((كلمة سعادة الأستاذ علوي طه الصافي))
|
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه الطاهرين الأجمعين. |
سعادة راعي ووجيه الثقافة في بلادنا، صاحب الاثنينية الجميلة الأستاذ الكبير عبد المقصود خوجه الذي استطاع أن يتجاوز اهتمامه في العقار أو الأسهم، ويصبح من هوامير الأسهم فقط، وظف المال من أجل الأدب والثقافة وهذه حسنة من الحسنات التي تحسب له، وأجد نفسي عاجزاً عن تقديم أي شكر مقابل ما قدمه للمشاهد الثقافي في بلادي، كما أرحب بكم شاكراً تجشمكم العناء لهذه الحفلة المتواضعة، بالنسبة إلي على الأقل ولكنها في حد ذاتها حفلة تكريمية وهي حفلة كبيرة، وأشكر الأستاذ عبد المقصود خوجه بين أسماء سبقتني يعدّون من رموز الفكر والأدب ليس في المملكة فحسب بل في الوطن العربي، أذكر الأستاذ محمد حسين زيدان تغمده الله بواسع رحمته إنني أشعر بالرهبة والهيبة لأنني سأتحدث عن نفسي، وأصعب ما يواجه الإنسان في حياته، أن يتحدث عن نفسه، والأصعب أن يتحدث أمام رموز المجتمع والثقافة والإدارة، فلا تفرحوا لي بقدر ما تحزنوا علي أو تترحموا علي. سأحاول بعد الكلام الذي سمعته وكان كلاماً لا يستطيع الإنسان أمامه إلا أن يقول: |
لا يفتى ومالك في المدينة، لقد قالوا كلاماً لا أستطيع أن أقوله حتى شعرت بأنهم يتحدثون عن شخص آخر. وهذا حقيقة وليس تواضعاً، سوف أكون في كلمتي صديقاً لكم وسيكون كلام أصدقاء ومن القلب إلى القلب وفيه من البساطة ومن رائحة الكادي والفل في جيزان وفيه نسمة الجنوب على محبيها. |
بسم الله الرحمن الرحيم، نشأت في مدينة صغيرة تكاد الأحداث تنعدم فيها. وفي مجتمع ساكن رتيب، يعيش أفراده كأنهم أسرة واحدة في تكافل وتعامل بحيث يسود التكاتف بينهم، ويعذر جهل بعضهم لبعض. لهذا إذا أرسلت رسالة لفرد مثلاً فإن الرسالة تصل إليه دون حاجة إلى عنوان فلا وجود لصناديق البريد المعتادة، وهذه المدينة الصغيرة تشعرك بالطمأنينة النفسية والتلاحم الاجتماعي وتفتقر رغم صغرها إلى كل وسائل العصر، فالمواصلات مثلاً تعتمد على الجمل والحمار اللذين يربطانها بالمدن الصغرى والقرى. وأما الإنارة فهي تقوم على الأتاريك التي يمتلكها ميسورو الحال أما بقية فئات المجتمع فيعتمدون على الفانوس وتأتي اللمبة ذات المزيالة نوعاً ثالثاً من أنواع الإنارة. وكل هذه الوسائل الثلاث تعتمد على وقود الكيروسين، باختصار تعيش في هذه المدينة في سكون وسكينة ينعكسان على حياة الأفراد في حميمة وتآلف وتعاون. لهذا تجدني اليوم مشدود الحنين إلى العيش في المدن الصغيرة، لكن هذا الحنين أصبح حلماً بعد انتقالي إلى المدن الكبرى المتباعدة الأحياء والسكن مثل جدة، بيروت الرياض فأعيش في حالة شك لتحقيق هذا الحلم الذي لن يتحقق كما قلت. |
بعد أن امتدت التنمية بكل معطياتها، وبكل سلبياتها لتسحب مدينتي الصغيرة عنوة وعن قهر إلى متغيرات أفقدت منها جلساتها الهادئة وأصابتها بكل كساح المدن الكبيرة المسكونة بالزحام والقلق بحكم قاعدة ((ودوام الحال من المحال))، قلت نشأتُ في هذه المدينة الصغيرة في منزل يظلله كنف أبي تغمده الله بواسع رحمته كان يعمل في التجارة. ويحرص على تربيتي وأخواتي وتوجيهنا بصورة لا يسمح لنا بالبقاء خارج البيت (المنزل) إلى بعد صلاة المغرب. وكأن حرصه علينا للتفرغ للتعليم في مكتبه التجاري من قبل خالي الوحيد رحمه الله الذي كان يمثل لنا الأب الروحي وهو الذي رباه الوالد أيضاً، كان خالي يدرسنا الحساب وجدولي الضرب الصغير والكبير اللذين حفظناهما عن ظهر قلب. وكذلك الإملاء إلى جانب النحو إلى جانب حضور بعض المدرسين في المواد الأخرى. والشيء بالشيء يذكر فقد كان لتدريس خالي أثر علي فقد كنت أكتب باليد اليسرى وحرص بواسطة وضع المسطرة على يدي أن تحولت الكتابة باليد اليمنى إكراهاً. وكان حرص والدي أيضاً أن نتلقى تعليمنا في مدرسة لغات أجنبية (ولأن المدارس الموجودة في جيزان كانت ثلاث مدارس الابتدائية الموجودة (المحدودة) وليس فيها الإمكانات المطلوبة، فاتجه اتجاهاً آخر لم يدعونا لنشاركه التجارة. بل كان يرى أن التجارة لا تدوم بإيمانه وهذا ما حدث له نتيجة كساد تجارته. كان يؤمن أن العلم يحرسك والمال تحرسه، والعلم يبقى والتجارة تزول، وهذا ما حدث له نتيجة كساد تجاري وأن العلم نسب من الأنساب له. وقد ماتت أمي غفر الله لها وأنا في الثانية من عمري بين أخوتي الذين يكبروني بستة أعوام ويصغرني بعضهم بسنة وبعضهم بشهر أو بأشهر لكننا لم نشعر باليتم، فقد عوضنا الوالد بأسلوبه التربوي المصحوب بالحنان. كان خالي يعمل محاسباً في تجارة الأب، ولأنها أصيبت بالكساد أصيب خالي بمرض لا أقول عضال اضطر بسببه إلى السفر للعلاج في لبنان ثم استقرت به الحال وعاد مرة أخرى ليتزوج ويعود إلى بيروت ليأخذنا معه بحسب رغبته لأدرس الابتدائية فيها بإشرافه ورعايته وقد تم ذلك بالتنسيق مع أبي. |
ميولي الأدبية والصحفية: |
كانت بيروت بالنسبة إلي الدهشة الكبرى لما شاهدته من ظواهر الانفتاح ورؤية المرأة سافرة في كل مجالات العمل وكان منظرهن بالنسبة إلي غريباً وبخاصة الميني جيب والميكرو جيب. وكان هذا في البداية ثم أصبح الآن بمرور الزمن عادياً لا يثير دهشتي. وفي بيروت اكتشفت ميولي الأدبية، من خلال إطلاعي على بعض الكتب الموجودة في منزل خالي. كما كنت أطالع المجلات والصحف التي يحضرها معه يومياً. على تعدد مشاربها وتوجهاتها وكنت ألجأ إليه فيما يغمض ويستعصي علي فهمه وينغلق علي استيعابه وكأي ناشئ يبدأ بالتقليد والمحاكاة. فقد أنشأت في كراسة مجلةً أحررها شخصياً من البداية إلى النهاية. مستلهماً ذلك من المجلات التي أطالعها وأطلقت عليها اسم (المستقبل) وجعلت شعارها ((الإيمان بالمستقبل والثقة بالنفس)). ومن أغرب الأشياء أنني قرأت ملخص كتاب (هيردوت) تاريخ العالم، كما قرأت روايات همنجواي وهيجو وديستوفسكي، ويوسف السباعي، وجورجي زيدان، وطه حسين والعقاد وتيمور، إحسان عبد القدوس والأساطير اليونانية، قد يثير ذلك دهشتكم في أن أقرأ مثل هذه الأعمال وأنا في المرحلة الابتدائية. لكن هذه الدهشة تزول إذا عرفتم أنني درست الابتدائية في سن متأخرة، كما أنني كنت أقرأها مختصرة وبأسلوب مبسط من سلسلتي (مطبوعاتي وكتاب مطبوعاتي)، لحلمي مراد كحلمي، هاتان السلستان بأسلوبهما البسيط يساعدان الناشئ على قراءة ما تشتمل عليه من مواد. |
من هذا المنطلق نشأت بيني وبين الكتاب والصحافة صداقة متينة استمرت إلى اليوم ولم أنسَ التشجيع والدعم اللذين ألقاهما من خالي إلى جانب مناقشته لي، لأنه كان يتمتع بروح أدبية وذهنية صحافية لكنه لم يمارسها عملياً مكتفياً بالقراءة والتذوّق، وهاتان الصفتان من صفات أي أديب أو صحافي، وهذا اعتراف صادق لخالي رحمه الله. وفضل في بداية مسيرتي الأدبية والصحافية. وهو فضل لن أنساه ما حييت. |
ثم عدت إلى مدينتي الصغيرة جيزان بعد أن نلت الشهادة الابتدائية، وتعرفت بالصديق الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير جريدة عكاظ حالياً، بحكم ميولنا للأدب والصحافة. فدرسنا المتوسطة مساءً والعمل نهاراً، وممارسة الكتابة في صحيفتي قريش السباعي و ((رائد)) أبي مدين وجزيرة أبي خميس.. أي إننا كنا نجمع بين ثلاثة أعمال بنجاح وتحدٍ للمثل الذي يقول صاحب الصنعتين كذاب والثالثة حرامي. |
أنشأنا صفحة الجنوب الأسبوعية في جريدة الندوة لصاحبيها صالح وأحمد جمال رحمهما الله. ثم سافرنا إلى جدة لدراسة الثانوية العامة لعدم وجود مدرسة ثانوية في جيزان. |
في جدة تعرفنا برموز الأدب والصحافة وعملت سكرتيراً لتحرير البلاد ومشرفاً على صفحة الثقافة والأدب على عهد الأستاذ عبد المجيد الشبكشي، الضابط العسكري الذي كان يقرأ كل حرف ينشر في الجريدة. وكذلك نستعمل في مواصلاتنا أتوبيس (نيسان) بأربعة قروش على الفرد الواحد. درست الثانوية في مدرسة الشاطئ الثانوية بجدة، التي تبعد عن سكني مسافة 2 كيلومتر كنت أقطعها سيراً على الأقدام ذهاباً وإياباً. ثم عملت أخصائياً اجتماعياً في الضمان الاجتماعي وكانت مرحلة خصبة بإمكان الإنسان أن يقدم من خلالها مذكراته لأنها كانت تلامس التعساء والفقراء والضعفاء والمساكين. ثم عملت في المديرية العامة للصحافة والنشر والمطبوعات. ثم انتقلت عام 1387م قبل أربعة عقود إلى الرياض أي قبل ما يقارب أربعة عقود. ما زلت أعيش فيها، في الرياض مررت بكثير من المفارقات والتحديات يطول الحديث عنها، والسكن أكبر مشكلة. وكان صاحب العقار لا يؤجر سكنه للعزّاب. وكان من المفارقات البسيطة وتجربة الفيصل طويلة تكاد تشكل نصف مسيرتي الأدبية والصحافية لهذا السبب وما تخلله من جهود وتحديات ومعاناة، فإنني سأترك الحديث عن جوانب حواري معكم أو بعضه. وسأتحدث عنه وأبدأ بالفكرة أول ما بدأت كان صاحبها الأمير خالد الفيصل كان حريصاً أن يترك إلى جانب أعماله في التنمية مجلة لعسير. وحيث إن وزارة الإعلام رفضوا طلبه وأخيراً وافقوا على أن يعطوه مجلة اسمها عسير. هو شخصياً المسؤول عنها لأنهم لا يعطون صحفاً يومية إلا من خلال مؤسسات صحفية وكان أن رشحني لرئاستها، وكنت أيامها سكرتير تحرير الشؤون الإعلامية والصحفية في مكتب الدكتور محمد عبده يماني. واعترض الدكتور محمد عبده يماني في البداية، ولكن ((عنزة لا تناطح جبل)). فوافق أخيراً، وكانت ورطة لأنه تعب فيها وعانى ولكن الرجل كان يطمح بإنشاء مجلة عربية واسم عسير اسم إقليمي وغير معروف أيامها، يمكن الآن معروف لحد ما. ونشر استفتاءً في الصحف وكانت النتيجة أن أغلب الأصوات رشحت أن يكون اسمها الفيصل. لم يكن سعيداً بهذا، بالعكس اسم الفيصل أنا أتحمل مسؤولية أكبر مما لو كانت باسم غير اسم أبي. الاسم الذي رشح لم يكن باسم الملك فيصل لأن كلمة الفيصل هو الفصل بين القول. مع أن له معانٍ أخرى. |
بدأنا مع بداية الطفرة، وبهذا لم أجد موارد بشرية تعمل. وكنت أنا كل شيء في المجلة ـ التحدي الثاني وهو وجود مطبعة تليق بمجلة عربية وكان يريد مجلة تشابه أو تناهض بمستوى مجلة الأسبوع العربي أيامها أو مجلة الحوادث. |
سألني هل يمكن أن نناقش قضايا سياسية مثل الأسبوع العربي أو الحوادث فكر أننا لا يمكننا، أن نكون مثل الأسبوع العربي أو الحوادث، قلت لا. |
وعندما حصلت الطفرة عانينا منها كثيراً قال إذاً لا نقدر ننافسهم وكان أن حوَّلها إلى مجلة ثقافية. وكانت أحسن إلى حد ما، وخصوصاً أن المجلة العربية في أيامها في حالة ركود لظروف خاصة. |
فكنا اضطررنا للسفر إلى الخارج فذهبنا إلى لندن وألمانيا وإيطاليا، فوجدنا في لندن ليس على طريقتنا هنا سوبر ماركت تجد فيه كل شيء. |
هناك فرز الألوان مختص فيه واحد لا يحق له أن يضع الصف أو الطباعة دون أن يكون مكتب فرز الألوان والصف والطباعة في آن واحدٍ. بقينا في مدينة بركامو في إيطاليا لمدة عام. وصرنا مشتتين بين لندن وبركامو. |
بعد ذلك أحضر مطابع خاصة به، وأحكي لكم طرفة.. في السنة الأولى كان المخرج يأتي من لندن ويخرج المجلة ويأخذ حاجة اسمها (Art Work) ((عمل فني)) ـ يذهب رأساً إلى المطبعة بعد خمسة أيام أو أسبوع. مرة من المرات أذكر تماماً العدد الثامن وضعه في العفش وكانت النتيجة أنه فقد والمخرج أصيب بحادث مروري وكانت النتيجة أن دخل المستشفى، بعد أسبوع اتصلت المضيفة قالت في غرامة عليكم لأن العدد إلى الآن لم يصلنا، اتصلت فإذا زوجة المخرج تقول لي كل ما حصل فقلت لماذا لم تخبرونا؟ |
الأمير قال توكل على الله وسافر إلى لندن فذهبت لإخراج العددين الثامن والتاسع وكان المصحح من إذاعة الـ ((بي بي سي)) اللندنية المعروفة. فتأخر أحد الأيام وأخبروني بذلك، وهناك في بريطانيا وأوروبا كدا أنت موعدك من الساعة كذا للساعة كذا إذا تأخرت يحسبون عليك غرامة. فقال المصحح ما جاء قلت لهم لا أنا أجيكم. هنا النكتة.. |
عندما قلت لهم أنا أجيكم كانوا يتصورون جايهم واحد أمير لابس مشلح وراه خوى طويل عريض.. فالعاملات كلهم تزينوا ولبسوا ملابس جيدة ليستقبلوا أميراً. فلما جئت صاحب المكتب سلمت عليه فوجئ وقال ما كنت أتصورك هكذا؟ تصورتك كدا. فالنساء والفتيات اللاتي يعملن دهشن فدخلت على العاملات فقال لهن الأستاذ علوي الصافي رئيس تحرير مجلة الفيصل ما أدري أصيبوا بخيبة، ما أدري بم أصيبوا.. كما قال الشيخ عبد المقصود خيبة أمل.. |
أنا أحسست بدهشتهم ولم أحس بالصغار في نفسي، وكانت الثقة والتحدي في أعماقي. والأدهى من ذلك قلت لهم أين ((سلخ الصف))، قالوا لماذا؟ |
قلت له حتى أصححها، قال كمان!! تأتينا هكذا وتريد أيضاً تصحح قلت لهم لم لا؟ احضروا لي شاياً وقهوة، وجابوا لي طاولة وشاي. جلست أصحح ما خرجت من عندهم إلا الساعة 12 بالليل. وبتوقيت لندن خلصت كل العدد هذه من الطرائف التي مرت عليّ في المجلة. |
أرجع مرة ثانية للوراء ما دام المجال مجال الذكريات فيحصل تقديم وتأخير، أول عدد طبعنا منه 50 ألف نسخة، دون أن يسبقه عدد صفر كما هو العرف الصّحفي، نحنا عملنا ماكيت فقط وطبعنا على أساسه. |
أول ما عانينا ـ عانينا في التوزيع، أنا حرصت أن أوقع عقوداً مع كل شركات التوزيع في الوطن العربي. |
عانينا مع أربعة بلدان.. سأقولها.. أولاً ليبيا. قالوا ما نوزع لكم إلا إذا وزعتم الكتاب الأخضر. قلنا لهم نحن لسنا موزعين رفضوا. يوجد هنا موزعون مختصون. قالوا أبداً، جمهورية الجنوب الشعبية، عدن وحضرموت. رفضوا. |
العراق طبعاً حكم البعث والفيصل لا يلتقيان. طبعاً في رأيهم.. أنا عانيت وسأعلمكم بها. |
الجزائر: استطعت أن أصل الجزائر ذهبت بنفسي وحاولت معهم بطريقتي الخاصة وأقنعتهم لما ذهبت إلى العراق، اكتشفت شيئاً غريباً، أدخل هذا المكتب يقولون هذا الموضوع لدى المكتب الآخر وهكذا.. |
فسألت المختص: فقال لي لماذا أسميتوها ((الفيصل)) قلت له: من أنت أذكر حتى الآن قال: ((أمير)). قلت له لماذا أهلك سموك أمير؟ فقلت له نحن سمَّيناها الفيصل لأننا أحرار، في شيء يضركم ؟ قال لا المعاملة بالمثل أن توزعوا لنا مجلة ((الأقلام)): ومجلة ثانية لا أذكر اسمها قلت المعاملة بالمثل لا بد أن تكون فيها شهادة وبعدين لا تنسى أنا دارس حقوق متخصص حقوق. الندادة أن تكون حكومة مع حكومة أو شخص مع شخص كيف أنا مواطن عادي وأنت حكومة كيف تقول لي المعاملة بالمثل أنا لا أستطيع أن أوزّع لك. من حسن الحظ. ثاني يوم وزير الإعلام العراقي جاء في طائرة خاصة أرسلتها له المملكة خصيصاً كانت فرصة أن ((أتريق)) قلت له: أنا مسافر الرياض قال لي الله يسهِّل عليك.. أبغى طائرة. أعطني طائرة، قال لي من أنت حتى نعطيك طائرة، هذا الكلام أمس أقوله لك تقول أنا مواطن، قلت له اليوم وزير الإعلام العراقي ذهب في طائرة سعودية، المعاملة بالمثل، أعطوني طائرة خاصة أسافر بها إلى الرياض. قال لي ترى تبدو ((أنك غير صاحي)). جئته الساعة 8 وداومت في وزارة وجاءني إنذار إذا لم تسافر سوف تحاسب الإعلام. |
وسافرت والفضل يعود في توزيعها للدكتور يماني هو الذي أقنعهم. وأعترف بهذا ماذا عملنا في الفيصل؟. علمتني الفيصل كيف أقرأ الإخراج. هل هو إخراج رفيع أو.. فتعلمت ماهية الإخراج وعندما أعددنا الماكيت أحضرنا ثلاث مجلات هي الأفضل ((مجلة العربي)) و ((مجلة هيو الألمانية)) و ((مجلة ناشيونال جغرفيك الأمريكية)) و ((مجلة ((كلير)) الفرنسية وحاولنا أن نكون ماكيت مستقل. ثم بقينا في موضوع الافتتاحية. دأب العرب على موضوع الافتتاحية د. أحمد زكي الله يرحمه، كان يكتب افتتاحية، ومنير العجلاني في المجلة العربية كان يكتب افتتاحية إذن أي مجلة عربية تنشأ لا بد أن يكون لرئيس التحرير افتتاحية يقول هذا الكلام. السنة الأولى عملت ذلك. كان في طريقة قرأت عنها يسمّونها الهارموني. إن العدد كيف تقدمه للقارئ وتطلع على مواده كلها وتعمل منها صفحة واحدة فقط، أي باطن العدد صفحة واحد فقط أي حكاية الافتتاحية تركناها. |
بعد الفيصل عملت نائباً لرئيس تحرير جريدة المدينة واتركوني أقول للأستاذ أسامة الصديق الحبيب الأستاذ أسامة أحمد السباعي وتركتها لسبب جوهري. للصراع الدائر بين الإدارة والتحرير وأنا لا أشعر بالارتياح إطلاقاً في عمل يسوده صراع في جو يحكمه الصراع فاضطررت إلى الاستقالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: ذكرت أنني من الهوامير تهمة أنفيها وشرف لا أدّعيه ذلك لأنني جبان كبير في عالم رأس المال، رأس المال متعوب عليه ولا يقبل المغامرة ولا المقامرة، ولم أكن هاموراً ولا زعنفة. |
ثانياً هناك تصحيح صغير ((الرائد)) كانت في بناية البنك الأهلي التجاري في طريق مكة المكرمة وهذا عايشته بنفسي.. وشكراً لكم.. |
الدكتور جميل مغربي: شكراً للأستاذ علوي طه الصافي لكلمته الضافية وبكل مفارقاتها بجدها وهزلها وكانت رحلته ممتعة لنا بنوادرها وإن كان له فيها معاناة ولكنها كللت بالنجاح والتوفيق.. وأتيح الفرصة الآن لسعادة الدكتور عبد الله مناع. |
|