شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللَّهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلّي وأسلِّم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آل بيته الكرام الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات الفضليات
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرحب باسمكم جميعاً أجمل ترحيب بضيفنا الكريم الأديب، والقاص، والصحفي، الأستاذ علوي طه الصافي، الذي قدم من الرياض خصيصاً، ليمتعنا بلقائه وإلقاء حزم ضوء على جانب من مسيرته في عالم الإبداع القصصي والصحفي الذي ركض في مضماره زهاء أربعين عاماً أو تزيد.. فنشكر له كريم عنايته، ونقدر له إعطاءنا فرصة اللقاء به.
إن ضيفنا الكريم رغم تخصصه في دراسة الحقوق وحصوله على ليسانس من جامعة بيروت، إلا أن الصحافة والعمل الإبداعي في مجال القصة استحوذا على جل اهتمامه، فكان أحد فرسان الحلبة ـ وما زال ـ منذ بدء عمله في وزارة الإعلام، وكان بوحه عظيماً لبلاط صاحبة الجلالة الصحافة أبان عمله أول رئيس تحرير لمجلة ((الفيصل)) وأول مدير عام لدار الفيصل الثقافية، وهو عمل مضنٍ استمر ستة عشر عاماً أسهم خلالها بتحقيق الكثير من الإنجازات التي انطلقت من نقطة الصفر لتنمو مع الوقت وتشكّل واحة من واحات الثقافة والأدب والفكر التي آثرت حياتنا الثقافية، وانطلقت عبر الحدود لتؤسس لنا نبراساً يضيء وكوّة نطل من خلالها على الآخر.
إن أسلوب ضيفنا الكريم ينمُّ عن ثقافة واسعة واطلاع كبير ودأب في التحصيل أحسبه تجذَّر فيه عبر دراسته الحقوقية التي جعلته يطلب الاستقصاء في كل مادة يتصدى لها.. فتجده دائماً يتحدى الصعاب، ويسعى باستمرار لترتيب أفكاره ويستكمل أدواته ويقتنص الشوارد والسوانح ليرتقي بعمله إلى آفاق الإبداع من حيث الفكرة والنص.. يستوي في ذلك المقال الصحفي والقصة، فهو يتقمص شخوصه إلى درجة الذوبان في الكلمات، والغوص في لجج التفاعلات التي تربط وشائج العمل وتمنحه حنجرته الخاصة، فلا تراه إلا ذلك الفنان الذي يرسم بالقلم لوحات متفردة، محلقة في الخيال، لكنه ليس خيالاً بوهيمياً منزوعاً من أرض الواقع، بل خيال يتمسك بجذور الأرض التي ما أنبتت إلا الكثيرين من طلائع الأدب في إطار هذا الكيان الحبيب.. فهو ابن الأرض التي يلتمس الصدق في كل تضاريسها ووديانها وسهولها وبيئتها.. تلك الأرض الولود التي أنجبت الكثير من الأدباء الأساتذة الأفذاذ منهم على سبيل المثال: محمد علي السنوسي، ومحمد أحمد العقيلي ((رحمهما الله)).. هكذا كان إسقاط البيئة على مبدعنا، وضيفنا الكريم، جميلاً وبهياً، خصوصاً عندما تم صقل تلك الجواهر الثمينة بنقلة أكاديمية تماهت فيها الأصالة، والأسطورة، والحدوتة، وحكايات الطفولة، مع دفقات النور التي تلهمها الجامعات في مختلف حقول البحث والدراسة، فكان توجُّه ضيفنا الكريم ((الحقوقي)) في جامعة بيروت، جسراً للتواصل بين بيئتين مختلفتين، نجم عنه انصهار الجمال في بوتقة العطاء، فأسهم في إثراء الساحة الثقافية بما أمتعنا، وشكّل لبنة في تطوير فن القصة بدرجة مميزة.
وفي ساحة الصحافة، كانت مقالات ضيفنا الكريم ومناوشاته المعروفة دائماً مجال متابعة واهتمام كثير من ألوان الطيف الثقافي، وقد مكّنته علاقاته الاجتماعية الواسعة من الوصول إلى قامات سامقات في مجالات الإدارة والاقتصاد والثقافة والفكر.. فاكتنز عبر سنوات من الجهد والاجتهاد العديد من اللقاءات الصحفية العميقة التي نشرت تباعاً في الملحق الأسبوعي لجريدة الجزيرة، إلى أن تمكّن مؤخراً من إصدارها في كتاب من جزأين، تمت طباعة الجزء الأول بعنوان ((هؤلاء مروا على جسر حياتي)) وسوف يطل علينا الجزء الثاني في المستقبل القريب إن شاء الله.
إنني على يقين أن ضيفنا الكريم يستحق أكثر من وقفة مع نشاطاته ومؤلفاته التي أسهمت في تطوير فن القصة بالمملكة، وكان لها نصيب في إثراء المكتبة الوطنية ودور في تعريف الآخر بنا.. والجدير بالذكر أن جهوده في مجال أدب الطفل الذي أبحر فيه برصيد يبلغ الخمسين قصة، قد أهَّله للترشيح من جامعات عربية عريقة كجامعة الجزائر، وجامعة القاضي عياض في مدينة مراكش المغربية، وجامعة الخليج في البحرين لنيل جائزة الملك فيصل العالمية.. وبالرغم من ذلك أحسب أنه لم يجد بعد من يقوم بدراسة منتجه الأدبي بصورة أكاديمية جادة تضعه في الإطار الذي يستحقه كرائد من روّاد القصة والمقالة في هذا البلد المعطاء.. مع العناية المتوخاة من أقلام النقّاد التي تتيح لها وهجاً وذيوعاً على المستوى العريض من قاعدة المتلقين أكثر من ذلك الذي لقيته من خاصة المهتمين.. مهيباً بالمعنيين من دارسي الأدب أن يعملوا جهدهم لاكتشاف هذه القمة، فهذه دعوة صادقة لإعادة اكتشاف الأستاذ علوي طه الصافي، فهو منهل صافٍ عذب نمير.. تحوي صدفاته من الدرر ما يزين جيد الإبداع في بلادنا ويقول للعالم من حولنا: إن لدينا ما نسعد بتقديمه في دنيا الكلمة، وقد منَّ الله علينا بأن جعلنا موئل ((اقرأ)) فلنكن بارين بهذه المنة العظيمة، ونمنحها حقها من العناية والرعاية والشكر.
أزجي التحية مجدداً لضيفنا الكريم على تلبيته دعوتكم، فهو أهل لكل تكريم وإعزاز.. آملاً أن نلتقي الأسبوع القادم لتكريم سعادة الأستاذ أحمد أبو دهمان، صاحب أول تجربة سعودية في الكتابة باللغة الفرنسية، وقد نشرت له دار جاليمار الفرنسية عام 2000م رواية ((الحزام))، وترجمها بنفسه إلى العربية ونشرتها ((دار الساقي))، سعداء أن يلقي الضوء على تجربته المميزة، وخوض غمار العمل الإبداعي في فرنسا التي تعد القلب النابض في مجال النشر.
يطيب لي أن أنقل لاقط الصوت لأخي الأستاذ الدكتور جميل محمود مغربي، أستاذ اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز، ليتفضل مشكوراً برعاية هذه الأمسية. طابت أمسيتكم والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1052  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 134 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج