شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ السيد عبد الله جفري))
شكراً جزيلاً، بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كتبت هذه الكلمات انسياباً مع رحابة فكر الشيخ، وإعجاباً بسؤاله ذي الأبعاد الواسعة التي أكد فيها على التلاحم الوطني فقال: "كيف نقرأ الآخر؟" عنوان الكتاب الذي أصدره الشيخ حسن بن موسى الصفار عام 2004 عن الدار العربية للعلوم في لبنان، وافتتحه بالآية الكريمة من سورة الحجرات: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات: 13) صدق الله العظيم، ثم استهل مقدمته بهذا النسيج من الكلم الذي يوصف بأنه تعبير نطقي فقال: "الجهل بالآخر والقراءة الخاطئة له هي خلل اجتماعي ثقافي، فالمجتمع السوي تعبِّر فيه كل الأطراف عن نفسها وتظهر آراءها ومواقفها بصراحة ووضوح حين تتوافر الحرية للجميع، وحين تتساوى فرص التعبير عن الذات، وفي هذه الأمسية التي يُشرع أضواءها كل يوم اثنين راعيها ومؤسسها الشيخ عبد المقصود خوجه مدعوون فعلاً للإصغاء إلى الآخر، إثباتاً على أننا هذا المجتمع السوي الذي يفسح المجال لكل الأطراف كي تعبِّر عن نفسها وتطرح فكرها وتتقبل الحوار، وضيف هذه الأمسية فضيلة الشيخ حسن بن موسى الصفار تحفل سيرته العلمية والثقافية بزخم من الإصدارات والمشاركات الدينية والفكرية والأنشطة الاجتماعية، وبادئ ذي بدء نقول: نحن مع انفتاح الدولة في توجهها الحضاري اليوم على الحوار منذ أطلق خادم الحرمين الشريفين شعلة الدعوة إلى ضرورة تمازج الرأي الآحادي مع الرأي الآخر وخصوصاً أنه قد مضت سنون كنا فيها في خصام مع الآخر أو في رفض للرأي الآخر، لقد عانينا كثيراً في السنين الفارطة من المغالاة والغلو، مما كان سائداً وكان العقل يحد بالحوار على ألا نؤخذ بما يقوله السفهاء وأن نؤاخذ على عجزنا عن طرح الرأي الآخر، وذلك تطلُّعاً إلى إرساء قاعدة صلبة ورغبة لدينا في إضاءات العقل الذي يحاور ولا يتشنج ويناقش ولا ينغلق على نفسه، ونحن في هذا الضوء الأخضر الذي أشاعه الملك عبد الله باستقباله للأطراف كافة والتشجيع على إحياء الحوار إنما نسعى نحو الحوار الهادف والموضوعي ونحو تكريس الثقافة المنفتحة على فكر الآخر، أو الفكر الآخر لخلق أجواء ترفض الانكفاء على الذات فيأتي تكريمنا الليلة لعالم يعتبر من رموز الشيعة في بلادنا هو فضيلة الشيخ حسن بن موسى الصفار ترسيخاً لهدف ومبدأ الحوار الذي يضع النقاط على الكثير من الحروف المشوشة ويأتي التكريم أيضاً إصراراً على وحدة هذه الأمة وتراب هذا الوطن الكيان الكبير.
ويعبّر فضيلة الشيخ حسن بن موسى الصفار عن تمسكه بلغة الحوار من خلال انطلاقة الحوار الوطني فيرى أن للحوار مهمتين هما: تحقيق حالة التواصل والانفتاح بين الشرائح والفئات الوطنية المختلفة وبلورة بعض التصورات تجاه القضايا الوطنية الموجودة وتقديمها للدولة، ومن إشراقات هذه الرؤية لدى الشيخ حسن قوله: إن واقع العالم اليوم بمؤسساته الدولية وشعاراته حول حقوق الإنسان وسياسات العولمة والانفتاح لا مكان فيه للتوجهات الإقصائية التعصبية، وحتى لا أطيل عليكم والبعض يقول أطلت أتلو أخيراً: بسم الله الرحمن الرحيم: وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (هود: 118) صدق الله العظيم، والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: أيها السادة والسيدات كما تعلمون بعد قليل إن شاء الله ستعطى الكلمة لفارس اثنينية هذا الأسبوع ولكن نذكِّر حضراتكم بأننا نتقبّل أسئلتكم واستفساراتكم حيث سيفتح بمشيئة الله باب الحوار مع فضيلته بعد الانتهاء من كلمته، أيضاً سيكون للنساء نصيب من طرح هذه الأسئلة وسيكون سؤال للرجال وسؤال للنساء، الآن كلنا آذان مصغية لنستمع لفضيلة ضيفنا الكبير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :754  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 181 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.