شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ عبده خال))
قد أكون أكثر سعادة من أحمد أبو دهمان، أن يدعى إلى هذا الحفل البهيج وأن يكرّم من أبناء جلدته، أذكر عندها هاتفني من باريس، وأخبرني أنه سيكون ضيفاً على السفارة اللبنانية وبحكم الصداقة التي بدأت برؤية واحدة، وامتدت من تلك الرؤية لكون أحمد أرضاً خصبة تنبت فيها كما تنبت سنابل القمح في القرية الصغيرة لذلك وجدت نفسي مندفعاً فيه وأضع جملة اعتراضي ـ كنت أتمنى أن أرى أحمد كما رأيته في فرانكفورت، هناك كان طائراً محلقاً وهنا أراه محبوساً لا يحلق بجناحيه كما يشتهي، هذا الرجل كان يغني وهو يلقي على منابر ألمانيا. وهنا كان صوته مبحوحاً قليلاً، أعود إلى تلك المهاتفة التي أخبرني بها، وبشيء من الحسرة عرضت عليه أن نستضيفه بنادي جدة الأدبي لكي نحتفي به فقال حزيناً أنتم تنتظرون من يدعونني حتى يتم على هامش هذه الدعوة دعوتي وأنا تدعوني عواصم العالم لكي أكون بينها دعوة خاصة، ولكنكم تستغلون دعوات الآخرين لدعوتي وهنا نحن نكرر هذه المسألة في هذه الليلة مع اعتذارنا الشديد إلى شيخنا وأستاذنا وأديبنا. ولكن هذا حال أدبائنا يكرّمون من الخارج بينما نضنّ عليهم بهذا التكريم.
نحن نجزم أن معظم الحاضرين لم يقرؤوا روعة أحمد أبو دهمان من خلال روايته الحزام وبالتالي كان التعريف من البدء أنه ربما لا يكون معروفاً لديكم وهذه كارثة أو مصيبة أو فضيحة أن يكون بيننا علمٌ في العالم بينما معظمنا لم يقرأ تلك الرائعة الشاعرية التي أصبت بالغيرة وأنا أقرأها ولعنته أكثر من مرة وقلت لنفسي لو أنه تخلى عن هذه اللغة لكان في داخلي نوع من الاطمئنان أنه لن يدخل في السبق ونحن نعيش سبقاً، أن يكون قد تخلى عن هذه القصة أن يكون مقدماً لهذا التاريخ الذي تحدث عنه وبالتالي ليس لدينا تاريخ ولكن الرواية والقصة هي الآن التي تكتب التاريخ، هذا التاريخ الذي تحدَّث عنه أحمد بعيداً عن القضبان وبعيداً عن العيون التي تحاول تغمسنا داخل الطين لكي لا نبذر وإنما لكي نتعفن داخل هذا الطين. للأسف الشديد. نحن الآن كمجتمع نعاني من هذا التعفن الذي تحوَّل بشيء من البلورة، إلى سموم داخل المجتمع بحيث تفسخ الكثير من الأشياء القيمة الجميلة في حياتنا.
القص حين كان يتلو القارئ آيات القرآن الكريم. لوجدنا أننا أمة قاصة وليست شاعرة، هذا القرآن الكريم الذي يكاد يكون معظمه قصاً، ونحن نبتعد عن هذه الجماليات الفنية في القص ونحولها إلى نوع من الحكاية للتسلية، أحمد عندما كتب الحزام كتبها بشكل يجعلنا عند سرد نسبه هذه بداية فصل رواية الحزام أقول كتب الحزام باللغة العربية قدم صفحتين باللغة العربية للقارئ العربي.
أقسم إنني لعنت أحمد أكثر من مرة لهذه المقدمة التي استفزتني لأكتب، كانت صفحتين من أجمل ما قرأت خلال قراءتي التي ادَّعي أنها كثيرة في الرواية العالمية، وراية في العالمية والعربية.
أحمد لا أجد إلا أنني أحبك ولا أجد كلاماً كثيراً إنك غريب في وطنك شهير في الخارج أحبك، هناك وهنا وشكراً..
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه: أيها الجيزاني اللطيف لماذا تلعنني ـ لعنت أحمد فهذا شأنك وشأن أحمد، ولكن أنا رددت من على هذا المنبر منذ 24 سنة على مقعد الدراسة وأنا دائماً أقول الاثنينية منكم وفيكم ومعكم الخ.. أين أنت؟ كله يكون على كتفي، وأنت كل يوم تحبّر ـ لماذا لم تقدم أحمد أبو دهمان ولماذا يقدم غيره أسماء، وأنا منفتح على الكل، المسؤولية مسؤوليتك ومسؤولية أمثالك، ليست مسؤولية عبد المقصود خوجه، أنا لم أرك في الاثنينية، أنا أتكلم عن الفئة المثقفة أشد أزري بها ليس لي أكثر من الكرسي، آزروني شدوا من أزري بحضوركم فليأتني في كل أمسية خمسة أو ستة من المثقفين، أنا من جهة والثقافة من جهة والمكرّمين من جهة ثانية لا أريد شيئاً لي وأنت المسؤول الأول وأنا لم أعرف الضيف ولا يمكن لي أن أحيط بكل شيء علماً وشكراً لكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :563  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 149 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج