شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
معالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني: الأسئلة كثيرة..
ولكن السؤال الملح هو أنكم قلتم إن نوح عليه السلام أول رسل الله إلى الأرض وأين آدم أليس سيدنا آدم هو أول الرسل ؟
الدكتور الشنقيطي: آدم عليه السلام نبي من أنبياء الله وأهبط من الجنة وهو نبي ولم يكن على الأرض بشر فهمَّ ومن معه عشرة قرون كلها على الإيمان، كما أخبر بذلك ابن عباس رضي الله، وكما جاء في نصوص القرآن وعندما طرأ الشرك على الأرض فمن رحمة الله سبحانه وتعالى وإحسانه للبشر أرسل إليهم رسلاً تترى إلخ، فنوح بهذا الاعتبار هو أول رسل الله إلى الأرض، وهذا النص ليس من عندي فهو من عند الرسول صلى الله عليه وسلم، آدم اصطفاه الله واجتباه عندما تاب عليه وأهبطه إلى الأرض وعاش هو وأبناؤه الذين قصصت نماذج مما يدور بينهم والأمم التي تبعته إلى عشرة قرون، كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ (البقرة: 213) .. فمن كذب أخذه الله بذنبه، ومنهم من أخذتهم الصيحة إلخ...
معالي الدكتور محمد عبده يماني: سؤال عن تخصصكم في القراءات، لأرجو أن توضحوا لنا عن القراءات العشر أو السبع ثم ماهي القراءة الشاطبية؟
الدكتور الشنقيطي: قلت القراءات السبع من طريق الشاطبية، القراءات الثلاث من طريق الدرة والأخ ذكر أن رواية حفص ليست من طريق الدرة لكن السندين اللذين عندي أحدهما أن السبع من شيخ والثلاث من شيخ آخر وحفص من شيخ أعلى سند هو شيخ شيخي الذي أخذت عنه القراءات العشر، الشيخ أحمد الزيات هو الذي أخذت عنه رواية حفص في القاهرة، أما الشيخ أحمد مصطفى فهو الذي أخذت عنه القراءات السبع عن طريق الشاطبية وهي قراءة أبو عمر وقراءة الإمام نافع وقراءة ابن كثير وقراءة حمزة والكسائي وأبي عمرو والشامي.. هذه هي السبع المتوافرة نظمها الشاطبي في منظومة محفوظة هي التي تسمى الشاطبية، وأما القراءات الثلاث المتممة للعشرة وهي قراءة أبي جعفر وقراءة يعقوب وقراءة خلف فهي في منظومة اسمها ((الدرة)) وهذه القراءات بهذه الكيفية اسمها القراءات العشر الصغرى، أما الكبرى فتؤخذ من منظومة أخرى اسمها ((الطيبة)) وهي لابن الجذري رحمه الله..
الأستاذة ندى السيوفي معلِّمة في تحفيظ القرآن الكريم:
كيف يمكن للمرأة أن تساهم في دعم الإعلام الإسلامي داخل وطنها وفي مجتمعها الإسلامي؟
الدكتور الشنقيطي: من الأمور التي كان يجب أن أوضحها أن كلمة الإعلام عندما تطلق ليست محصورة في الإعلام الجماهيري، هذه ليست حقيقة،الحقيقة أن كل نقل للمعلومات والأفكار والمعاني سواء تم بطريقة الاتصال الشخصي أو الاتصال الجمعي أو الاتصال الفردي أو الاتصال الثقافي أو الجماهيري وهو الصورة الموجودة الآن، والمتعارف عليه الآن عند الناس عن الإعلام كل ذلك، الإعلام كل نقل للمعاني بين شخص وآخر وبين فرد ومؤسسة وبين مؤسسة وعالم هذه الصورة تسمّى الإعلام، فالمرأة المسلمة تستطيع أن تلعب دوراً إعلامياً بارزاً كبيراً عندما تبين لهم معالم الحق وتبين لهم السلوك المستقيم، فهي بهذا تقدم نموذجاً إعلامياً صالحاً، لأنه هو النموذج البشري السوي الذي يحتاجه الناس إلى أن يتابعوا خطواته في الحياة.
الأستاذة سعاد الصابوني تقول:
اشتهرت بلاد شنقيط بكثرة تخريج العلماء الذين يمتازون بالحافظة القوية والعلم الغزير هل لكم أن تذكروا لنا بعض ماتعرفونه عن هذه الميزة في بلادكم وهل هذا ما زال مستمراً؟
الدكتور الشنقيطي: أختي الكريمة أنا بينكم وبين أظهركم، ومعرفتي بالبلاد سطحية لأنني أزروها كل سنة، ومعرفتي ليست بالصورة التي تفكرين فيها أنا منكم وفيكم ومعلوماتي لا تزيد على ما لديكم كثيراً ولكن أبيِّن أمراً ربما يكون خافياً على بعض الناس، فالشناقطة بشر كسائر الناس منهم الذكي ومنهم الخامل ومنهم الحافظ وغيره، ولكن الظروف التي يعيشون فيها ربما تكون سبباً في قوة الحافظة لأنهم يعتمدون على الذاكرة فليست هنالك كتب يرجعون إليها، وليس لديهم وسائط تمكنهم من استعادة المعلومة، فهم يعتمدون على تثبيت المعلومة عن طريق الحفظ ولهذا يظهرون أمام الآخرين بأن ليس لهم مثيل في الحفظ هذا كلام ليس صحيحاً..
معالي الدكتور محمد عبده يماني: سمعنا البعض يقرأ: تجري تحتها الأنهار،وآخر يقرأ تجري من تحتها الأنهار في سورة التوبة، هل هي من ضمن القراءات؟
الدكتور الشنقيطي: نعم ((تجري تحتها الأنهار)) عليها تسع من القراء العشرة، لكن (من تحتها) قراءة ابن كثير.. من القراء العشرة
معالي الدكتور محمد عبده يماني: تحدثتم فضيلتكم عن الإعلام الإسلامي، ما هي الأسس الأساسية للإعلام الأسلامي التي يمكن تطبيقها خصوصاً لإيقاف هذا الزحف؟
الدكتور الشنقيطي: ذكرت أن الأساس الركين هو الأساس الإيماني فإن صح هذا الأساس يصح تصور الإنسان ويصح سلوكه، إذا كنت تعلم أنك تعيش فترة قصيرة في هذه الدنيا وتعرف بعد ذلك أنك منتقل إلى دار أخرى أول منازلها القبر وتعلم أنك إما أن تكون إلى النار وإما أن تكون إلى الجنة، كما أخبر الله تعالى فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (الشورى: 7) فإن سلوكك ومن ضمنه السلوك الإعلامي لا بد أن يكون منضبطاً، ومن مشكلات الإعلام في بلاد المسلمين اليوم أنهم يعتقدون أن الإعلام ليس مما يبتغى به وجه الله، هذه والله بلية، الإعلام الصحيح يمكن من الرأي السديد والفهم الصحيح والسلوك المستقيم، وهذه قاعدة يمكن تسميها قاعدة رياضية ((إذا صح المعتقد صح التصور وإذا صح التصور صح السلوك)) والإعلام أحد جوانب السلوك في الحياة البشرية، وأنا أسوق دليلاً من كتاب الله قول الله سبحانه وتعالى للكافر مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ . وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ . وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ . حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (المدثر: 24 ـ 47) واسمع وصفه للمؤمنين إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (الذاريات: 15 ـ 19) ((صنفان مختلفان، ما سبب الاختلاف؟ المعتقد، واسمعوا مثلاً ثالثاً)) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (محمد: 2) أليس هذا كلاماً تاماً واضحاً صحيحاً، هذه هي الحقيقة، هي: الأساس الإيماني الأساس الخلقي الأساس وغيرها.. مشكلتنا الأساسية أن الذي عندنا نور ليس له نظير في الحسن ولكن لم نستطع تقديمه حتى الآن بصورة تكفل الإقبال عليه والاستفادة منه..هم لديهم جوانب التزيين والتجميل ولكن ليس لديهم المحتوى الذي ساعد على الفهم والإدراك الصحيح..
معالي الدكتور محمد عبده يماني: نود أن نسأل أين وصل مشروع مصحف القراءات المرتل الذي ترعونه وما هي المشاكل التي تواجهونها فيه؟
الدكتور الشنقيطي: أصحح السؤال وأقول إن المشروع الذي أرعاه هو الجمع الصوتي لقراءات القرآن العشر ويتمثل في أن نسجل لكل راوٍ إن كان له وجه واحد في الرواية ختمة كاملة ولكل راوٍ إن كانت له عدة أوجه، منهم على سبيل المثال ورش أربعة مصاحف، ثم نضيف على هذا مصحفاً مرتلاً محفوظاً بالقراءات السبع مجموعة والقراءات الثلاث مجموعة وهذا المشروع جهد شخصي حتى الآن صدر منه شريط واحد بالقراءات السبع و شريط واحد بالقراءات، وجملة أشرطة في ابن كثير براوييه وجملة أشرطة لعاصم براوييه، وجملة أشرطة لدينا الآن للدوري والكسائي، ولدينا أيضاً أشرطة لحمزة، هذا تقريباً ما لدينا حالياً.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: فضيلتكم ما هي القراءة المشهورة الآن في الحرمين الشريفين وعلى قراءة معظم أئمة المساجد ما هي هذه القراءة ولماذا هي التي اشتهرت؟
الدكتور الشنقيطي: هي ليست قراءة ولكنها رواية حفص عن عاصم ولكن الذي يجري الآن رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية لا بد فيها من مد منفصل ولكن الذي نسمعه من أئمة الحرم ومن كثير من المساجد أنهم يقرؤون بقصر المنفصل وهذا ليس من طريق الشاطبية وإنما من طريق الطيبة وليس لي علم به، ولماذا فالله أعلم، ولكن ربما كان لسهولة رواية حفص عن بقية الروايات.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: هل نطمع من فضيلتكم أن تختار لنا آية وتقرأها لنا بأكثر من طريقة حتى يتبيَّن لنا ذلك؟
الدكتور الشنقيطي: أختار سورة الفاتحة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (بالمد) هذه قراءة هكذا يقرأ كل القراء إلا من سأبيِّن قراءته، يقرأ قالون عن نافع بصيغة الميم الجمع (طراط الذين أنعمت عليهمو غير المغضوب عليهمو،) ويقرأ معه البزي بهذه الكيفية عن ابن كثير لكن يقرأ قنبر عن ابن كثير (اهدنا السراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ولا الضالين) (بالمد) يقرأ حمزه اللفظ الأول من هذه الكلمة، دعني أقرها لخلف ((أهدنا الزراط المستقيم الزراط الذين أنعمت عليهوم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) (بالمد) يقرأ خلاف (اهدنا الزراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهوم غير المغضوب عليهوم، ولا الضالين)..
سؤال من الدكتور أميرة قشقري: لكل من معالي الدكتور محمد عبده يماني، والدكتور الشنقيطي:
إذا كنتم قد تركتم مضمار الإعلام لإحساسكم بعدم الجدوى في هذا المضمار، متى يكون للإعلام جدوى إن لم يكن بوجود أمثالكم وجزاكم الله خيراً؟
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أولاً يجيب عن هذا السؤال ضيفنا فأما أنا فقد أُخرجت أما هو فقد خرج بنفسه فهو يجيب.
الدكتور الشنقيطي: سبق أن أجبت عن هذا السؤال .. سأكشف سراً لأول مرة وأرجو ألا يكون سراً من الأسرار لا يجوز البوح بها، طلب إلي قبل حصولي على الدكتوراه بأسبوعين تقريباً الأستاذ عبد الله هليل مدير عام وكالة الأنباء ويعرفه معالي الدكتور محمد عبده يماني حق المعرفة طلب مني وكنت في ذلك الوقت في المرتبة العاشرة عرض علي المرتبة الرابعة عشرة على أن أقول ((نعم)) ومابينك وبين الحصول عليها إلا أن تقول ((نعم)) فقلت له أسألك تريدني أن أكون مساعداً للمدير العام قلت له إذا جئت لهذا المنصب هل سأعمل بمقتضى أنه الحق أم سأعمل بغير ذلك، قال لي أنت تعلم حقيقة العمل وطبيعته، فقلت له أقول ((لا)).
معالي الدكتور محمد عبده يماني: الأخت الكريمة إن مثل هذه المعلومات تحتاج إلى وقت طويل لأنني أنا دخلت الإعلام من الأبواب الخطأ فأنا لا أفهم في الإعلام وزُجّ بي في الإعلام وأنا أتعامل مع الصخر فوجدت أن الإعلام أشد من الصخر والعياذ بالله..
معالي الدكتور محمد عبده يماني: سؤال من الأخ عبد الحميد الدرهلي:
لماذا يشعر كثير من قادة العرب والمسلمين في المجال الإعلامي بالدونية إزاء حضارة الغرب ولا يتعاملون معها بالندية ما هي الأسباب خلف ذلك هل هي في الإعلام أم في هؤلاء الناس أنفسهم؟
الدكتور الشنقيطي: هي في هؤلاء الناس أنفسهم.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: ما جرى الآن من الذين بكل أسف تجرأوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدانمارك وعلى الرغم من اعتذارهم وبالرغم من أسفهم وأنا من فئة محددة ولكن لوحظ أن مجموعة من العلماء ذهبوا وفي مقدمتهم الأستاذ عمرو خالد وطارق سويدان وحبيبي الجفري مع مجموعة من الرجال وقامت قناة ((إقرأ)) بـ ندوات هناك وبلغات القوم إلا أن بعض العلماء احتج على ذلك فما رأيكم أنتم في مثل هذه المبادرات؟
الدكتور الشنقيطي: رأيي أنها ستبوء بالفشل، والسبب جلي وواضح نحن نريد أن يرضى عنا اليهود والنصارى والله سبحانه وتعالى يقول وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (البقرة: 120) هؤلاء الكفار دنسوا المصحف الشريف وهو أقدس شيء عند المسلمين فلم يتحرك من المسلمين أحد فرأوا أن المسلمين أموات فذهبوا إلى إيذاء الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن عجب أني قرأت كلاماً لأبي حجر العسقلاني أودعتها في موقعي بيِّن فيها أن الكلاب انتصرت للرسول صلى الله عليه وسلم، وختم القصة بقوله ((هكذا تنتصر الكلاب للرسول صلى الله عليه وسلم ((القصة أنه في عهد هولاكو كانت زوجته نصرانية ففتحت باباً للتنصير ودخل النصارى بجهد كبير لينصّروا من لم يكن نصرانياً واستطاعوا تنصير أحد أمراء التتار فاحتفلوا احتفالاً كبيراً بهذه المناسبة وكان بجوار المحتفلين كلب مربوط فقام أحدهم يسبّ الرسول صلى الله عليه وسلم، فقفز الكلب ومسكه من بطنه مسكة قوية فانتزعوه ثم قالوا له إن هذا االكلب تصرف هكذا لأنك سببت الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال لا هذا كلب عزيز فرآني أشرت إليك فأعتقد أنني أريد أن أقتله، فعاد لسبِّ الرسول صلى الله عليه وسلم مرة أخرى فما كان من الكلب إلا أن قطع الحبل ومسكه في رقبته حتى خلعها فمات من حينه، وأسلم بموته أربعون ألفاً من الحاضرين فقال ابن حجر العسقلاني )) هكذا تنتصر الكلاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، درر كامنة موثق في الموقع وبالصفحة.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: لماذا لم يستطع الإعلام الإسلامي النهوض رغم الجهود التي تبذل وأين الداء الذي سبب هذا الخذلان وحال دون النهضة؟
الدكتور الشنقيطي: أخي الكريم ينبغي أن يصحح السؤال الإعلام الإسلامي لم يمت ولم يضعف وهو موجود وحي وقوي التأثير وقابل للتطبيق لكنه لم يطبق لأنه كما ذكرت فهناك فرق شاسع بين المسلمين وبين الإعلام الإسلامي، المسلمون لماذا لم ينجح؟ لأن الحكومات في العالم الإسلامي لم ترد للإعلام أن يكون إسلامياً، لم تؤسسه ليكون إسلامياً نظمه ليست إسلامية وإن أردت المزيد من الإيضاح فعد إلى ما كتب حوله وما ذكر قبلي، ولا أريد أن أعمل دعاية لنفسي..
معالي الدكتور محمد عبده يماني: فضيلتكم عندما تحدثتم عن بلقيس لاحظت أنكم ذممتم أسلوبها في الحكم مع أن حوارها مع الملأ يدل على رجاحة وحصافة في الرأي فما هو السبب في ذلك ومن خلال الحوار كانت ذات رأي سديد.
الدكتور الشنقيطي: لم أذمم رأيها ولا تناولت طريقة قيادتها لقومها لكن هذا العقل الذي تقول لم ينفعها إلا بعد أن أسلمت ولذلك هي قالت ((أسلمت مع سليمان لله رب العالمين)) والكفار أنفسهم التي كانت هي من بينهم هم يقولون يوم القيامة وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ . فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (الملك: 10 ـ 11) والله وصفهم بقوله: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (الأنفال: 22) فلنضع الأمور في ميزانها، فالكافر كفر وقيمته بما يحمل من مبادئ لا لشيء، المرء بأصغريه قلبه ولسانه إذا كان قلبه خاوياً فالجسم لا يصلح، والمنافقون وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ (المنافقون: 4)... وذكرت قبل قليل أن الرؤية المؤسسة على الإيمان تمدك بتصور صحيح تعرف الشخص على حقيقته، وتعرف مكانته وكيف تقدّره وكيف تعامله..
معالي الدكتور محمد عبده يماني: عندما تحدثتم عن الإعلام الإسلامي شرحتم صدورنا، أين مراكز البحوث الأسلامية العلمية والإعلامية في هذا السياق الذي يمكن أن تربط الإعلام الإسلامي بالناس وتربط الناس بهم؟
الدكتور الشنقيطي: جزاك الله خيراً أيها السائل نكأت جرحاً عميقاً في نفسي أن أختصر الإجابة بإجابة يسيرة جداً أولاً النفوس البشرية لها صلة وثيقة بالحق لها نسب بالحق أصيل، النفوس البشرية تميل إلى الحق وتقبل الحق لأنها مفطورة على الحق وتحب الحق، ما صلتكم أنتم الحاضرين بوسائل الإعلام اليوم، أطرح سؤالاً محدداً، كم منكم يستمع إلى إذاعات إسلامية، كم منكم من يشاهد تلفزيونات البلدان الإسلامية، ما هي القنوات التي تشاهدونها وما الصحف التي تقرؤون، السبب العميق الذي يغيب عن كثير من الناس أن هذه الوسائل في العالم الإسلامي منبتة الصلة بالناس لا تبحث عن أمور الناس ولا حاجات الناس ولا تتطلع إلى الاستجابة إلى آمالهم وتطلعاتهم فلذلك هي منفصلة عن الناس، أكشف سرًّا عندما احتل صدام حسين الكويت وكنت في ذلك الوقت قد بادرت معي أعراض مرض القلب ولا أٍستطيع الحراك صلَّيت العشاء وذهبت بصعوبة إلى البيت ثم جاءني شاب وقال أنا معجب بكتاباتك ومعجب بآرائك ولكن أجبني عن سؤال واحد، قلت له تفضل، هل نقفل إذاعة الرياض أم إذاعة القرآن، فقلت له من أنت، قال أنا طالب في كلية العلوم الصحية، قلت له أنا معجب بذكائك عرفتني وعرفت بيتي، كان الأستاذ علي الشاعر هو وزير الإعلام في ذلك الوقت، قلت له هل تستطيع أن تزيح علي الشاعر من منصبه، قال لا، قلت إذن أنت لا في العير ولا في النفير فاكفِ المسلمين شرّك، ولكن لدي نصيحة أود أن أقولها لك، قال لي ما هي، قلت يبدو أن لك صلة قريبة بصاحب القرار، قل لهم اجعلوا إذاعتهم مسموعة كما هي إذاعة لندن في الوقت الحاضر، كان الناس بعد صلاة العشاء لا يذهبون إلى بيوتهم إنما يجلسون في السيارات يستمعون إلى إذاعة لندن، قلت له اجعلوا إذاعتكم مسموعة سواء إذاعة القرآن الكريم أو إذاعة الرياض..
فالقضية أن الإعلام مشغول بما أسس له وسئلت سؤالاً محرجاً للغاية عن رأيي في الإعلام في العالم العربي، فقلت إعلام ردئ لا يستطيع ان يقدم بضاعته كما ينبغي ..
معالي الدكتور محمد عبده يماني: هذا سؤال يقول:
رغم التصور الكامل للإعلام الإسلامي إلا أنه كما يلاحظ فضيلتكم يقتصر العمل داخل الدول الإسلامية دون أن يتحدث إلى العالم الغربي الذي يغزونا ولا نستطيع أن نتكلم إليهم بلغاتهم فما هو رأيكم؟
الدكتور الشنقيطي: ذكرت قبل قليل أن الإعلام لم يستطع أن يخاطبنا نحن فكيف يخاطب الآخرين.. صحح الطريق والأمر عادي وهذا نظام من نظم الحياة يؤسس كما يريده النظام الحاكم الأصل فإن الإعلام الإسلامي إن قام بصورة صحيحة فهو خادم ومشجع ومؤيد للحاكم وقوَّته، ولكن عندما ينحرف عن الحق يقول له لا اتبع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً في الحق أنا معك وإن تركته فلست معك.. هذه حقيقة أقولها بوضوح وأسال الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم..
معالي الدكتور محمد عبده يماني: يقول:
أنا أعمل في الإعلام ولكن رغبت أن أسال في المسرح والتلفزيون والسينما ما هو موقف الإسلام من تعاون الرجل والمرأة في المشاركة عبر هذه المجالات.. وعلى أي أسس صحيحة يمكن التعامل فيها؟
الدكتور الشنقيطي: أنا لست عضواً في هيئة كبار العلماء، وهذا سؤال يريد صاحبه أن يؤسس عليه عملاً، والله يقول فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (النحل: 43)، فجزاك الله خيراً صغ سؤالك ووجّهه لهيئة كبار العلماء وستجد الجواب المناسب..
معالي الدكتور محمد عبده يماني يقول:
استمتعنا بحديثكم عن الإعلام الإسلامي ولكن كما ترى المجتمعات الإسلامية تعج بكثير من المخالفات والشعوذة وهجرة المساجد، فهل يمكن أن يكون هنالك إعلام إسلامي في مثل هذه المجتمعات التي يجب أن يتم صلاحها؟
الدكتور الشنقيطي: أخي الكريم إذا صلحت النيات وصدق الناس في التعامل لأدركوا ما يقع عليهم من خطر أقصد أولئك الذين يعملون في الإعلام عموماً أمكن عندئذٍ أن يدركوا أن الله غفور رحيم ويرجعوا إليه ويتوبوا ويسألوه أن يوفقهم ويسددهم وسترى أن ما كانوا عليه من خطأ وبعد عن الحق تحوَّل إلى قوة دافعة للعمل بالحق، وثانياً ينبغي ألا نتشاءم وألا نيأس، اليأس والقنوط ليس من شأن المسلمين، والأمل هو ديدن الصالحين وهو الذي ينبغي أن نسأله وليسا ذلك على الله بعزيز..
معالي الدكتور محمد عبده يماني: سؤال من الداعية الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني يقول:
الحديث عن الدانماركيين، البارحة قاموا انتقاماً من المسلمين بنبش قبور بعض المسلمين فهل ترى أن الحوار ينفع معهم ما لم يعترفوا بالإسلام وبنبي الإسلام وقد اعترفوا..
الدكتور الشنقيطي: أقول كما ذكرت سابقاً أن الحوار معهم ليس مجدياً وليست له قيمة، وقد سئلت سؤالاً أيام معالي الدكتور محمد عبده يماني حين كان وزيراً للإعلام سألني رئيس عن دعوة جاءتنا لتغطية مؤتمر الحوار حول الأديان طلب منا في وكالة الأنباء أن نغطي هذا الحوار فاستشارني المدير العام للوكالة في ذلك الوقت، فقلت أرى أن هذا عبث لا ينبغي أن يضيع وقت الوكالة فيه لأنهم يريدوننا أن نتنازل عن بعض ديننا وأن نقبل بعض ما عندهم وهذا والله لن نفعله، وفي رأيي أن هذا جهد ضائع ينبغي أن يصان عنه وقت المسلمين ومالهم.. فجزاه الله خيراً فعمل بنصيحتي ولم يغط هذا المؤتمر، وسأفشي سراً من أسرار العمل أيضاً في تلك الفترة أنه عقد ندوة للحوار بين المسلمين والنصارى في باريس وكان في ذلك الوقت الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الحبيب الشطي، فأرسلوا التوصيات والقرارت إلى وكالة الأنباء وأنا كنت المسؤول في ذلك الوقت عن الأخبار، وصلت بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً فقلت اقرؤوها علي، فقرؤوها، فقلت لهم هذا كفر بواح احفظوها فاتصل بي سكرتيره من باريس قال لي إنكم منعتم نشر التوصيات قلت نعم منعت التوصيات فهذه توصيات كفرية ولا تخرج من وكالة الأنباء الإسلامية لأنها ساوت بين اليهودي والنصراني والمسلم، فحفظت وإلى اليوم محفوظة في أرشيف الوكالة، هذا هو رأيي والذي أعمل بمقتضاه ولا أحيد عنه..
معالي الدكتور محمد عبده يماني: قبل أن ننهي هذا اللقاء أود أن أرحب بأخوين كريمين هما الدكتور إسماعيل خطيب أستاذ التعليم العالي في جامعة القرويين وكلية أصول الدين والدكتور الطبيب الجراح علي اللوا من تطوان، وقد تعودنا في الاثنينية أن نستضيف كل من يفد ويريد أن يلتقي بنا ويستفيد، كما يقول الشيخ عبد المقصود خوجه مؤسس الاثنينية.
وأود أن أقول في ختام هذه الأمسية أننا استمتعنا بهذا الحوار الصريح مع سعادة الدكتور الشنقيطي، أنا شخصياً استمتعت أكثر لأنني عملت مع هذا الرجل في مكان واحد وعانينا ما عانينا ولطف الله بنا أخيراً وخلّصنا أخيراً من ذلك، ولكن لا تزال لنا ذكريات وقضايا تعلّمنا منها وكل إنسان يعمل في هذا العمل يعمل بمبادئه التي نشأ عليها، أما مسألة الحوار فقد اشتركت في أكثر من حوار في باريس وجنيف مع الشيخ الحركان ولكن الرأي هو الرأي الإلهي لن وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (البقرة: 120) فالمسألة منتهية، ولذلك عندما جاء الكتاب الجدي بعد فوكوياما، قال لقد انتهينا من كل الأمور ولم يبق أمامنا إلا الإسلام، أوضح الأمور بوضوح، نسأل الله تعالى أن يلطف بنا ويهدينا .
ونشكر ونقدِّر جهد فضيلة شيخنا ونقدِّر حضوره إلى هذا المكان متحملاً مشاق السفر من الرياض وأنا ممن يعتزون بهذا اللقاء فباسمي واسم مؤسس الاثنينية لأكرر له الشكر والتقدير..
الدكتور الشنقيطي: ذكرني معالي الدكتور محمد عبده يماني بمسألة مهمة هنا قضية منذ أكثر من عشر سنوات نعيش مع وهم اسمه السلام وإعلامنا وإعلام غيرنا يشير إلى هذه القضية والأمر محسوم فإن كان إعلامنا مؤسساً على الحق لما تورط فيما تورَّط فيه، الله يقول فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ (البقرة: 137) سبيل السلام هو الإسلام، من يريد السلام فليدخل في الإسلام والذي يتصور أنه يمكن أن يحقق سلاماً بدون إسلام فهو كاذب وينبغي أن يتوب إلى الله من هذه المسألة ..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :773  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 113 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج