شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللَّهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلّي وأسلِّم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آل بيته الكرام الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات الفضليات
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن أرحب باسمكم أجمل ترحيب بضيف أمسيتنا الذي تكبّد مشاق السفر من الرياض ليمتعنا بفضله وعلمه، فأهلاً وسهلاً بالأستاذ الدكتور سيد بن محمد ساداتي الشنقيطي، أستاذ الإعلام الإسلامي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
إن الإعلام بصفة عامة، أمر مختلف حول تعريفه ومثار جدل بين كثير من أساطين هذا العلم، ولست في مجال دراسة تعريفية لأخوض في التعريفات المختلفة والتي تجدونها في أقرب كتب الإعلام.. فمنذ عهد ((جوبلز)) وزير الدعاية والإعلام النازي الشهير خلال الحرب العالمية الثانية، ظلت معظم الخطط والبرامج الإعلامية تقتفي أثره ولو بطرق غير مباشرة في كثير من الدول، حتى العالم الإسلامي لم يسلم من هذه النزعة ((الجوبلزية)) إذا جاز التعبير، لأن الأسس والمعايير التي وضعها الغرب ظلت تتطور من خلال المحاور والأطر الأساسية التي رصدت مسيرة الإعلام دون تغيير يذكر في المتن والمضمون.. كما أن كثيراً من الدراسات والبحوث التي تمت بشأن الإعلام اعتمدت في كثير من جزئياتها على إرث غربي عريض، لتستقي من المراجع والدوريات والنظريات، ما يعين الباحثين على تقديم طروحاتهم وأوراق عملهم على منظومة لم يخرج الباحثون عن مدلولاتها إلى وقت قريب.. شأن معظم العلوم الاجتماعية، والعلوم التي تعنى بالمجتمعات والبيئة، التي ظلت تتغذى على الفكر الغربي، وتطبق نظرياته حرفياً على واقع حال مجتمعات العالم الثالث، ومن بينها الدول الإسلامية، متكئة بالجملة على أفكار فلاسفة علم الاجتماع أمثال ماكس فيبر، ودوركايم، وأوغست كونت، وغيرهم.. ونفس النهج ينطبق على علم الاقتصاد، وسمِّ ما شئت من علوم اجتماعية نظرية.
وأحسب أن الغيرة الإسلامية، والعودة إلى تراثنا الغني بالعلماء الذين كانت لهم أوليات في سلَّم العطاء الإنساني أمثال ابن خلدون، وابن النفيس، والبيروني، والفارابي، وعشرات الأفذاذ الذين أسهموا في صحوة العالم شرقاً وغرباً جعلت بعض علماء المسلمين يتنفسون الصعداء ويتبارون للعودة إلى ذلك الرصيد الهائل من العلوم الإنسانية والتطبيقية.. ومحاولة الخروج به من نفق المخطوطات والتحقيق إلى غايات أشمل وأعم لتغطي مختلف مجالات العمل اليومي المرتبط بحياة الإنسان المسلم، فظهرت على السطح منذ خمسينيات القرن الماضي مصطلحات جديدة لتقف في وجه الهجمة الاشتراكية التي علا صوتها آنذاك في كثير من الدول العربية والإسلامية، فكان أن ظهر الاقتصاد الإسلامي، والأدب الإسلامي، والإعلام الإسلامي وغيرها كتيارات محددة لمناهضة التغريب الذي أصبح ميزة بعض المبتعثين العائدين من جامعات أوروبا وأمريكا.
وكما تعلمون فإن توجهاً مناهضاً لأسلمة العلوم الإنسانية أخذ يتشكّل في ذات الوقت، بحجة وحدة المفهوم الكلي والإنساني للمعرفة البشرية في مضامينها المختلفة، فالجميع يتفق ويختلف وفق أسس تتماهى في مصدر واحد هو الثقافة الإنسانية.. لذا لم يحبذ الكثيرون هذه التسميات الإسلامية واعتبرها البعض واجهات وأقنعة للإسلام السياسي الذي له برامجه الخاصة وأهدافه المعلنة والمستترة.. وما زالت المعركة مستعرة بين التيارين.
وبما أن ((الاثنينية)) بروّادها الأفاضل لم تكن قط طرفاً في أي نزاع فكري، ولا أملك شخصياً بينهم غير مقعدي الذي أقتعده، نذرنا أنفسنا لعدم الخوض في أي معترك، ليس ترفعاً ولا نأياً بجانبنا، ولكن توخياً للنهج الذي اختطته ككلمة شكر وتقدير، وقناة توثيق لمسيرات ضيوفها الأكارم.. ومن هذا المنطلق فإننا نستمع بكثير من التقدير والاحترام لكل الآراء التي نشرف باستضافة أصحابها من ذوي الفضل الذين يرغدون أمسياتنا بكرم تواصلهم الذي نعتز به.. سعداء أن نسمع من فارس أمسيتنا مفهومه توضيحاً وتفسيراً للإعلام الإسلامي وبالطبع جانباً من مسيرته العلمية والأكاديمية.. مشيراً إلى نشاطاته المتعددة في حقول الدعوة، وتربية النشء، والقدوة الحسنة في أدب التعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرها من الرقائق الإسلامية.. وقبل هذا وذاك أذكر بالتوقير والإجلال حرص ضيفنا الكريم على تعهد حفظه الكتاب العزيز بالتجويد المستمر الذي دفعه إلى التخصص في علم القراءات العشر، ليس تخصصاً للكسب المادي بل لما هو أهم من ذلك.. رضى الحق سبحانه وتعالى ورغبة في ثقل الموازين يوم لا ينفع مال ولا بنون.
إن ما قدمه ضيفنا الكبير من علم نرجو أن ينفع الله به المسلمين، يستحق الإشادة والتقدير، ولا نزكيه على الله، فقد أعانه المولى عزّ وجلّ على جمع معظم مؤلفاته العديدة في إصدار ضخم بعنوان (المجموعة الكاملة لمؤلفات الأستاذ الدكتور سيد بن محمد ساداتي الشنقيطي) يتكوّن من ستة مجلدات، في ((ثلاثة آلاف وتسعمائة وإحدى وتسعين صفحة))، عن ((دار الحضارة للنشر والتوزيع)) في الرياض عام 1425هـ الموافق 2004م، تمثل إضافة حقيقية للمكتبة العربية، ورصيداً يفتح الباب لمزيد من الدراسات الجادة التي نأمل أن تضيف الجديد والمفيد للساحة المعرفية.
أتمنى لكم أمسية ماتعة في صحبة ضيفنا الكريم، سعيداً أن يرعى هذه الأمسية معالي الأخ الكريم الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني، وزير الإعلام الأسبق، والمفكر الإسلامي المعروف.. فلّه الشكر أجزله على تفضله برعايته التي لم تنقطع أصلاً عن هذا المنتدى، وإن اختلف الشكل فإن المحتوى يظل كما عوَّدنا معاليه حدباً وتأصيلاً ومحبة لاثنينيتكم في كل الأوقات.
راجياً أن نلتقي الأسبوع القادم بمشيئة الله لتكريم معالي الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم، مؤسس ورئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية منذ عام 1992م، والذي شغل حقيبتي وزارة التربية عامي 1990 ـ 1991م، ووزارة التربية والتعليم العالي خلال الفترة 1996 ـ 1998م، وقد حقق، وألَّف، وأشرف، معاليه على أكثر من خمسة وعشرين كتاباً، بالإضافة إلى نشر أكثر من عشرين بحثاً تتعلّق بتخصصه في علم الجغرافيا.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً به بين أهله ومحبيه.
والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس الاثنينية وعلى كلمته الضافية.
الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه: وصلتنا هذه الأمسية بمناسبة اختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية ولأمر خارج عن إرادتنا فقد وصلت هذا المساء الأعمال الكاملة للشاعر المكي الكبير الأستاذ علي حسن أبو العلا عبارة عن جزأين، والبقية في الطريق وأن انقضت السنة فلم تنقض هذه المؤلفات التي نذرنا أنفسنا أن نطبعها فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ما عاهدنا عليه ولكم الشكر والتقدير..
عريف الحفل: أيها الإخوة الحضور الكلمة الآن لراعي الاثنينية معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق والمفكر الإسلامي المعروف..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1054  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 109 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج