فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
كيف استطاعت أمانة مدينة الرياض التخلص من هذه المشكلة وتطوير تلك المناطق والارتفاع بمستوى ساكنيها؟ كانت المبادرة بتشكيل لجنة مشتركة من الأمانة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية والحرس الوطني والقوات المسلحة والإحصاء المركزي، قامت بمسح شامل وحصر دقيق للعشش والصنادق ولساكنيها في جميع أنحاء المدينة ووضعت خطة التحرك نحو المشكلة على أسس سليمة وبيانات واضحة ودقيقة.. ومع بعض التفصيل نعرض أمثلة على ذلك فيما يلي: 1 ـ غرب الكلية الحربية: عندما أنشئت الكلية الحربية احتل جنود الحراسة والعمال الأرض الواقعة غرباً منها لأنها ملاصقة لها، وبنوا مساكنهم عليها كما أشرنا.. وهؤلاء سمح لهم أن يعلنوا في المحكمة وفي الصحف عن تملكهم بحسب النظام. ولم تعارض الأمانة لأنها تريد مساعدتهم، وفي الوقت نفسه أعدت الأمانة مخططاً جديداً للموقع يتماشى مع مخطط المناطق المحيطة بها، وعندما تم تمليك أولئك الساكنين، نزعت الحكومة ما تحتاج إليه للشوارع والحدائق والمدارس وغيرها من المرافق وعوّضت أصحابها مادياً. أما أولئك الذين بقيت ملكياتهم دون أن تعترض تلك المرافق، فقد أعطوا رخص بناء وأزالوا المباني القديمة وبنوا مباني حديثة صحية. وقد بيعت لهم زوائد التنظيم بحيث إنه إذا كانت قطعة الأرض تعترض المرفق أو الشارع منها ثلاثة أرباعها ويبقى الربع فإن الأمانة تنزعها كاملة ثم تبيع للجار الجزء المتبقي لكي يكون بناؤه منتظماً. 2 ـ حارة الجبس: وهذه نشأت من عمال شركة الجبس ومن مهاجرين وفدوا إليها بحكم القرابة أو الإقليم الواحد وقد عمل بها مثل ما عمل بالحارة الأولى. 3 ـ حارة نشأت: خلف المستشفى العسكري وبعض المنشآت العسكرية من حراس وجنود تلك المنشآت، ولما كانت صغيرة فقد ملك أهلها بحسب النظام ونزعت ملكياتها وحولت إلى حديقة عامة. 4 ـ (الغالة): وهي الأخطر والأكبر.. هذه الحارة أو الحي نشأ من مهاجرين من منطقة جيزان جنوب المملكة العربية السعودية ووصل تعداد ساكنيها إلى ثمانية آلاف نسمة. وبالنظر إلى مستواهم الثقافي والاجتماعي فقد كان لا بد للتعامل معهم من أتباع الحكمة والإقناع والاستعانة بمجموعة من العقلاء منهم أمكن إقناعهم، خصوصاً بعد أن اطلعوا على المخطط التنظيمي لمنطقتهم. وكانت المنطقة لا تكفي لربع العدد لأن بعض مساحات تلك المساكن يصل إلى خمسين متراً مربعاً أو أقل. والمساحات الجديدة التي سوف تعطى لهم في حدود ثلاثمائة متر مربع لكل قطعة تخترقها شوارع ومرافق الخدمات، لذلك أضيفت إليها مساحات كبيرة تملكها الأمانة. ولما كان مجتمع هذا الحي شبه مغلق على هؤلاء الوافدين من منطقة واحدة وخشية أن يستمر انغلاقهم فقد طعموا بأعداد كبيرة من العاملين في الأمانة من سائقين وعمال. ولما تم توزيع الأراضي عليهم وصدرت صكوك الملكية بأسمائهم احتفظت الأمانة بهذه الصكوك ولم تسلم أحداً منهم إلا بعد إزالة مسكنه، وفعلاً تمت إزالة تلك المساكن وقام المساحون بتثبيت قطع الأراضي وتحديد الشوارع والمرافق حتى لا يعتدى عليها. وسلمت الأراضي لأصحابها الذين اقترضوا من صندوق التنمية وقام في الموقع حي جديد منظم. 5 ـ أقيمت آلاف العشش والصنادق خارج وداخل أراضي ممتلكات الحرس الوطني شغلها بعض جنود الحرس ومن وفد عليهم من أقاربهم وأصبحت تلك المنطقة خطيرة جداً خصوصاً وأن بعض الجنود مسلحون، وكان الحرس الوطني قد أنشأ مشروعاً إسكانياً ضخماً للضباط والجنود وعند توزيعه تمنَّع كثير من الجنود عن الانتقال لأن انتقالهم سوف يكشف أولئك الساكنين الجدد الذين لا ينتمون إلى الحرس ويقيمون على أراضٍ مملوكة للآخرين الذين يطالبون بإخلائها، وقد نظمت حملة كبرى اشترك فيها عدد كبير من ضباط ومسؤولي الحرس الوطني لإخلاء تلك المساكن وكانت الأمانة جاهزة بمعداتها وعندما أعطى قائد المجموعة الإشارة لمسؤولي الأمانة قامت المعدات بإزالة تلك الصنادق ونقل مخلفاتها إلى المكب العام وسلمت الأراضي لأصحابها. هذه نماذج من الأحياء العشوائية التي نشأت في مدينة الرياض وأسباب نشأتها.. ولعلّنا نقول بمشروعية نشأتها في أول الأمر وكيف عالجت الأمانة هذه المجتمعات العشوائية بطريقة إنسانية أرضت الكثير من الساكنين بها وعوضت الباقين بأراضٍ في أحياء أخرى تملكها الأمانة مخططة ومجهزة بالمرافق.
طباعة تعليق  القراءات :363  التعليقات :0
صفحة 40 من 155

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج