الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

ثم يبقى تطوير وسط المدينة القديمة

إن ارتفاع دخل المواطنين وتحسن المستوى الصحي والاجتماعي والثقافي العام وتوافر قطع الأراضي الممنوحة من الدولة للمستحقين ووجود مخططات أراضٍ معتمدة تتوافر فيها المرافق العامة وتسهيلات صندوق التنمية العقارية بالقرض الحسن وسهولة الانتقال بين الأحياء لوجود شوارع رئيسية تربط الحركة بأجزاء المدينة المختلفة، رغّب وشجع الكثير من سكان المدينة القديمة ذات البيوت الطينية والشوارع الضيقة على بناء بيوت تتوافر فيها التهوية والسكن الصحي والحدائق الخاصة.

وقد أدى ذلك إلى نزوح كبير من المناطق القديمة وأصبحت بيوتها مهجورة أو شبه مهجورة يسكن بعضها العمال ويستخدم بعضها كمستودعات وتهدَّم بعضها الآخر مما حولها إلى بؤر موحشة في وجه وجبين مدينة حسناء (الرياض) وكان لا بد من علاج لذلك لتتحول هذه الأجزاء إلى مناطق حية نشيطة تزخر بالحياة والحركة مثلما تم علاج مناطق المساكن العشوائية. ولما كان تطوير هذه المناطق عن طريق الحكومة سوف يكلف مبالغ طائلة جداً فقد رؤي أن يتم تطويرها بالطرق التالية:

1 ـ تشجيع القطاع الخاص لتملك أعداد متجاورة من المنازل وإزالتها ثم تحويلها إلى محلات تجارية وشقق سكنية أو مكاتب بعد إعادة تخطيطها وتوسيع شوارعها بما يتناسب وحجم حركة الأسواق فيها، وقد نفذت بالفعل مجموعات من ذلك.

2 ـ تطوير المناطق الإدارية والدينية والثقافية بإقامة المباني الرئيسة الثلاثة: مبنى إمارة المنطقة، مبنى أمانة الرياض، ومبنى شرطة المنطقة ثم بناء قصر الحكم والساحات المحيطة به وبناء الجامع الكبير وترميم المصمك وإقامة بعض المباني والمتاجر. وهذه قامت على أنقاض بيوت طينية صغيرة الحجم تم نزع ملكيتها لإقامة هذه المشاريع العملاقة وإعادة الحياة إلى وسط المدينة.

3 ـ لما كانت الأمانة تملك عن طريق نزع الملكية مساحة كبيرة تقدر بخمسين ألف متر مربع ناجمة أيضاً عن إزالة مجموعة كبيرة من البيوت الطينية المتهدمة من تلك المناطق القديمة، ولما كان تطويرها بواسطة الأمانة سوف يكلف مبالغ طائلة فقد تم إنشاء شركة من كل من أمانة مدينة الرياض، ومصلحة معاشات التقاعد، ومؤسسة التأمينات الاجتماعية، والشركة السعودية العقارية، لتطوير هذه المنطقة وإقامة مجمع تجاري ضخم عليها. وكان رأسمال هذه الشركة ستمائة مليون ريال.. وقد أقامت الشركة مجمعها التجاري الذي يقدر حجمه بأكثر من مائتين وأربعين ألف متر مربع وهو أكبر مجمع تجاري حتى الآن في منطقة الشرق الأوسط ويضم (1150) محلاً تجارياً وفندقاً و (280) مكتباً وشقة سكنية. وفيه (2400) موقف سيارات، كما طورت الشركة أسواق الديرة أيضاً بـ (480) محلاً تجارياً.

4 ـ تم تأسيس شركة الرياض للتعمير برأسمال قدره ألف مليون ريال ـ وسوف تقوم هذه الشركة المساهمة بتطوير عدة مناطق من الرياض القديمة وسوف يتم ذلك على مراحل، والأمانة أيضاً مساهمة بها.

5 ـ نزعت الأمانة بعض الأجزاء لتحويلها إلى ملاعب أطفال وتسلمت مزرعة كبيرة تزيد على ثلاثمائة ألف متر مربع وفيها ما يزيد على ألف نخلة لتحويلها إلى حديقة عامة في المنطقة.

وهكذا وخلال سنوات قلائل إن شاء الله سوف يصبح وسط المدينة والذي كان مهملاً ومهجوراً تقريباً واحداً من أجمل أحيائها، وأعتقد جازماً أنه بتطوير هذه المنطقة يصبح مشروع تطوير مركز المدينة أكبر بكثير من أي تطوير تم لمركز مدينة في العالم.