شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه وزوجاته وذريته وسائر الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البدء، أستميحكم في أن أعتذر وأنا أعتذر ثانية باسمكم لمؤسس ((الاثنينية)) ونبيلها الأستاذ الوجيه عبد المقصود خوجه حيال قضية كان يتعين أن نقف إلى جانبه بها أو فيها، فهو يطلع بكامل المسؤولية عن هذه "الاثنينية" ولم نؤازره حتى في مهمة الاختيار التي ينتقي فيها تلك الشخصيات التي تُستضاف أو تحل هاهنا لتكرَّم في هذه "الاثنينية" وهو في واقع الأمر وهبه الله التوفيق في هذه القضية، فقد وُفِّق في اختياراته أيّما توفيق، وضيفنا في هذه الليلة أحد النماذج التي تشهد على التوفيق الذي اقترن بشخصية الأستاذ عبد المقصود، شخصية هذه الليلة سعادة الأستاذ الدكتور عدنان النحوي، استهواني فيها شيء قد هجرناه منذ زمن ولهثنا وانغمسنا خلف قضية معاصرة أملت علينا فكرة التخصص، وأغفلنا قضية هامة دون أن نراعي المزاوجة بين هاتين القضيتين معاً، أعني بذلك وحدة الثقافة العربية، حين أعود إلى كتب التراجم على سبيل المثال "طبقات اللغويين والنحويين" للزبيدي، "معجم الأدباء" لياقوت الحموي، "وفيات الأعيان" لابن خلكان، أجد في هذه الكتب أمراً مذهلاً في تراجم تلك الشخصيات، حين يقترن تخصص بتخصص في مفهومنا المعاصر يشكلان تبايناً وتناقضاً غريباً، نجد أديباً ونحوياً تخصص في النحو وروي اللغة ومع ذلك هو ضليع أيضاً في علم الفلك وربما درس الطب والهندسة وقرأ إقليدس وغير ذلك من مكونات الثقافة العربية، حتى الأدب كما تعلمون أخذ تعريفه ردحاً طويلاً من الزمن، منذ ابن خلدون في "المتأخرين" مروراً بالتوغل في التاريخ إلى أن نصل إلى الجاحظ، كان كما نعلمه جميعاً هو الأخذ من كل علمٍ بطرف.
ضيفنا في هذه الليلة متعدد المواهب ومتعدد القدرات، وهو شاعر أيضاً وإذا أردتم أن أصطحبكم معي أيضاً إلى هذه القضية في ضيافة شاعر قديم في معرة النعمان، وهو أبو العلاء المعري، (أعني أبا العلاء المعري) فهو رجل أقول بصير ولا أقول إنه كان كفيفاً، لأنه كان يرى ما لا يراه المبصر، ثقافة هذا الرجل لا أتحدث عنها في مدلولها الأدبي فيما نعرفه في رسالة الغفران وهي قضية شائكة لي فيها حديث آخر في موضع آخر، ولا أتحدث عن الجانب الصرفي في رسالة الملائكة ولكن سنعود إلى شعره، حين يقدم لنا صورة بصرية في علم من العلوم لا يتأتى إلا لمن كان يملك بصراً وعكف على هذه العلوم دراسة وتحصيلاً، يقول المعري:
سكن سماك السماء كلاهما
هذا له رمحه وهذا أعزل
يتحدث عن ما يعرفه علم الفلك الآن في كوكبة الجبار إن كنتم تراقبونها في السماء، لأن هناك سماك رامح وهناك سماك أعزل، وهذه صورة بصرية وهي قضية فلكية وقادني إلى معلومة أيضاً فلكية لم أجد لها ضريباً حتى في كتب الفلك وأنا كنت عُنيتْ في هذه القضية في بحث من البحوث، الذي أعكف عليه حتى الآن، وهو يتحدث عن نجم "سهيل" حين يقول:
وسُهيل كوجنة الحِب، الحب: المحبوب، يتحدث عن الاحمرار والخفقان. يقول:
وسُهيل كوجنة الحِب، في اللون
وقلب المحب في الخفقان
فهو جمع بين الهيئة واللون، وهذه قضية فلكية، فكيف تأتى لهذا الرجل هذا يستدعي منّا وقفة دراسية حيال هذه المسألة حين تتزاوج هذه العلوم في كنف الثقافة العربية.
ضيفنا في هذه الليلة من هذه النماذج النادرة الحقيقة، فهو يجمع بين علوم شتى تبدو في ظاهرها متباينة، واستطاع هذا الرجل بتوفيق من الله عز وجل أن يجمع شتات هذه العلوم فهو أديب ومثقف وشاعر.
قدّم لكم الأستاذ عبد المقصود ترجمة وافية شافية لحياة الضيف ولا أملك إلا أن أتحدث باسمكم لأرحب به في هذه "الاثنينية" وأقول ما أحس به فالرجل بيننا يحمل سحنة متألقة وضاءً وشفافية تنم عليها تلك الروح التي لمستها فيه، أرجو أن يضفي على ليلتنا هذا الجمال وهذه الشفافية وأن نستمتع جميعاً وشكراً لكم.
عريف الحفل: الحقيقة قبل أن نُشنّف آذاننا بالاستماع إلى فارس هذه الليلة نود أن نطلب من الأخوة من لديه سؤال أو استفسار يود أن يوجهه إلى فارسنا بحيث سيُفتح باب الحوار إن شاء الله عقب الانتهاء من كلمة سعادته نأمل أن يكون سؤالاً واحداً ومختصراً كما سيتم إن شاء الله وبالتناوب طرح الأسئلة من خلالكم ومن خلال السيدات الفاضلات اللائي يشاركنا معنا، أيضاً قبل أن أتشرف بنقل الميكرفون بين يدي الحقيقة دعوة كريمة من رجل كريم وهو مؤسس هذه الاثنينية سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه يقول في هذه الدعوة: "لقد أفضلت جامعة أم القرى بتكريم سيدي الوالد ـ رحمه الله ـ بتخصيص أمسية يوم الأحد الموافق 9/4/ لعام 1427هـ الموافق 7/مايو/2006م، للاحتفاء بأعماله وآثاره الأدبية وذلك في مقر الجامعة بمكة المكرمة بالعزيزية، بالنسبة إلى السادة وبالذات إلى السيدات، باعتباره ـ رحمه الله ـ أحد روّاد النهضة الأدبية والثقافية في هذا الكيان الحبيب، شاكراً تفضلكم بحضور هذه الاحتفالية فالاثنينية امتداداً لأمسيات سيدي الوالد الثقافية ـ رحمه الله ـ وتشريفكم هذه المناسبة من جميل تواصلكم الذي أعتز به.
لا بد من أنكم مثلي الحقيقة تتمنون أن تستمعوا إلى هذا الرجل المليء بالثقافة وبالأدب، إذاً دعونا نستمع إلى سعادة الدكتور عدنان النحوي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :714  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 171 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج