شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور جميل مغربي))
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأصحابه وأزواجه وذريته ومن والاه، هي فرصة لإنعاش الذاكرة، حين دخل عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس رأى نخلةً على البعد، فلاذ بالتشخيص وخاطبها قائلاً:
تبدّت لنا وسط الرصافة نخلة
تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهي في التغرب والنوى
وطول التنائي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة
فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
وحين نقف أمام المكتبة الأندلسية نذهل لهذا الكم الزاخر من الأعمال ومن الشعر، الذخيرة لابن بسام ونفح الطيب للمقري وابن زيدون وابن هاني الخ.
وهنا أود أن أشير إلى الصلة بين المغرب والأندلس وحين كان يعود شخص من الأندلس كان لا بد من أن يعود إلى المغرب كما حدث للمعتمد ابن عباد حين عاد أسيراً إلى المغرب في أغمات فقال عن مقطوعة مشهورة.
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةً..
يغزلن للناس لا يملكن قطميرا
يطأن في الطين والأقدام حافيةً..
كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً..
فردّك الدهر منهياً ومأمورا
من بات بعدك في ملكٍ يسرّ به..
فإنما بات في الأحلام مغرورا
أقول هذا لكي أعود ثانية إلى الصلة الوثيقة بين الأندلس وبلاد المغرب، فمن عادوا من الأندلس حملوا معهم مفاتيح منازلهم إلى المغرب والمستشرق ليف بروفينسال حين كان يبحث عن الذخيرة وجد نسخة كما قيل تحت بلاط منزل من المنازل في المغرب، قيد لي تعقيباً على ما ذكره ضيفنا الجليل معالي الأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي أن أزور المغرب بين وفد طلابي في الدراسات العليا كان يضم من بينهم أيضاً معالي الشيخ صالح بن حمد والأخ الدكتور محمد يعقوب تركستاني والأخ الدكتور عبد الله المعطاني وأتيحت لنا جولة في بلاد المغرب وزرنا الخزانة الملكية في الرباط وكنا سعداء بتلك الزيارة لما وقفنا عليه من مخطوطات، كانت آخر زياراتي لبلد المغرب حين شرفت بدعوة جمعية فاس سايس وشاركت في مؤتمر الشعر الأول، وشاركت في أمسية شعرية في مشروع الصوت والضوء مع أخي الشاعر مصطفى عكرمة وغيره من الشعراء، وأختصر لكي أصل إلى لب الموضوع وبيت القصيد في هذه القضية، الشرف الأكبر أني تشرفت بالصلاة في مسجد القرويين بفاس مرتين أو في مناسبتين زمنيتين مختلفتين، وأقول إننا الآن في عوز مع وجود هذه الشخصيات العلمية ومع وجود الإمكانات المتاحة أن نعيد هذا التواصل، وأن نبني جسراً بين المغرب والمملكة الآن بيننا الأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي والشيخ عبد المقصود خوجه والأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني رئيس النادي الأدبي فلماذا لا نفعل هذا التواصل، في صورة عملية وأنا على ثقة بأن الجهات المسؤولة ستستجيب لمثل هذه العمليات، ويبدو لي أن هناك فرصاً متاحة للجميع وأشكر الضيف الكريم وأشكر سعادة الشيخ عبد المقصود لدعوته على التواصل بين شقي العالم العربي والسلام عليكم ورحمة الله.
الأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي: فيما يتصل بالموضوع الذي أثاره الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني والدكتور جميل مغربي، أنا لا أخفيكم وأنا في الطائرة أقول إن أخانا عبد المقصود لماذا لا يعرج بهذه المؤسسة على طريق أوروبي وأمريكي ففي بعض الأحيان مؤسسات في هذا المستوى الرفيع أحياناً ترحل إلى البلاد الأخرى ونحن نرحب بكامل قلوبنا لتكريم شخصية في بلاد الأندلس أو في بلاد المغرب، وأنا قادم أقول الشيخ عبد المقصود لماذا لا يفكر مرة من المرات في الرحيل بكل هذه العوالم إلى جهة من الجهات الأخرى حتى يحسس الناس بأن هناك رغبة قوية في المقاربة بين الشعوب والناس، لساننا واحد وعواطفنا واحدة وعقيدتنا واحدة، لِمَ لا نرى بعضنا بعضاً في الجهات الأخرى، وهذا أمر قد يكون مكلفاً ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :560  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.