شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلّي وأسلِّم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين.
الأستاذات الفضليات.. الأساتذة الأكارم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تشرُف "الاثنينية" هذه الليلة بلقاء فضيلة العلاَّمة الشيخ حسن بن موسى الصفّار الذي أسعدنا بحضوره من القطيف خصيصاً ليفيض علينا من سابغ علمه وواسع ثقافته، فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبصحبه الأفاضل الذين قدموا من المنطقة الشرقية، والمدينة المنورة إسهاماً مشكوراً في إثراء هذه الأمسية التي تعبق بأريج العلم وجميل التواصل بين أبناء الوطن الواحد، ترسيخاً لمبدأ التلاحم وتمتين وشائج هويتنا المشتركة. الشيخ فوزي السيف أستاذ الحوزة العلمية في القطيف، الأستاذ الشاعر عدنان العوامي المعروف الدكتور صادق الجبران محامٍ وكاتب معروف، الأستاذ سلمان الجشي عضو غرفة تجارة وصناعة المنطقة الشرقية، الأستاذ نجيب الخنيزي ناشط اجتماعي راعي منتدى القطيف الثقافي، الأستاذ محمد باقر النمر رئيس تحرير مجلة "الواحة" الأدبية، الأستاذ علي البحراني ناشط اجتماعي في الدمام، المهندس عبد الله شايب ناشط اجتماعي من الأحساء، الشيخ فهد أبو العصاري ناشط ثقافي واجتماعي في المدينة المنورة، الأستاذ ميثم الفردان مدير في مكتب فضيلة الشيخ حسن بن موسى الصفار.
إن علاّمتنا الجليل وضيفنا الكريم نجم ساطع في دنيا العلم والفكر والثقافة والأدب على المستويين المحلي والإقليمي، فمجلسه الأسبوعي الذي يرعاه بفضله مساء كل يوم سبت في منزله بالقطيف، يعتبر منارة إشعاع يسعى لها كثير من المريدين والمحبين، فهو مجلس مفتوح يستقطب مختلف ألوان الطيف الثقافي والفكري، وليس حكراً على جهة أو توجه مخصوص، وليس ذلك بغريب عن علاَّمتنا الكبير الذي شرفت بمعرفته عن كثب خلال مؤتمر الحوار الوطني الثقافي الذي جمعنا في رحاب مكة المكرمة في شهر ذو القعدة 1424هـ الموافق لديسمبر 2003م، وما تلاه من أيام شرفنا فيها بالوقوف أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد آنذاك، وكانت لنا أيام مشرقات سعدتُ فيها بلقاء فضيلته إن كان في المؤتمر أو على ضفافه، وتعرفت على صفات ضيفنا الكريم التي هبت نسائمها دماثة خلق، وعمق معرفة، وجميل عبارة، وتهذيب لسان، وسلامة طوية، ولا أزكيه على الله.
وقد شرفت بزيارته في دارته في القطيف السنة التي قبل الماضية ولقيت ببيته كل تكريم إن كان منه وإن كان ممن شرفني بمعرفتهم من أصدقاء ومريدين وأعلام المنطقة، كانت زيارتي تأكيداً لتقديري لتوجهه الوطني الذي أثمنه كثيراً وتثبيتاً للإخاء الذي أعتز به.
لقد كرّس فضيلته جانباً كبيراً من حياته لطلب العلم من مختلف المصادر، وعندما قوي جناحه واشتد ساعده أبى إلا أن يُحلّقَ في علياء الفكر المستنير، غير أنه ليس من ذوي الأبراج العاجية أو المترفعين عن بذل العلم لكل سائل وطالب، بل نجده مثالاً للعالِم المتواضع دوماً، الهاش الباش لمن حوله يجري القول على لسانه طلقاً في غير ابتذال، قوياً دون تقعر، وتلك طبيعة الأشياء، فزكاة العلم نثره بين طلابه كلما نهلوا منه زاد معينه، حتى صار نهراً زاخراً بالخيرات بين يدي ضيفنا الكبير.
وليس صدفة أن يجري ذلك النهر أهزوجة بين الشفاه، ولا يتناثر في بيداء التشرذم والضياع، إذ عقَدَ شيخنا الجليل العزم على تقييد العلم بالتدوين والرصد والتسجيل بالإضافة إلى موقع حديث على شبكة الإنترنت، أثمر كل ذلك أكثر من سبعين مؤلَّفاً شكلت منظومة مقالات ودراسات وإبداعات تناولت مختلف فروع الفقه والاجتماعيات، وأعتقد أن كتابه الجامع المانع الموسوم (أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع ـ بأجزائه الأربعة) أحد الشواهد على غِنى بستان ضيفنا الكريم، وتشبعه بالمعرفة الإنسانية الشاملة، حتى لتحسبه خزانة كتب في سِفرٍ واحد.
إن وحدة المنهج عند شيخنا الجليل لم تحل دون استفادته من كل الإمكانات المتاحة للتواصل مع مجتمعه، تدريساً، ووعظاً، وإرشاداً وتأليفاً، وأشرطة مسموعة ومرئية، واستفادة من المسجد كواحد من أهم محاضن التثقيف مع مراعاة خطورته إذا لم يستغل بطريقة تحول دون انجرافه مع تيارات الفتن والضلال التي قد تُفرخ المزيد من الفكر الظلامي، كما أفاد فضيلة علاَّمتنا من التقنية الحديثة في فتح نوافذ تعكس الوعي المتزايد بأهمية التواصل مع الآخر، ذلك أن أطُر التقارب الوطني والمذهبي أكبر بكثير من دواعي الفرقة والشتات، وصولات الحوار الذي يُفردُ له فضيلة ضيفنا الكبير المزيد من العناية والرعاية باعتباره خياراً لا بديل عنه لرأب أيِّ صدع ومعبراً أساسياً لتقارب وجهات النظر ومعرفة ما لدى كل طرف من رُؤى وأفكارٍ ومبادئ وإطلالات تشحذ الذهن وتغذي الوجدان وَفِقَ أصولِ الحوار التي حضّ عليها الشرع الحنيف.
أما المرأة، نصف المجتمع الذي يلد نصفه الآخر، فلها مكانة أثيرة لدى فضيلته، وقد خصص لها مؤلفات كثيرة، ووجدت طريقها بين ثنايا كثير من أحاديثه ودروسه، لتأخذ مكانها الطبيعي في حياة كل مجتمع ينشد الرقي والتطور والازدهار وَفْقَ الضوابط الشرعية.
ولم يقتصر دور فضيلة ضيفنا الكبير على الأداء النظري، بل نجده ذا باع طويل في خدمة المجتمع عبر قنوات الجمعيات المختلفة، وبذل الجاه لدى المسؤولين، ومساعدة ذوي الحاجات، يكسوه في كل ذلك مهابة العلماء، وأخلاق الرجال الكبار، وتواضع لله لا يزيده إلا رفعة بين الخلق.
إن "الاثنينية" تحيّي الليلة شيخنا العلاّمة حسن الصفّار على بذله وجهوده المشكورة في خدمة الثقافة والعلم والفكر والمجتمع، بصفته أحد أبناء هذا الكيان الحبيب الذي قام على وحدةِ العقيدة، مُثمنين عالياً تواصله الذي نعتز به دوماً، مؤكدين له أنَّ أيدينا معه في كل ما من شأنه خدمة الأهداف النبيلة التي نسعى جميعاً لترسيخها كبنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً، سعداء أن نرى كتبه تُطبع وتُباع في المكتبات، الأمر الذي يؤكد وسطية ضيفنا الكبير، ونهجه المعروف في الحوار على مختلف المستويات، بالإضافة إلى استجابة فضيلته مشكوراً للقاءات المنفتحة نحو الآخر في كثير من أنحاء الوطن الحبيب.
الدين لله، والوطن للجميع، والولاء لصاحب البيعة والباقي نتفق ونختلف عليه، راجياً أن نلتقي الأسبوع القادم لنحتفي بالأخ الأستاذ الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد، وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف السابق، والذي ترجل قبل فترة قصيرة متقاعداً بعد أن أبلى بلاءً حسناً، في ترسيخ ثقافة الآثار والمتاحف في بلدنا الذي يتربع بفضل الله على كنوز وفيرة من الآثار.. سعداء أن نحتفي به وبما أنجز من أعمال كبيرة بكل إخلاص وتفان وصدق في علمه.
ويسرُّني أن أنقل لاقط الصوت لمعالي أخي العلم المفكر العالم المتدفق الأستاذ معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق لنشرف برعايته مشكوراً لهذه الأمسية المميزة والجديرة بمكانته وعلمه وفضله، كما تعوَّدنا من بدء هذا الموسم يرعاه نفر من أهل الفضل الذين أسبغوا على "الاثنينية" كثيراً من فضلهم منذ بدئها ومسيرتها التي نحن بحمد الله في العام الخامس والعشرين من عمرها.
وإلى لقاء يتجدد وأنتم جميعاً بخير، مكرراً الترحيب بضيفنا الكريم وبصحبه الأجلاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :892  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 179 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.