((الشيخ عبد المقصود خوجه))
|
نحاول فضيلة الشيخ من خلال أسئلة تطرح على معاليك أو من خلال إضاءات من بعض الأخوان أو من خلال مداخلات فما رأيكم، هل توافقني معاليكم؟ |
الدكتور عاصم حمدان: بسم الله الرحمن الرحيم، أستاذ في جامعة الملك عبد العزيز أمارس مهنة التدريس منذ ثلاثين عاماً والكتابة أيضاً. |
الحقيقة أشكر الحبيب الشيخ عبد المقصود خوجه، وأسأل الله أن يطيل قي عمره لننعم بهذه اللقاءات الطيبة العلمية والفكرية المتواصلة التي تصب في خدمة الكلمة الطيبة وتصب أيضاً في وحدة هذا الوطن الذي جميعاً نحرص على وحدة كيانه والالتفاف حول رايته، وأيضاً أرحب بالشيخ الفاضل حسن بن موسى الصفار والذي سبق لي أن التقيته واستمعت إليه في منزل الأخ الكريم الأستاذ محمد سعيد طيب قبل سنوات وألقى على أسماعنا الكلمة التي ألقاها في مؤتمر الحوار الوطني الثاني الذي عقد في مكة المكرمة، الحقيقة في تلك الكلمة أول شيء لفت نظري أنه انتقد الطائفة أو الجماعة التي ينتمي إليها، وقال إن كنا نطلب من الآخرين أن يقدروا ويحترموا رموزنا فلنحترم رموز الآخرين، وأتذكر من كلمته القيمة أنه قال أدعو جماعتي وبني قومي للانفتاح على الآخرين حتى يعلموا أن ليس لدينا شي نخفيه، أريد فقط أن أتوقف عند كلمتك أيها الشيخ الجليل أنه كان هناك حوار وطني للأسف الشديد أنني لست متفائلاً كثيراً، لماذا؟ لعل الجمع يعلم قد قرأت تصريحاً لإحدى الشخصيات الكبيرة المشرفة على الحوار بأن هذا الحوار غير ملزم وأن المرجع هو الشريعة الإسلامية، وهذا الحديث الذي نقل ووثق حقيقة يضرب مسماراً في الوحدة الوطنية، لان الذين اجتمعوا تحت قبة المجلس برعاية ولي الأمر وتشجيعه ودعمه وحرصه وانفتاحه إنما جميعاً ينطقون بكلمة التوحيد بلا إله إلا الله، فكيف نقول إن المرجع هو الشريعة الإسلامية وكأننا نشكك في الإخوان الذين ندعوهم لنتحاور معهم، المسألة الأخرى أنني قرأت تصريحاً في ملحق الرسالة ويعينني على تذكره الأستاذ عبد العزيز قاسم شخصية أيضاً دينية أيضاً أن هناك دعوة للحوار بين المذاهب قال ما فهمت معناه أن هذه الدعوة لا يمكن أن تكون إلا بالرجوع إلي الحق الكتاب والسنَّة وكأن المذاهب الإسلامية ليست هي منطلقة من الكتاب والسنَّة. |
أحبابي أخوتي أساتذتي ما يفرق المسيحيون كاثوليك وبروتستانت أكثر مما يفرق المذاهب الإسلامية، ومع هذا فهم يد واحدة وأنا رأيت عند وفاة البابا كيف أن أسقف كانتربولي في لندن وهي كنيسة إنجليكانية تختلف كلية، كيف أنه كان يجلس مع البابا منزلة المريد من الأستاذ، وكيف أنه ذهب على وفد كبير لتوديع البابا للصلاة عليه في الوقت الذي ينأى بعضنا عن الصلاة على بعض موتانا بحجة أن العقيدة فيها خلط وليس فيها صفاء، أنا أقول إن الحوار يتم في رأس الهرم ولكن يؤسفني القول إن الحوار لم يتسرب إلي الجسم كاملاً، وإذا كانت الشخصيات التي نعتز بها والتي نعتبرها مرجعياتنا دينياً وفقهياً وعلمياً تقول إن هذا الحوار غير مجز والبعض يقدح في المذاهب الإسلامية ويقول إن المرجع هو الكتاب والسنَّة وكأن هناك فرقة واحدة ناجية ولا سواها فأنا هنا أكون محقاً في تشاؤمي. |
أستاذي الفاضل الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه أساتذتي الكرام نحن أيضا نتقاذف التهم في الصحف: ليبرالي، علماني، صوفي، شيعي، خارجي، سلفي، كل هذا يجري في الصحف أمامنا ونقول إن الحوار جار بيننا وأنا أتساءل أين هذا الحوار!؟ أليس ما يجري حولنا يدعونا إلي أن نتمسك بوحدتنا. تذكروا مقولة لإسرائيل شاحاك اليهودي غير الصهيوني قال إن إسرائيل تراهن على الخلافات العرقية والإثنّية في المنطقة لتفتيتها وإذا نحن في يد العدو كألعوبة. للأسف الشديد ليس الصغار منا ولكن أحياناً الكبار فينا ودمتم.. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: لي رجاء حتى نعطي الفرصة لأكبر عدد منكم ليتكلم إذا يسمح فضيلة الشيخ أن نحدد المداخلة بدقيقتين إذا سمحتم. |
الأستاذ مشعل السديري: كلنا نعرف أن القرآن والسنَّة الشريفة تحث على الوحدة كما قال الشيخ خلال أربعة عشر قرناً ما استطاعت القرآن والسنَّة أن توحد القرآن والسنَّة هذه والله كارثة والآخرين توحدوا ووحدوا هل هذا يقودنا إلى أننا أمة كلام؟!!. |
الأستاذ عبد المحسن حليت: أولا أرحب بفضيلة الشيخ وبالأخوان الموجودين. سؤالي الحقيقة قد يكون شائكاً. |
الحقيقة أننا سمعنا يا فضيلة الشيخ قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد قبل أشهر وكان بالنسبة إلي وإلى بعض الأخوة ويمكن أهم ما صدر عنه أنه إقرار المذهب الشيعي على أن يكون أحد المذاهب المعتمدة في المملكة العربية السعودية وعندما سمعت ذلك عبَّرت عن فرحي وابتهاجي وسروري بهذا القرار إلا أن بعض الإخوان إتهموني بالجنون والطيبة والدروشة أن هذا الأمر لن يتحقق ولن يفعّل ما هو رأي فضيلتك هل هو رأي دراويش طيبين أم لا. |
الدكتور عبد الله مناع: كاأن سؤال الأستاذ عبد المحسن وضع لي نقطة full stop هذه كلمات المجاملة وكلمات طيبة جداً لا تخلو من مجاملة وأفكار لكن الدكتور عاصم علق الجرس وجاء الأستاذ عبد المحسن ووضع النقاط على الحروف وإن كان بدون ترتيب، استمعت لبعض المشايخ يتحدث من أحد الإذاعات السعودية عن بعض الأمور في راديو الإذاعة السعودية من جدة عن موضوع دخولهم في بيوت المؤمنين وما هي الأسباب التي تمنع دخول الملائكة بيوت المسلمين فوجئت أن قطيعة الرحم أحد هذه الأسباب والسبب الثاني هو وجود الكلب وأضاف الشيخ قائلا وكذلك الصور، أنا وقد علمت أن ضيفنا هو الشيخ حسن بن موسى الصفار أريد أن أستمع إلى وجهة نظر المذهب الشيعي في هذه النقاط الثلاث لكن هذه النقاط الثلاث، لا تُقدم على النقطة التي تفضل فيها الأخ عبد المحسن ومع التقدير للكلمة التي ألقاها الأستاذ الدكتور عاصم وأنا أتفق معه أن التصريح الذي أشار إليه أن الدولة ليست مسؤولة على ما جاء في هذا الحوار كان مخيباً لأبعد الحدود وما كان متوقعاً أبداً ولكن نريد أن نسمع من الشيخ النقطة التي أثارها الأخ عبد المحسن والتي نحوم حولها. |
الأستاذ الدكتور غازي عبيد مدني: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله أشارك الأخوان في الترحيب بفضيلة الشيخ حسن بن موسى الصفار. والشكر الجزيل إلى أخينا وصديقنا وحبيبنا الشيخ عبد المقصود أن يجمعنا هذا الجمع الطيب يسر الله له أن يجمعنا هذا الجمع الطيب وتعليقاً على ما ذكر واستطراداً إلي ما ذكر كلها تتعلق وترتبط بحب الوطن والوطنية قبل بضعة أسابيع سمعنا تصريحاً من أحد رؤساء الدول العربية يقول إن الشيعة ولاؤهم إلي دولة ما كل الشيعة هل ما قيل له جانب من الصواب؟ هل الأخوة في إيران يؤيدون هذا التوجه أم لا. |
الأستاذ عبد الله المصري وكيل وزارة المعارف للشؤون الثقافية سابقاً: وددت أن أتداخل مداخلة وهي من واقع التفاؤل أعتقد أننا نتفاءل كثيراً على ما يأتي من كثير مما يشوب المجتمع من فعاليات الحوار الوطني ونستعجل كثيراً من تذويب الفروقات، فروقات بينية ومشاكل بينية ولا أعتقد بثلاث وأربع جولات من الحوار قد نأتي على كثير مما يشوب المجتمع من فروقات ومن مشاكل بينية ما بين قطاعات وطوائف والمجتمع ولأن هذه الفروقات وهذه الممارسات السلوكية لها جذور ولها أعماق وليست بالبسيطة تاريخياً والنقطة التي نركز عليها أن هذا المجتمع عرف في السنوات القليلة بالمجتمع الشاب لو نظرنا من الناحية الإعلامية لوجدنا أن جيل الشباب خصوصاً من هم دون العشرين أو دون الخامسة والعشرين قد لا تشوبهم نفس الشوائب التي نتحدث عنها نحن جيل البالغين. تتفاعل فيهم ومعهم وسائل الحوار التي بدأت تترسخ في مجتمعنا، ما أقصد الولوج إليه من القول هو أن ما تفضل به فضيلة الشيخ أن مرحلة الحوار يجب أن يتبعها آليات نعم، هذا دور الوقت للخروج بآليات حقيقية تنقلنا من مرحلة الحوار الذي هو مرحلة تهيئة إلي مرحلة التعليم وهناك مبشرات ومؤشرات كثيرة بأن المجتمع قيادة وأطيافاً ثقافية تؤمن أن الوسيلة الوحيدة للولوج إلى التغير المطلوب هو المناهج التعليمية وأعتقد أهم آلية هي تآلف الأجيال والشباب، عمل دورات جولات بين المناطق وما بين الفئات العلمية المبكرة وسوف تأخذ فترة من الزمن ولابد أن نكون صبورين وصابرين. |
من الأسئلة التي أثيرت من الحوار الوطني: |
الأستاذ عدنان حمزة بوقري: هل نحن متفائلون بالنسبة للحوار الوطني بالنسبة إلى مشروع قبول المذاهب هل الخطوة التي عملناها للمذاهب هي الخطوة الكاملة الكافية أم هي جزء من شيء أكبر منه؟ والإجابة هل هذا السؤال يعطينا فكرة هل قمنا بما يجب أم هي خطوة جزئية؟ وأعتقد أن الإجابة على وضع مسألة المذاهب الثمانية ضمن الصورة التي هي أكبر منها يعطينا فكرة عن ما يجب أن نقوم به هل نحن متفائلون أم غير متفائلين. |
الأستاذ عبد الكريم بوالخضر مدير عام شركة ورث من الإحساء: الدكتور عاصم قال إنني متشائم من الحوار الوطني أنا متفائل من الحوار الوطني ليش، أنا عشت خمسة عشر عاماً بين أبناء السّنة وأبناء الشيعة. كيف تعرف أنك متفائل أو متشائم عندما تدخل في أوساطهم تتعامل معهم والناس، أنا ساكن في جدة وساكن في الشرقية، الناس في جدة كيف يتكلمون تعدد المذاهب تعرف المذاهب هل أتى بالنتيجة أم لا. غير الحوار الوطني فبل خمس عشرة سنة أو قبل عشر سنوات غير الذي صار فيها الحوار الوطني أنا أجلس مع شخصيات كبيرة مسؤولين في الدولة وعاديين أنا أرى أن الحوار الوطني قلل الشحنة بين السنّة والشيعة وأنا أعتقد أن الناس متفائلون جداً بالحوار الوطني. |
الأستاذ الدكتور جميل مغربي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
أرحب بفضيلة الشيخ حسن ولقائي به كان قريباً وأشكر الشيخ عبد المقصود على هذه الدعوة الكريمة. أنا أيضاً يجب أن أكرس مبدأ التفاؤل ولي أسبابي في هذا الآمر. سأنطلق من جانبين الجانب الوطني الذي أركز عليه ونحن نعلم أن شوقي كان مولعاً بالقصائد والمعارضات الشعرية ومن غرر قصائده حين عارض قصيدة البحتري: |
صنت نفسي عما يدنس نفسي |
وترفعت عن جدى كل جبس |
|
وعندما نفي إلى الأندلس قال قصيدة رائعة: |
اختلاف النهار والليل ينسي |
فاذكرا لي الصبا وأيام أنسي |
|
وقال فيها البيت الذائع: |
وطني لو شغلت بالخلد عنه |
نازعتني إليه في الخلد نفسي |
|
وقال منها تلك الأبيات حين وجد نفسه معزولاً: |
أحرام على بلابله الدوح |
حلال للطير من كل جنس |
|
هذا شوقي وهذا أؤطره بإطار الوطنية مسألة أخرى أعود الأستاذ مشعل ذكر خلال هذه القرون، خلال هذه القرون لم نشهد هذه الفرقة أيضاً إلحاقاً لما سبق أن قال شوقي: |
وما نيل المطالب بالتمني |
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا |
|
من له حق يملك المطالبة به. أعود إلي القضية تاريخياً أيضاً أجد أنّ الفرزدق شاعراً لم يكن شيعياً كان مروانياً وعندما سمع الخليفة أنه ينتقص من علي زين العابدين: |
هذه الذي تعرف البطحاء وطأته |
والكل يعرفه والحل والحرم |
هذا خير عباد الله كلهم |
هذا التقي النقي الطاهر العلم |
وليس قولك من هذا بضائره |
العرب تعرف من أنكرت والعجم |
|
فهو تشيَّع أكثر من الكميت بن زيدون الأسدي وهذا يقتضي هنا أن ندرك العقلية التي كانت تنفتح في استيعاب الآخرين وأيضاً فكرة التسامح والالتفاف حول الوطن وهذا اما أتمنى أن نكرسه جميعاً. |
أعود إلى القول قد وصلنا متأخرين من القرن السادس والسابع الهجري أنا أسرد طرفة من الطرائف حول هذه القضية لم تكن مسألة خلافياً بالشكل المتشنج الذي نألف مثل الآن حول هذه القضية كان الشريف المرتضى والشريف الرضي نقيبي الأشراف الطيبين يجوبان دجلة ما يسمى اليوم في يخت وقاعة الزهور والفواكه اصطفت والنقل موجود في هذا المركب المهم أنه كان إلى جانبهما أبو الفتح عثمان وكان يجلس على الشط علي بن عيسى الربعي وكان نحوياً وشيعياً و كان رجلاً فقيراً لا يملك من حطام الدنيا شيئاً مر فيه ورأى اليخت يمر به ورأى فيه الزهور والفواكه ورأى فيه ما رأى من عثمان بن جني وإلى جانبه الشريف المرتضى والشريف الرضي فقال لهم أي تشيع هذا عثمان في الظل وعلي في الشمس هذه الكتب تناقلت هذه القصة على أنها طرفة وتناقلها الجميع على أنها طرفة على التسامح ومدى الروح التي كان يألفها الجميع.. |
كلمة فضيلة الشيخ حسن بن موسى الصفار: بسم الله الرحمن الرحيم في الواقع معي أو أنا مع مجموعة من الأخوة الأعزاء الفضلاء. |
* سماحة الشيخ فوزي السيف أستاذ في الحوزة العلمية في القطيف وأيضاً هو خطيب ومؤلف. |
* والأستاذ الأديب عدنان العوامي من كبار الشعراء في المنطقة وفي الأسبوع الماضي كان هناك حفل تكريم له في القطيف وكتبت الصحف عن هذا الحفل الضخم الكبير. |
* الأستاذ نجيب الخنيزي ناشط حقوقي وسياسي وله منتدى ثقافي في القطيف. |
* الأستاذ محمد نمر رئيس تحرير مجلة الواحة مجلة أدبية وثقافية وتاريخية فصلية لها الآن ثماني أو سبع سنوات. |
* الدكتور صادق الجبران من الأحساء محامٍ ومؤلف ودارس للعلوم الشرعية. |
* الأستاذ الشيخ فهد أبو العصاري من المدينة المنورة خطيب ومؤلف |
* أبو رضوان الأستاذ علي بحراني وهو ناشط اجتماعي وثقافي في المنطقة |
فأنا في معية هؤلاء الأخوة الكرام فأنا أدعوهم للحديث والمشاركة حتى يشتركوا معنا جميعاً وأدعو سماحة الشيخ وبعض الأخوان إذا كان أحدهم يريد أن يعلق على بعض ما ذكر فلا يحرمونا ولا يحرموا المجلس من مذاكرته. |
سعادة الشيخ الأستاذ نجيب الخنيزي ناشط حقوقي: بسم الله الرحمن الرحيم بداية أشكر الشيخ عبد المقصود، تفضله على ترحيبه والشكر موصول إلي الحضور كافة من الأساتذة الكرام. |
الحديث عن الحوار الوطني حديث ذو شجون، بالتأكيد فكرة الحوار الوطني تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، مقارنة بالحالة السائدة أعني بذلك حالة الاحتقان العام الاجتماعي والسياسي والفكري والمذهبي والثقافي فهنالك احتقانات موضوعية تاريخية، وهناك احتقانات مستجدة وناشئة بفعل عوامل وأسباب أنتم تعرفونها، عندما استطاع اتجاه بعينه من التفرد بالهيمنة الفكرية والثقافية والدينية. وتحت هذا الخطاب جرى تكريس الرؤية الأحادية الإقصائية التي ترى نفسها أو تحاول أن تعبِّر عن نفسها باعتبارها أنها تمثل الفرق الناجية أو المطلقة من هناك تطور إيجابي على هذا الصعيد علينا أن ننطلق من ما هو كائن إلا ما يجب أن يكون بمعنى مثل ما يفعل الأخوان تفعيل الحوار الوطني بحيث أن نخفف القيود البيروقراطية الرسمية، أن يعطي مجالاً للقضاء المدني الواسع من خلال السماح لتشكيل وبلورة مؤسسات المجتمع المدني المختلفة الثقافية والمهنية والفكرية والاجتماعية والنقابية وغيرها من خلال اشتراك شرائح المجتمع بدون أن تكون هناك قيود مسبقة أو تدخلات مسبقة في تحديد أجندة الحوار وفي تحديد الشخصيات المشاركة مع احترامي للكثير ممن ساهموا واشاركوا في فعاليات هذه المنتديات إلى الآن نحن انتهينا من ستة مؤتمرات للحوار، والبعض يقول هل هذا الحوار سيتحول إلى حوار الطرشان المهم كيف يمكن أن يتجسد الحوار من خلال إنجازات حقيقية على الأرض وشكراً. |
الشيخ حسن بن موسى الصفار: دكتور صادق هل لديكم كلمة. |
الأستاذ عدنان العوامي: بسم الله الرحمن الرحيم، جزيل الشكر لمعالي الشيخ عبد المقصود على إتاحته هذه الفرصة للالتقاء بهذه الوجوه الكريمة، أريد فقط أن ألفت النظر إلى القضية التاريخية، في مطلع النصف الأول من القرن الماضي في حدود الخمسينات تقريباً، المنطقة الشرقية كما هو معلوم أصبحت بسبب وجود البترول فيها ملتقى جميع المناطق، تجمع في حقول سكن أرامكو الظهران ورأس تنورة وفي بقيق، كل أطياف المجتمع السعودي، كانوا يعيشون في سلام ووئام، لم نشعر في ذلك الوقت بأي فارق، تجد الألفة سائدة بين جميع الفئات لم يكن أحد يعرف أن هذا مالكي وهذا شيعي وهذا حنفي هذا الوضع له جذوره التاريخية أيضاً، أدبيات القرن العاشر الهجري وجدنا في المتحف البريطاني وثيقة لشاعر قطيفي مجاور للحرم النبوي هي عبارة عن قصيدة بعثها إلى السيد حسن بن شلقم في الهند، هذه القصيدة تتحدث عن أمور كثيرة بالرغم من أن نص القصيدة ضعيف فهي عبارة عن أرجوزة يبلّغه فيها تحيات الأصدقاء ومن يعيشون حوله، نجد أنفاس التآخي والتآلف بين جميع هذه الطوائف في هذه الأرجوزة تشم فيها سلاماً من الحنفي وسلاماً من المالكي وفلان العلاّمة ومن الشيعي من خلال الأسماء والألقاب تعلم أن هؤلاء فعلاً كلهم منصهرون في بوتقة أخوية واحدة، أعتقد أن هذا الاجتماع وكثيراً من أمثاله موجود في المنطقة، أخلص من هذا إلا أن شيئاً واحداً، وهو لو أن الناس تركوا بدون تدخّل من أحد لساد الوئام بينهم، لكن هناك أيدي لا يرضيها التآلف ولذلك فهي تعمل جاهدة وتتدخل، لو كفت هذه الأيدي تصرفاتها لآل الأمر إلى خير وشكراً للجميع.. |
فضيلة الشيخ فوزي السيف أستاذ الحوزة العلمية بالقطيف: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ـ |
بعد أحداث 11 سبتمبر كتب أحد الصحفيين في المنطقة "11 سبتمبر صورتنا الحقيقية". وأظن أن هناك صورة حقيقية ولكنها معينة الصورة الحقيقية التي تبرز إلي العالم هي صورة مثل هذا الجمع. الذي يشتمل على أدباء وعلماء ومفكرين وتاريخ أدبي وعلمي وتراث مدني وحضاري مع الأسف على أثر الاختطاف الذي أشار سماحة السيد العوامي إلى جانب منه، وربما هو أيضا حديث آخرين من قبل فئة استقوت بالسياسة والظروف الخاصة وصارت هي التي تقود هذا المجتمع إلى حيث صارت 11 سبتمبر بينما صورتنا الحقيقية في مثل هذا الاجتماع وهذا الالتئام أرى أنه ينبغي أن نأخذ زمام الأمور المبادرة في مثل هذه الاجتماعات، في مثل هذه اللقاءات، لكي تتحول لا إلى المناسبات المتباعدة، وإنما إلى برنامج كما أشار فضيلة الشيخ إليه، أن نفعّل هذه الحالة من الحوار غير الرسمي، الحوار الوطني هو خطوة واحدة ربما تُختطف من نفس الفئة التي اختطفت هذا المجتمع، ولكن التواصل الذي يجب أن يكون بين فئات المثقفين والناشطين الاجتماعيين من أمثال الحاضرين هنا وهم بحمد الله كثيرون في ساحة هذا المجتمع الطيب، ولكنهم مغيبون أعتقد انه لو كان يمكن تحويل مثل هذا اللقاء إلى لقاءات مستمرة تستهدف عبر برنامج معين الوصول إلي أهداف محددة، من الممكن أن نغير تلك الصورة التي فرضها صاحب المقال المذكور من أن تلك الصورة إلي صورة أخرى هي صورة هذا المجتمع، مجتمع فيه تاريخ، مجتمع له أدباء، فيه مفكرون، فيه تراث، فيه جهد مدني، فيه تاريخ، وعوائل عريقة، وعلم وأدب والتقاء، ينبغي أن نسعى إلى أن تكون هذه الصورة المغيبة حتى الآن هي الصورة البارزة والظاهرة، وهذا يرتبط بجهد نستطيع القيام به مع عزيمة أمثال هؤلاء الحاضرين شكر الله مساعيهم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
الأستاذ محمد باقر النمر: بسم الله الرحمن الرحيم، بعيداً عن السياسة التي تحدث فيها أغلب الأخوة تعقيباً أو تعليقاً أو تفاؤلاً على مؤتمر الحوار الوطني عن الحوار الوطني وموضوع الوحدة أثار الأشجان الدكتور جميل مغربي عندما تحدث عن الفرزدق في الحقيقة كانت يتحدث عن قيمة كانت موجودة عند العرب التي انعدمت أو انتهت في هذه العقود أو في هذه القرون فقط، أنا أشير إلى هذه القيمة هي قيمة إنصاف الخصم كانت من شِيَم العرب ومن شِيَم المسلمين، هذه القيمة إذا ثبت أن الطرف الآخر خصم، نحن نجد في زمن الجاهلية أن الشخص ينصف خصمه، ويمدح خصمه كما أشار الدكتور إلى الفرزدق وهو من غير الشيعة يمدح أماماً ورمزاً شيعياً، الصورة تعكس إنصاف الخصم واحترام الآخر وإن كانت فيها من السياسة والإساءة، ولكن الإساءة الذكية عندما ينصف الإنسان خصمه لا يحقره ولكن يذكر ما عليه وما له يعني أنه في واجهة إنسان كبير وعظيم، إلخ فقط هذه القيمة التي أحببت أن أوضحها وأشد على ما ذكره الدكتور جميل مغربي. |
الشيخ الدكتور صادق الجبران: بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه الذي أتاح الفرصة الطيبة لهذا الجمع الطيب، الحقيقة معظم الكلام الذي نسمعه من الأخوة الأفاضل كان طيباً وهو المتعلق بالشق الشعبي المتعلق بالناس بالمثقفين ولاشك أن فيه الكثير من القيم الأخلاقية، ولكن إذا نحن كنا نهدف إلى قيام وحدة مجتمعية وحدة وطن هذه لن تبنيها الأخلاق فحسب بل يبنيها القانون، وسؤال سئل عن بلاغ مكة، الذي قال أنه اعتراف بالمذهب الجعفري، السؤال ما هي القيمة القانونية لكل هذا البلاغ هل له قيمة قانونية؟ أقول لكم ليس له أي قيمة قانونية... لأنه لم يقر بطريقة قانونية بحيث يأخذ الصيغة التنفيذية. وليس له آلية أيضاً لتنفيذه مثل الإعلان العربي لحقوق الإنسان مثل النظام الأخلاقي وليست له تلك القيمة القانونية التي تكرسه كقانون إلا في التصديق على العهدين الدوليين والبروتوكول الإضافي في تلك الساعة نقول نعم صار له قيمة قانونية. |
كثيراً ما نتحدث عن الوحدة لكن كيف نترجمها إلي واقع قانوني بحيث يكون ملزماً لكل الناس، والغرب الذي نتحدث عنه ونشيد به وباحترامه للغير وباحترامه للوحدة لديه الخلافات الكثيرة بين المسيحيين أنفسهم وبين المسيحيين واليهود وبين المسيحيين والمسلمين، هناك مؤسسات دستورية قانونية هناك سيادة للقانون تمنع لأي واحد أن يخترق الوحدة الوطنية ويكون إختراق الوحدة الوطنية في بعض الأوقات والأحيان منصوصاً عليه كجريمة من الجرائم العظمى كخيانة عظمى تفتيت الوطن، في حين للأسف الشديد نرى كثيراً من الفتاوى والأقاويل هنا وهناك تلغي ثلاثة أرباع الوطن أحياناً. وتلغي ربع الوطن، ويُتعامل معها كرأي ديني، وتعرفون خطورة الفتوى في مجتمعاتنا الشرقية الدينية بصفة عامة يجب أن يترجم هذا الشيء بعمل قانوني. |
سيادة القانون ووجود المؤسسات الدستورية والقانونية دور القضاء واستقلالية القضاء لتضمن تطبيق مثل هذه المفاهيم إذا لم يتحقق هذا الشيء فنحن نكون في بداية أخلاقية، أما لكي نصل إلى هذا المستوى ويترجم عبر إصلاح هذا الشأن أقدم هذه المداخلة وأرجو أن أكون قد وفقت فيها. وشكراً. |
الشيخ فهد أبو العصاري: أريد أن أسير مع الدكتور على نفس الخط، كما تعلمون أنا من المدينة المنورة |
يقول الله عز وجل. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ .كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (الصف: 2 ـ 3) صدق الله العظيم. |
سبعة وخمسون دولة اعترفت بثمانية مذاهب، سبعة وخمسون رئيس دولة ومعهم مائة من علماء المسلمين ويأتي أحدهم وبعد مدة قليلة وقبل أن يجف الحبر كما يقول فضيلة الشيخ صفار، ويقول أن كل الشيعة ولاءهم لغير وطنهم، الواضح أنه غير ذلك. ماذا عن الإرهابيين لماذا لا يقول أن ولاءهم لغير الوطن. |
|