شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: إذن نبدأ بطرح الأسئلة التي وردتنا.. ونعطي الفرصة أيضاً للسيدات الفاضلات.
هذا سؤال من فضيلة الشيخ الداعية الإسلامي المعروف محمد علي الصابوني يسأل معاليكم قائلاً:
لا بد لهيئة منظمة الدول الإسلامية أن تثبت وجودها وترفع هامتها بشموخ للدفاع عن كرامة الإسلام وعزة الأمة العربية والإسلامية ونطلب من معالي الأمين العام لهيئة منظمة الدول الإسلامية أن يحقق رغبة المسلمين في رفع شأن هذه الأمة باتخاذ قرار دولي حول مقدسات المسلمين قبل أن ينفجر بركان الغضب على كل متطاول على الإسلام ومقدساته وإنا لمساعيكم الكريمة لمنتظرون.
أ.د أكمل الدين إحسان أوغلي: أشكر فضيلة العالم الجليل على هذا السؤال.. طبعاً هذا سؤال الساعة وهذا الذي نعمل لأجله منذ أكثر من أربعة أشهر، ودعوني أشاطركم بعض جوانب هذا الأمر وأطلعكم على مسائل لعلّها لم تكن معروفة لدى الجميع، وأقول إن هذه الصور البذيئة وأنا أصر على استخدام اصطلاح بذيئة، وأن الصور أسلوب غير متحضر وأنا أقول هذا بكل اللغات التي أعرفها، لأن هذا ليس من التحضر أو الرقي أن يرسم أحد شخصاً بهذه الصورة، حتى لو كان شخصاً عادياً، ليس نبياً مرسلاً، ونبياً يؤمن به خُمس البشرية، نحن اطلعنا على هذا الأمر من سفرائنا في كوبنهاجن، الذين حاولوا أن يخبروا رئيس الوزراء والحكومة أن هذا الأمر لا يليق، وهذا يمس مشاعر المسلمين وهذا مرفوض من المسلمين قاطبة، وأنه لا بد أن يكون هناك اعتذار، وأن يكون هناك سحب لهذه الصور.. لم تأبه الحكومة الدانمركية وأبلغنا سفراؤنا هناك بهذا الأمر، وتشاورنا معهم وطلبوا منا أن نتدخل في الأمر، فكتبت بعد أسبوعين من ظهور الصور خطاب في يوم 15 أكتوبر إلى رئيس الوزراء الدانمركي أوضح له أن هذا الأمر غير مقبول ولا يجوز الخ... ولا داعي لتكرار هذه المسألة التي جرحت مشاعرنا كلنا لأن هذا قاسم مشترك بيننا جميعاً.. كان الرد الذي جاءني لا يختلف عن الرد الذي تلقَّاه سفراؤنا بأن دستورنا وقوانيننا تمنعنا من التدخل في الصحافة وأنها حرة ولا سلطان لنا على الصحافة وإذا كنتم غير ممنونين اذهبوا إلى المحكمة.
بدأنا من خلال الأمم المتحدة ـ لجنة حقوق الإنسان ـ منظمة المؤتمر الإسلامي بدأت سلسلة اجتماعات خبراء وسفراء وأصدرت عدة قرارات وقامت بإبلاغ قرارنا للمفوض السامي لحقوق الإنسان السيدة/ لويز آربر، التي بدورها كلفت المقررين الذين يعملون في أمور مناهضة السامية والعنصرية أن يكتبوا تقريراً حول هذا الموضوع وكتبوا تقريراً وهي كتبت بناء على طلبنا رسالة إلى رئيس وزراء الدانمارك تستفسر عن الموضوع، فكان الرد بعد ستين يوماً We have nothing to be ashamed of لا يوجد لدينا شيء يجعلنا نشعر بالخجل منه.
القمة الإسلامية في الأسبوع الأول من ديسمبر(5 ـ 6 ذي القعدة 1426هـ/6 ـ 7 ديسمبر 2005م) في بيانها الختامي أشارت إلى هذا الحادث ووضحت موقف الأمة بشكل جلي ووضعت المسؤولية على الحكومات المعنية ولم يصدر شيء، مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد بعد قمة مكة في القاهرة، وبعد أن صارت بيني وبين السيد عمرو موسى اتصالات، أيضاً أعادوا موقفنا بلهجة أكثر بعدما وجدنا أنه لا توجد استجابة، وكان في بلغراد هناك طلب من الحكومة الدانمركية أن تقيم معرضاً للصور من الشرق الأوسط بالتعاون معنا وبعض مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي ورصدت له ستة ملايين دولار، وكانوا يطلبون أن نتعاون معهم في هذا المعرض، لم أكن على علم حقيقة بهذا الأمر حتى جاءنا من الإدارة المختصة خطاب بالرد على خطابهم فوجدت أن الموظف الذي كتب هذا الخطاب لم يقدِّر معنى الأمر فقلت له كيف يمكن لنا أن نتعاون مع حكومة في حوار حضارات وهم ينعدم عندهم الشرط الأول من الحوار وهو احترام الآخر، فنحن لا نتعاون بل بالعكس نحن نقاطع هذا المعرض ونقاطع أي نشاط حتى يعرفوا في البداية كيف يحترمون بلدنا ويحترمون أقدس ما لدينا وهو نبينا صلى الله عليه وسلم.. وبالفعل كتب خطاب بهذا المعنى، وطلبت من الأجهزة التي كانت تتعاون معهم في منظمتنا أن يوقفوا هذا التعاون. كان لهذا الأمر تأثيره الإيجابي، ظهرت بعض البوادر في الدانمارك بأن هناك رد فعل من العالم الإسلامي وبدأت اللهجة تتغير بمحاولة تخفيف بعض الشيء ولكن لم يكن هناك اعتذار مجرد ((كلام عايم)) بالتعبير العامي.. نحن ما كنا نحاول .. ثم دخل الحج، ثاني يوم الحج ظهر خبر في الصحافة هنا بأن جريدة أخرى (أظن يوم 10 يناير) صحيفة أخرى في النرويج أعادت نشر هذه الصور، في واقع الأمر كان هذا الخبر هو القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد قمنا في المنظمة طوال هذه الفترة بتوضيح الأمر وتطوراته للرأي العام، وكان الرأي العام على علم بالأمر، لكن الأسلوب كان هادئاً إلى حد كبير، لما وصل الأمر إلى هذه النقطة وجدنا أننا يجب أن ندق ناقوس الخطر، لأن الأمر تجاوز حدود المعقول والمقبول، وظهرت بوادر أن هناك عملاً منظماً يستهدف الأمة الإسلامية، وأقول بصراحة وبكل تقدير، أن بعض أصحاب الأقلام النزيهة ذات الغيرة الدينية والمسؤولية الإسلامية تلقت هذا الأمر بحكمة وبحرص شديد وبدأت تبين للرأي العام أبعاد القضية، وأعتقد الرأي العام بدأ يهتم بهذه الصور، أين وكيف، وكانت موجودة في الإنترنت، وبدأ الناس يحصلون على هذه الصور وبدأت ردود الفعل الشعبية، أنا أعتقد أن الشعب هنا في هذه البلاد بدأ ثورة إسلامية كبيرة، وهي نقطة تحوُّل في تاريخ التعامل مع القضايا التي تمس سلامة الأمة وتمس قيمها ومقدساتها، وبعد ذلك لا داعي لشرح الأمر فنحن جميعاً رأينا كيف انتشرت هذه المقاطعة في كل البلاد وقامت حكومة المملكة مشكورة بإصدار بيانات توضح موقفها وكذلك مجلس الشورى، وفضيلة المفتي قام ببيان مهم جداً في رأيي وقامت المملكة بسحب سفيرها وكان ذلك نموذجاً للآخرين، ثم أتى بعد ذلك ما أتى ووصلنا لهذا اليوم.
الآن .. أين نحن الآن؟ نحن الآن في نقطة قوية جداً، لولا الأحداث المؤسفة التي حدثت في بعض العواصم من حرق سفارات وإيقاع ضرر بها وهذا أمر غير مقبول ويتنافى مع أخلاقنا الإسلامية ويتنافى مع الأخلاق المحمدية ولا يمكن قبول هذا لأنه يضعفنا ويفت في عضدنا وينفع الطرف الآخر ولا ينفعنا وقد سبق لي إصدار بيانات في هذا الأمر والحمد لله أنها توقفت الآن، أعتقد أن حركة الشارع الإسلامي وأعجبني قول أحد رجال الأعمال عندما سألوه لماذا تقاطع هذه البضائع قال: هم يقولون عندهم حرية الرأي والصحافة وإنهم يقولون ما يشاؤون ألا توجد لدي حرية الشراء فأشتري ما أشاء ولا أشتري ما أشاء؟ هذه حرية شخصية وهذا أبلغ جواب في هذا الصدد.
بفضل هذا كله، وصلنا إلى أن المجتمع الدولي الآن أدرك هذا الخطأ الكبير، وأدرك الخطأ الذي قام به، والخطر الذي ينال مصالحهم، ومن هنا بدأ البحث عن طريق للخروج من هذا المأزق، وعلى مر الأحداث منذ بدء الأسبوع الأول من أكتوبر إلى يومنا هذا حيث صباح الأمس تم لقاء بيني وبين السيد خافيير سولانا الممثل العالي للسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، وقدم اعتذاره وأسفه على ما حدث وقال أوروبا تحترم المسلمين ونحن حريصون أن لا يحدث هذا مرة أخرى وقال:
I gurantee that this will not happen again .. فقلنا له نريد أن يكون هناك اتفاق على تشريعات دولية تحقق لنا هذا وقدمنا له سلسلة من الاقتراحات تتم عن طريق الاتحاد الأوروبي وعلى مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي، وعلى مستوى الأمم المتحدة، هناك عدة أشياء لا أجد المجال الآن في متسع لشرحها ولكن هناك بياناً تم إصداره مساء هذا اليوم يمكن الاطلاع عليه في موقعنا على شبكة الإنترنت.. إذن سماحة الشيخ أستطيع أن أؤكد لك الآن أن المسألة دخلت في هذا الطور وهي الآن تشعر أن من واجبها الأساسي الدفاع عن العالم الإسلامي وقيم الإسلام وعن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، إذا كانت منظمة المؤتمر الإسلامي لا تستطيع أن تدافع عن رسول الإسلام فلا داعي لهذه المنظمة ولا داعي لأي شيء آخر باسم الإسلام.
عريف الحفل: سماحة الشيخ الحبيب ابن الخوجه الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي في جدة له مداخلة بهذه المناسبة فليتفضل:
 
طباعة

تعليق

 القراءات :770  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 82 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج