شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في الختام
شعراء وأدباء يساهمون في إثراء اللقاءات المتواصلة
ميلاد سوق (عكاظ) جديد في لندن!
لقد تحول المركز الإعلامي السعودي في العاصمة البريطانية إلى نافذة ثقافية منفتحة على الحوار الأدبي والفكري. شارك في هذا الملتقى شعراء وأدباء ومفكرون ورجال بحث وتحقيق في عمق التراث الإسلامي.
ومنذ وصوله إلى العاصمة البريطانية والدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي الشاعر والروائي والدبلوماسي يقود نهضة حوارية متجددة على محاور الإبداع الشعري تطوف داخل مختلف القضايا التي تهم الإنسان العربي الذي يعيش في العاصمة البريطانية.
لقد أصبح هذا الجهد جسراً بين عرب لندن وقضاياهم الثقافية وارتباطاتهم بمحاور تراثهم في محاولة مخلصة وعميقة لإقامة الاتصالات الحية بين الإرث والواقع، الحياة وعلاقاتها بالهوية وفهمها لذاتها.. والتعرف على أصولها وأهدافها..
وأصبح المركز الإعلامي السعودي في لندن (سوق عكاظ) بفضل الرعاية التي يقوم بها السفير المفكر والشاعر الذي يعمل على تجديد لقاءات الشعر والأدب في حاضرة الإنجليز.
ويكفي تأمل نوعية المحاضرات ليدرك المتابع أن هناك نشاطاً يسعى لتجديد الازدهار الأدبي من ناحية وإثارة النقاش حول قضايا الأدب وملفات الثقافة في رغبة واضحة لتأكيد هوية عربية مرتبطة بالتراث العريق.
المتنبي ..والطيب صالح:
استضاف المركز الإعلامي السعودي الروائي الطيب الذي صالح ليتحدث عن شاعر العرب الكبير أبي الطيب المتنبي.
وكانت تلك المحاضرة وصلة حوارية بين روائي وشاعر فحل لا يزال يسيطر على ديوان الشعر العربي.
وانطلق الطيب صالح يحكي تأثيرات المتنبي على ثقافته وأفكاره، والذين يتابعون رحلة الأديب السوداني مع النثر يرون تأثير الشعر الجارف عليه، خصوصاً شعر المتنبي الذي يعشقه الطيب صالح ويواصل رحلته مع عالمه الأدبي ومواقفه الشعرية.
وليس الطيب صالح فقط الذي تحدث في أمسيات ((عكاظ)) لندن التي كان يديرها الدكتور غازي القصيبي، بل التقى أدباء لندن ومثقفوها مع الكاتب الساخر خالد القشطيني، الذي تحدث عن الشعر والأدب والفنون التشكيلية في محاولة لمعرفة القواسم المشتركة بينها من خلال علاقة ذاتية تعبر عنها رحلته داخل هذه العوالم والأغراض الأدبية والفكرية والفنية.
ومن القشطيني إلى الأديب السوري ياسين رفاعية الذي تحدث عن ذكريات أدبية وحكايات لأدباء عاصرهم سجلوا تجاربهم الوجدانية في أعمال لها صفة التألق في سجل العرب الأدبي المعاصر.
وتحدث الدكتور أحمد عثمان المتخصص في الدراسات القديمة عن علاقات تاريخية بين الجزيرة العربية، وحضارة النيل في مصر القديمة.
وكان هذا اللقاء يسجل التأثيرات الحضارية في أحقاب العالم القديم، وقدم نماذج لاجتهاده البحثي في هذا المجال.
حوار بين حضارتين:
استضاف المركز السعودي المفكر والدبلوماسي الراحل رائد جعفر، الذي تحدث عن تأثر الثقافة الإيرانية بالموروث العربي، خصوصاً حكاية (قيس وليلى).
وكان اللقاء فرصة لحوار مثقف هادئ عن مراحل طويلة من التواصل تمت على ضفاف التفاهم والتقدير خلال سنوات الماضي.
بريطانيون وعرب:
وإذا كان الأديب والدبلوماسي الإيراني الراحل تحدث عن تأثير ثقافي متبادل بين العرب والإيرانيين فإن فرحان نظامي رئيس مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية ألقى محاضرة عن صورة الإسلام في العالم الغربي.
وحضر ذلك اللقاء مفكرّون وصحافيون بريطانيون، وشكل جلسة حوار موضوعية بشأن دور سلبي تقوم به بعض أجهزة الإعلام البريطاني على تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الغرب.
كانت هذه المحاضرات وغيرها علامات في مواسم ثقافية تألقت في لندن تثير الحوار وتجدد النقاش وتجمع العرب والمثقفين والإعلاميين حول التراث والعصر والمستقبل، تستند إلى تعاليم إسلامية تحض على التفكير والحوار واستخدام العقل.
ابن خلدون في لندن:
وقد افتتح الموسم الثقافي السعودي في العاصمة البريطانية بلقاء مع الكاتب البحريني الدكتور محمد جابر الأنصاري.
تحدث فيه عن المفكر العربي المسلم عبد الرحمن بن خلدون، مؤسس علم الاجتماع وواضع لبنات ثقافة العمران، والرجل الذي اقتحم مجال الدراسات الاجتماعية بمنهج علمي متطور. ساعد علماء الغرب بعد ذلك على تقنين هذا الفرع وترسيخ أصوله وملامحه.
والدكتور الأنصاري ينتمي إلى جيل من المفكرين العرب، انفتح على اتجاهات متعددة، لكنه وصل في النهاية إلى قناعات ثابتة ترى في قراءة التراث العربي الإسلامي الطريق السليم نحو معالجة الكثير من القضايا المطروحة على ساحة الوعي الراهن.
وبشأن المحاضرة التي اختار لها الأنصاري عنواناً مشوقاً (ابن خلدون وسيطاً بين العروبيين والإسلاميين).
تفسير المصطلحات:
وبدأ الأنصاري محاضرته بالدخول في عالم ((ابن خلدون)) يقترب منه للتعرف عليه وإعادة قراءة مصطلحاته وشرحها.
وركّز اللقاء على بيان العلاقة الحميمة بين محوري الإسلام والعروبة، وأنه أي ابن خلدون، استند في مقدمته الضخمة إلى هاتين العلاقتين حيث يستوحي تعاليم القرآن الكريم والمفاهيم الإسلامية التي تقف على ركائز من الالتزام الديني مع الولاء للعروبة وفي الوقت نفسه مع الارتباط بروح التجديد والتبصر الاجتماعي لبناء الأمة الموحدة.
ويرى المحاضر أن ابن خلدون يمثل النموذج الفريد الرائد للفكر التربوي الاجتماعي العربي، وتعتبر جهوده التي لخصها في مقدمته المشهورة نقطة وصل وتحوُّل بين قديم وجديد.
إزالة الحواجز:
ويدعو الأنصاري إلى قراءة ابن خلدون الذي يقدم معادلة حقيقية تقوم على فهم مباشر لتركيبة ثقافية واجتماعية تستقر على الواقع العربي تستند إلى ركائز الإسلام.
ويقول: إن التأمل بقلب مفتوح وفكر هادئ في مقولة ابن خلدون سيعمل على إنهاء خلاف بشأن هاتين الرابطتين العروبة من جانب والإسلام من جانب آخر.
المفكر الوسيط:
وانطلقت محاضرة الأنصاري تحاول قراءة دراسة ابن خلدون من خلال دور الوساطة بين العروبة والإسلام.
وتميّزت قراءة الأنصاري بالاجتهاد والتوفيق معاً بين العلاقتين، حيث يرى، من خلال مهمة الخلدوني، بعدم وجود تعارض وإنما تكامل. وفتحت هذه المحاور التي أدارها الأنصاري حول وساطة ابن خلدون، النقاش الهادئ في أمسية لندنية ثقافية سعت للوقوف على موضوع مطروح.
وقدم المحاضر وجهة نظره، وطرح حاضرون بعض الآراء التي اتفق بعضها مع حديث الأنصاري واختلف معها بعضٌ آخر.
وما حدث من حوار ونقاش هو سمة الاقتراب من القضايا الكبرى. غير أن الدكتور الأنصاري كشف عن اهتمام عميق ومعاصر بعالم اجتماع عربي تبرز قيمته الآن في محاولة يقوم بها نفر من المفكرين يسعون إلى العودة نحو ينابيع التراث لمعانقة الهوية بعد فترات طويلة في رحلة الاغتراب بين أوراق الغربة لم ينجم عنها إلا التشتت والخواء الفكري.
إن قراءة ابن خلدون بزخم تراثي جديد اتجاه يوحي بالثقة في عودة قيام الثقافة العربية نحو الجذور الرئيسة.
وتبدو قراءة الأنصاري لدور ابن خلدون أنها تحمل صفة البحث. وهذا اتجاه يستحق التشجيع والإشادة معاً، لأن الحل لكثير من قضايانا يتبلور في العودة إلى الهوية لمعرفة النفس أولاً ثم الانطلاق بعد ذلك للتعامل مع العالم الخارجي.
وكما لاحظتم فقد تتابعت الأمسيات باللغتين العربية والإنجليزية في (عكاظ لندن) وكذلك المعارض التشكيلية.. التي لقيت الكثير من القبول والاستحسان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :702  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 154 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.