعجاب رغبتي في أن تتحول الحلقات إلى كتاب كامل عن المتنبي، وهي رغبة أطرحها اليوم أمامكم وأمامه، وآمل أن تضموا أصواتكم إلى صوتي..
قالوا للطيب: إن النقاد الذين درسوا موسم الهجرة إلى الشمال وجدوا لمحات وبصمات لكتاب وفلاسفة ومفكرين من كل حضارة بموافاتهم أن يجدوا الأثر الواضح للمتنبي. وها أنا ذا أعلن هذا السر النقدي إن جاز التعبير لعل هناك من يتصدى لدراسة جديدة تتناول المتنبي في موسم الهجرة.
فضل كبير من الأستاذ الطيب أن يلبي دعوتنا لهذا اللقاء وفضل أكبر أن يوافق على الحديث عن آخر وأنتم تعلمون كم للمبدعين من نرجسيات متضخمة.
وقد رغبت أن تكون ندوتنا الليلة بعيدة عن الرسمية، فسوف يبدأ الحديث ثم يتاح المجال لكل راغب في التعليق في الحدود المعقولة، ثم نختتم الأمسية بملاحظات من ضيفنا الكبير. أشكركم على حضوركم.. وأشكر باسمكم الروائي العربي الكبير الطيب الصالح.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :575  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.