شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كيف نشأت المجمعات السكنية العشوائية؟
وما هي أسباب نشوئها وانتشارها في مناطق متباعدة وسط مدينة الرياض الحديثة وأطرافها؟
عندما استقرت الأمور في المملكة العربية السعودية بعد توحيدها على يد المغفور له الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة، كانت الرياض عبارة عن قرية صغيرة تقل مساحتها عن كيلومتر مربع. ثم بدأ تدفق الناس، وخصوصاً أبناء البادية، على مدينة الرياض إما رغبة في الحصول على عمل حكومي وإما للقرب من مقر الحكم خصوصاً وأن الأحوال المادية كانت متردية جداً في مختلف أنحاء المملكة وخصوصاً في المنطقة الوسطى منها حيث تكثر القبائل البدوية.
لم تكن الرياض مستعدة لإسكان أي عدد جديد يفد إليها لأن مساكنها كانت محدودة جداً أو مشغولة بأهلها. ولما كان هؤلاء المهاجرون الجدد يسكنون في الأغلب الأعم بيوتاً من الشعر (البادية) أو يسكنون بيوتاً تشبه الأكواخ في كثير من قراهم ومناطق سكناهم؛ فإنهم لم يجدوا أمامهم (حتى لا يبيتوا في العراء) إلا أن يبنوا العشش من القش والصفيح وبقايا الكرتون وصفائح الزنك وغير ذلك مما يجدونه. أو يبني بعضهم غرفاً بسيطة غير منتظمة في أراضٍ غير مخططة. وغالباً ما تكون هذه المساكن صغيرة الحجم ومتلاصقة، وشوارعها أو طرقها ضيقة جداً؛ والسبب في ذلك أنه لم تكن هناك وسائل نقل وأن التنقل على القدمين كان هو السائد. كما أن قرب العشش أو الغرف من بعضها يساعد على التواصل بين الجيران الذين هم في الغالب في كل مجتمع من هذه المجتمعات ينتمون إلى قبيلة واحدة أو قرية واحدة.
لذلك نجد أن سكان أي مجتمع من هذه المجتمعات متآلفين فيما بينهم متعاونين على قسوة الحياة وشظف العيش. وكان كل مهاجر جديد يحل ضيفاً على قريبه أو صديقه أو ابن قبيلته أو قريته. ولما كان حجم المسكن لا يتسع لاستضافة طويلة خصوصاً إذا كانت به عائلة فإن الجميع كانوا يتعاونون على بناء عشة جديدة أو غرفة جديدة لهذا القادم أو لهؤلاء القادمين وأصبحت المساكن تكثر كلما كثر عدد المهاجرين.
عندما بدأ التطور في مدينة الرياض وأقيمت بها بعض المراكز الهامة، عسكرية أو صناعية، كانت هذه المراكز تحتاج إلى عدد كبير من العاملين غير المدربين أو الجنود الأفراد للحراسة والحماية، ولما لم تكن هذه المراكز مستعدة لإقامة مساكن لعمالها أو لجنودها، فقد قام العمال والحراس والجنود باحتلال المناطق المحيطة بالمنشأة وبنوا مساكن خاصة بهم على النمط الذي أشرنا إليه أعلاه، أي من الصفيح أو القش أو اللبن وأحياناً من الطوب، دون تنظيم أو تنسيق أو حتى مرافق صحية أو غيرها. وكانت الحياة بسيطة بساطة أولئك الناس الذين لم يجدوا فارقاً بين مساكنهم السابقة في البادية أو في القرى ومساكنهم الحالية.
وهكذا نشأت مجتمعات سكنية في أنحاء متعددة من مدينة الرياض يغلب عليها الانتماء القبلي أو الإقليمي وقد كبر بعضها إلى درجة أن أحدها كان يعد بثمانية آلاف ساكن.
وعندما بدأت مدينة الرياض تخطو خطوات سريعة في التطور للنمو المبني على تخطيط سليم يراعي الكثافة السكانية وحركة المرور وتوافر المرافق المختلفة وانتشار الأسواق التي تلبي حاجة الناس، أصبحت هذه المجتمعات ظاهرة غير صحية وشامة سوداء في جبين هذه المدينة الحديثة وخصوصاً أن بعضها أصبح يشبه المجتمعات المغلقة التي تسبب أخطاراً كثيرة وتنتشر فيها الأوبئة الصحية والاجتماعية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :370  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج