شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ عبد اللَّه حسن المصري يقرؤها نيابة عنه الأستاذ حسّان كتوعة))
بمناسبة تكريم سعادة الدكتور سعد الراشد.. في اثنينية الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه..
الأخوة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولاً: أتقدم بشديد الاعتذار عن عدم تمكني من الحضور إلى مُضيفنا المحبوب سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه الذي طلب مني الكلمةَ في هذه المناسبة الطيبة، وبصفةٍ خاصة إلى صديقي وزميلي الأستاذ الدكتور سعد الراشد، الذي ذكرني برصد هذا الموعد قبل فترة زمنية.. ولكن فاجأتني ظروفٌ قاهرة اضطرتني وحرمتني من حضور هذا اللقاء ومناسبة التكريم لأخ عزيز، ورائدٍ من روّاد الدراساتِ الأثرية في بلادنا، علاوةً على إسهامه الجليل في حقل التدريس الجامعي حيث اعتلى أرفعَ الدرجاتِ العلمية بما حقّقه من مؤلفاتٍ عديدة في حقلي التاريخ والآثار والكتابات العربية القديمة.
ولأنْ رغبتُ أن أتناول تقريظي لفارس الأمسية بشكل موضوعي، فقبل الحديث عن إنجازاته وإسهاماته العلمية والإدارية، يتوجب التوقف عند شخصيته وسماته المسلكية الفريدة: وصلاً للأصدقاء، ودَماثةً في الخُلق، وحُسن تعامل مع الآخرين ونبذاً لكل ما يدعو إلى الفرقة أو الانفراط بين أُولي العُصبة الواحدة في زَمالة العلم والتخصص، ولقد عرفتُ أبا وائل منذ أكثرَ من ثلاثين عاماً قضْينا جُلَّها زملاءَ في حقلٍ من المعرفةِ جديدٍ على المجتمع، ونادِر في المتخصصين أكاديمياً ـ ويتقدّمنا في هذا المضمار الرائدُ والعالمُ البارز البروفسور الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري رعاه الله وحفظه، وقد ظل الدكتور الراشد عنصراً وسنداً مهماً لمسيرة وتقدمِ علم الآثار في محيطِه الجامعي بجامعة الملك سعود ـ حيث تدرَّج من كون الآثار فرعاً تابعاً لقسم التاريخ إلى تطوره بقسمٍ مستقل إلى استقراره أخيراً على هيئةِ كليةِ الآثار والمتاحف في الجامعة، الأمر الذي لم يكن ليحدث إطلاقاً في الظروف الزمنية الوجيزة التي حَدَث بها لولا الجهود العظيمة والتناغم العلمي المرموق لذلك الثنائي العلمي المميز (الدكتور الأنصاري والدكتور الراشد).
وعلى خلاف ما اعتقد البعض أن هنالك تنافساً غريباً في مجال الآثار بين الجامعة والوكالة آنذاك فلقد ربطتْ ثلاثتنا علاقةٌ شخصيةٌ حميمة جداً مما سهّل فتح آفاق النمو والتطور المستمر في مضمار الآثار في كل من الجامعة والوكالة على حد سواء. ولوجود هذا الترابط جاء انتقالُ الدكتور الراشد من المحيط الأكاديمي إلى الجهاز الإداري بالوكالة متواصلاًَ ومكملاً لمسيرة الازدهار التي شهدها مجالُ الآثار والمتاحف في المملكةِ خلال الثلاثة عقود المنصرمة.
يُعَدُّ عِلمُ الآثار أحدَ الدراسات الحديثة نسبياً في إطار ما يُعرف بالعلوم الاجتماعية، وميزةُ هذا العلم أنه لا يحتَسِبُ لمنتسبيهِ حقَ الشهرة والريادة سوى من خلال ما يكتشفونه ميدانياً أو ما يُضيفونه من إسهاماتٍ معرفية في أبحاثهم فعالم الآثار ـ وهذا هو اللقبُ الأول لفارس الأمسية ـ لا يستحق هذا المسمّى إلا بكشف فريد أو بحث مستجد. والدكتور الراشد أبرز في كِلا الاتجاهين، وسوف يحتفظ له تاريخ الكشف والتنقيب في المملكة بمجد الريادة في حقل الآثار الإسلامية عبر إنجازين هامين:
أَولهُما: رصدُ وتوثيقُ معالم دربِ زبيدة التاريخي الشهير، والذي حصل بموجبه على شهادة الدكتوراه من جامعة ليدز البريطانية.
لقد كان لهذا العمل التوثيقي الهام أثرهُ في المجال العلمي والتنفيذي إذ فتح المجالَ لتسليطِ الضوء على هذا الإنجاز الحضاري الكبير في عهد الخلافة العباسية، والذي جاء تنفيذه بناءً على اهتمام ومتابعة السيدة زبيدة حرم الخليفة هارون الرشيد. ومن اطلع على تفاصيل مرافق هذا الدرب الواصل بين الكوفة في العراق من جهة، والحرمين الشريفين في مكة والمدينة من جهة أخرى، سوف يدرك مدى الرُقي الذي اتصفْت به المشاريعُ المدنيةُ العظيمة في ذلك العصر الإسلامي، وبفضلِ الكشف الذي قام به الدكتور الراشد، سعتْ وزارةُ الزراعة إلى استصلاح الكثيرِ من المرافق المائية للدرب لصالح سقيا القرى والمزارع المأهولة حالياً على مسار الدرب.
أما الإنجاز الآخر للدكتور الراشد، فيتمثل في اختياره وكشفه عن موقع مدينة الربذة الإسلامية (80 كيلو متراً شرق/جنوب شرق المدينة المنورة) ويعد هذا الكشف من أهم المنجزات في تاريخ الآثار الإسلامية في المملكة فالربذةُ عُرفت منذ الفترة الإسلامية المبكرة إبان عهد الخلافة الراشدة، وكانت تعتبر من أهم مراكز تجميع وتخزين العتاد الحربي للغزوات الإسلامية وإليها انتجع الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ـ هروباً من الفتنة ـ التي كانت تحيق بالمسلمين في المدينة المنورة.
إن تحقيق الإنجازين المذكورين حريٌّ بأن يضع الدكتور الراشد في مصاف علمية مرموقة، وسيظل كشفُه نبراساً لأجيالٍ كثيرةٍ لاحقةٍ من الدارسين.
تمنياتي الأخوية له بدوام التألق والإنجاز العلمي المرموق، وهنيئاً له بهذا التكريم المستحق، والشكرُ موصول لراعي هذه الأمسية في هذا المنتدى الثقافي العريق.
والله أسأل أن يديم نعمه علينا ظاهرة وباطنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :830  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 191 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج