شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة فضيلة الشيخ حسن بن موسى الصفار))
بسم الله الرحمن الرحيم، آراء الأخوان كانت طيبة ومفيدة وددت أن أعلِّق على مختلف ما طرح ببعض النقاط، النقطة الأولى التفاؤل أو التشاؤم ينبغي أن نفكر في مردوداته إذا كنا متفائلين ماذا ستكون النتيجة وإذا كنا متشائمين ماذا ستكون النتائج؟
يبدو لي أننا سنكون أكثر على العطاء وأكثر على تجاوز المشكلة حين تعبر قلوبنا بالتفاؤل، إن الأطباء ينصحون المرضى بأن تكون معنوياتهم قوية ونفسياتهم قوية لكي يستعينوا بقوة المعنويات على قسوة المرض، ولذلك أدعو نفسي وأدعو إخواني الأعزاء مع تقديري لحرصهم ولتألمهم على ما يرون من مشاكل، لكنني أعتقد أن التشاؤم لا يحل المشكلة ولا يدفعنا أكثر إلى العمل والعطاء وإنما يحقق ما يردده من افترضناهم سبب لهذه المشكلة.
يريدون أن يدخلوا اليأس إلى قلوبنا، يريدون أن يسيطر الإحباط على نفوسنا، ولذلك وأنا أدعو إلى التفاؤل ولكنه ليس التفاؤل الخادع وإنما هو التفاؤل الذي يدفع إلى الفاعلية وإلى العمل، كلكم بحمد الله فضلاء وواعون ومطلعون، ما نعيشه من مشاكل له عمق في تاريخنا، وفي ثقافتنا، صحيح أن هناك بعض الصور الجميلة التي نتناقلها من تاريخنا ومن ماضينا، ولكنني من خلال قراءتي، أعتقد أن المساحة الأوسع في تاريخ الأمة كان يحكمها الاستبداد وكان يحكمها القمع الفكري والسياسي ولدي كتابة في هذا المجال ويمكن مناقشة هذا الموضوع في مورد آخر، الخروج من تأثيرات هذا التاريخ الاستبدادي السابق، الدولة الأموية فيها ومضات طيبة الدولة العباسية والدولة العثمانية الحال الأغلب في هذه الدول التي حكمت الأمة الإسلامية قروناً متطاولة كانت حالة استبداد. هذا الاستبداد السياسي أنتج وكرّس واستنهض إن صح التعبير ثقافة تسوغه وتشرّعه وتؤيده فأصبحت ثقافتنا هي الأخرى فيها ما يدفع باتجاه الاستبداد والقمع الفكري والإقصاء والإلغاء وما شابه ذلك، وهذا لا يخص فئة دون فئة نحن رأينا في عالمنا العربي حين حكمت بعض التيارات الأخرى غير الدينية، هل عاش الناس في ظلها الحرية والرفاهية والراحة، رأينا أيضاً القمع الأكثر والأعنف في ظل تلك الأنظمة عند السنة وعند الشيعة وحتى وحين تقرأ في بعض الجوانب في الثقافة، من ممارسات بعض الشيعة لا أستطيع أن أنزه كل تاريخي وأن أنزه كل ثقافتي في الوقت الذي أسلط فيه النقد على تاريخ الآخرين وثقافتهم تعالوا نعترف بان عندنا مشكلة مزمنة لها عمق تاريخي ولها عمق ثقافي، وهذا يعني أن نتجاوز هذه المشكلة، وهذا لا يتم بين عشية وضحاها. المهم أن نبدأ المعالجة بالتأكيد أنا شخصياً أتوقع من ولاة الأمر ومن حكومتنا الرشيدة خطوات أكبر وأن تأخذ الحالة منحى التقليد والتنظيم، وأن تكون هناك آليات هناك تطلعات وتوقعات وتخاطبنا مع المسؤولين على أساسها، نحن في حاجة إلى أن تكون هناك متابعة من أجل تحقيق إصلاح سياسي عام يتناول مختلف الجوانب في أوضاع البلد ووفق ما صرح به ولاة الأمر أيضاً.
من يقرأ خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله في افتتاح مجلس الشورى في أواخر دورة افتتحها خطابه وثيقة إصلاحية كل المواطنين وكل التيارات الإصلاحية يمكن أن توقع على هذه الوثيقة ينبغي أن نطالب بالتنفيذ بالتطبيق بالتفعيل.
هذه نقطة، النقطة الثانية في عالمنا العربي غالباً ما كل طرف يطالب الآخر بدوره وينسي دوره الذاتي. نحن يجب أن نقوم بمبادرات نحن كمجتمع مدني يجب أن نتحرك علماء خطباء مثقفون أدباء فاعليات اجتماعية. أنا أتعجب مع أن الدولة أعطت الضوء الأخضر للحوار الوطني لماذا لا تكون هناك مبادرات لإنشاء تجمعات تتبنى هذا المطلب، تجمعات تتبنى هذا المطلب أهلية مدنية بمختلف الصيغ أنا قرأت عن مؤسسة في بريطانيا مؤسسة في دفع وحدة الشعب العراقي، وهم مسيحيون هم وحتى إن أحدهم أيضا عالم دين مسيحي عندما جاء إلي العراق واتصل بمختلف العلماء السّنة والشيعة جمع أكبر عالمين عالم شيعي وعالم سنيّ السيد حسين الصدر مع الشيخ العاني من بيت العاني. ونشرت الجرائد حوله في الخارج تتكون مؤسسات تهتم أو تظهر هذا العنوان بغض النظر عن النوايا والتوجهات، نحن لماذا تنعدم عندنا المبادرات!! لماذا لا تكون هناك مجلة مشتركة!! هناك مجلات للشيعة وهناك مجلات للسَّنة لماذا لا تتكون مجموعات وينشئون مجلة مشتركة، أقلام مشتركة، رئاسة تحرير مشتركة ويعملون مع بعض وينشئون مجلة تقولون لا ترخص في داخل البلد فلتكن خارج البلد، مواقع إنترنت تجمعات مراكز مشتركة، أي يجب أن نتحمل مشكلاتنا حين تحصل مشكلة لواحد من السنّة في منطقة شيعية أو لواحد من الشيعة في منطقة سنية، أو لإسماعيلي في منطقة زيدية، أو ما شابه ذلك ينبغي أن يبادر الآخرون للدفاع عنه وأن يتحدثوا حول قضيته وموضوعه. ينبغي أن نشجع المبادرات على المستوى المدني المستوى الأهلي نعتبر الحوار الوطني ضوءاً أخضر من الدولة ونحن نتحرك ونلزمهم بما ألزموا به أنفسهم ونقوم بمبادرات قد نواجه صعوبات وعوائق ولكن بالتالي نؤدي ما علينا من واجب بهذا الاتجاه.
النظام السياسي العربي يضيق ذرعاً بأبناء الوطن العربي، حين يكون عندنا مسلمون وأقباط لا نستطيع أن نحقق الوئام بينهما، عندما يكون عندنا عرب وأكراد لا نستطيع أن نحقق الوحدة الوطنية بينهما، عندما يكون عندنا مدارس فكرية أو سياسية معنية نفس الشيء، يعني في اليمن الجنوبي قبل الوحدة رأينا في داخل النظام الواحد الماركسي كيف كان هناك اتجاهان وحصلت مذابح وحصلت مجاذر وما استطاعوا أن يتعاونوا فيما بينهم. لذلك النظام العربي فيه هذا الخلل، هذا الحديث يكشف عن هذا الخلل في النظام السياسي العربي، وإلا ما هو الولاء الوطني، القضية ليست قضية شعارات والشيعة هم أبناء أوطانهم، وهم أصلاء في أوطانهم، لا يستطيع أحد أن يزايد عليهم ليسوا دخلاء ليسوا وافدين وهم مؤسسون في بناء هذا الكيان الوطني السياسي الحديث، أغلب البلدان العربية التي فيها شيعة كان لها دور في العراق الشيعة والسنَّة واجهوا الاستعمار البريطاني وبنيت الدولة العراقية الحديثة بعد جهود الشيعة مع إخوانهم السنَّة في البحرين الشيعة حين بعثت الأمم المتحدة بعثة لاستطلاع الرأي الشعب البحريني حول الالتحاق بإيران سنة 1970 –1971 ميلادي هل يقبلون الانضمام إلى إيران كما ينادي شاه إيران أو يريدون إمارة مستقلة الشيعة في البحرين صوتوا إلى جانب إخوانهم السنّة وكانوا أكثرية برفض الانضمام إلى إيران وبأن تكون البحرين دولة مستقلة، الشيعة في المملكة العربية السعودية منطقة الشيعة المنطقة الشرقية وفيها الأكثرية من الشيعة وخصوصاً في ذلك الوقت هم الذين دعوا الملك عبد العزيز وهم الذين بادروا لمبايعته، وهم الذين وضعوا كل مقدراتهم المالية في خدمة الدولة الجديدة التي كانت تعاني من الفقر والحاجة.
فالولاء الوطني ليس شعاراً وليس قصيدة تقال، وإنما هو بناء وإنما هو حرص على وحدة الوطن وكيان الوطن بالنسبة إلى إيران، إيران دولة لها بعدان بعد سياسي وبعد مذهبي. البعد السياسي منطقتنا العربية إذا قام هناك حكم يحكم شعارات ثورية وينادي بمواجهة أعداء الأمة، يستثير جمهور الأمة على الواقع السيئ المتخلف فإن جماهير الأمة تتعاطف معه وتتفاعل معه. حين نرى كان جمال عبد الناصر في مصر كل أرجاء الوطن وجمهور الوطن وشعوب الوطن العربي، تفاعلت معه. وتشكلت أحزاب ناصرية وكان هناك تأييد ما سمعنا آنذاك عن نقص في الولاء حتى حين هبت رياح الصحوة الإسلامية وكانت قياداتها من مناطق مختلفة. وتفاعل شباب المسلمين مع هذه الصحوة وكانت زعاماتهم في بلدان ومناطق مختلفة، أبو الأعلى المودودي في باكستان والأخوان المسلمين في مصر بنوا مدرستهم على أساس أفكاره وكانت كتبه تدرس في صفوفهم، كتب الأخوان المسلمين، وهم في مصر في كل البلدان العربية كان لهم تأثير في مختلف المناطق العربية، وواضح في كل بلد عربي هناك تيار يعتبر متأثر بالإخوان المسلمين أو فرع للأخوان المسلمين. بعض البلدان العربية مثل الأردن وما شابه ذلك ولم يتحدث أحد عن الولاء. إيران دولة لها بعدها لها شعاراتها ولها توجهاتها في مواجهة أمريكا وإسرائيل، وتستثير الناس نحو الثورة ونحو التغير ونحوا كذا وهذه الشعارات يتجاوب معها الكثيرون، وخصوصاً ممن يعيشون وضعاً سياسياً غير مريح بالنسبة اليهم، فهذه مسألة لا تدخل ضمن الحالة المذهبية وضمن الحالة الدينية وإنما حالة سياسية كما كان هناك تفاعل وتجاوب مع دعوات سياسية أخرى.
تبقى الناحية المذهبية الدينية، إيران باعتبار المذهب الرسمي هو المذهب الشيعي وباعتبار فيها حوزة علمية وبعد أن ضعفت الحوزة العلمية الرئيسية للشيعة في العراق 1000 سنة والحوزة الرئيسية للشيعة في العراق وحتى علماء إيران يفتخرون بأنهم درسوا في النجف بالعراق ويتسمون بالنجفي والغروي والحائري لأنهم كانوا في العراق وتركزت الحالة الدينية خلال هذا العقدين من الزمن للشيعة لحوزات وكمرجعية في إيران، فأصبح هناك ارتباط ديني ومذهبي وليس ارتباطاً سياسياً نعن هناك منظمات سياسية عند الشيعة هناك أحزاب سياسية تبحث عمن يتعاون معها فتتحالف معه وكمثال على ذلك العراق، الشعب العراقي يريد أن يبنى دولته ويبني كيانه هناك أحزاب شيعية وأحزاب كردية هناك كردية وعلمانية وما أشبه كل حزب من الأحزاب يبحث له عمن يتفاعل ويتعاطى معه، الشيعة تتعاطى مع إيران باعتبارها حليفا و هناك مصالح مشتركة، وأنا يترجح عندي هذا الرأي لو أن الدول العربية تفتح المجال للقوى الشيعية في العراق وأنا سمعت من بعض قياداتهم و من بعض مرجعياتهم. لو أنهم يفتحون المجال لهم ينفتحون عليهم يتعاطون معهم لرأوهم أقرب إليهم مما هم إلى إيران على المستوى السياسي، ولكن ماذا يعملون حين تغلق الأبواب في وجوههم ولا يستقبلون ولا يدعمون وهم في مرحلة المعارضة لصدام ما أحد كان يستقبلهم، والآن وهم يريدون أن يبنوا وضعهم من جديد لا يجدون واقع الاستقبال، وأبرز دليل هذا التصريح فكيف أنت تصف هؤلاء الناس أن لا ولاء لدينهم لوطنهِم ثم تريد منهم أن يتعاونوا في حماية عروبة العراق، ووحدة العراق ووضع العراق، المسالة ينبغي أن تؤخذ على هذا الأساس على هذا الصعيد، الشيعة في مختلف مناطقهم يعتزون بأوطانهم يبذلون جهودهم في المشاركة في بناء أوطانهم وهم ليسوا في حاجة إلي شهادة لا من الرئيس المصري ولا من غيره وإنما تاريخهم وممارساتهم خير شاهد لهم وعليهم..
وأكرر شكري لمعالي الشيخ ولكم جميعاً وليس هناك مجال للإجابة عن كل التفاصيل ولكن كما قلت لم يكن هناك سؤال وجواب ولكن كنا جميعاً اشتركنا في أن نستفيد من هذه النقاط، وشكراً لمعالي الشيخ على دعوته أو استضافته وشكراً لكم جميعاً على مداخلاتكم وعلى إفادتكم وأعتذر أن كان في لفظي شيء من الحماس أو الاندفاع فأعتذر منكم جميعاً فأنتم جمع كريم وتقبَّلون العذر والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1150  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 221 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج