شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور خالد مدرك))
السلام عليكم ورحمة الله، بسم الله الرحمن الرحيم..
مقالة معنونة "العلاَّمة الأديب حسن الوراكلي نبوغ مغربي في رحاب البلد الأمين" سعادة راعي الاثنينية الموقر أستاذنا المحتفى به أبا أيمن السادة العلماء الحضور الشريف، درج منتدى الاثنينية برعاية كريمة من فضيلة الأديب عبد المقصود خوجه على الالتفات في كل عام إلى تكريم العلماء المفكرين والأدباء من المغرب العربي الكبير ممن لهم قدم صدق في حياتنا الأدبية والعلمية وهو بلا ريب لمسة وفاء وشعور نبيل من شأنه أن يدفع بالروابط الفكرية قدماً نحو التواصل العلمي واليوم نقف مع عمود من أعمدة الفكر المغربي من مغربنا الأقصى وركن من أركان حركة البحث العلمي والأكاديمي في الجامعة المغربية وقلم من أقلام الفكر الإسلامي الأصيل في الغرب الإسلامي وخلف تطاوني صالح لكوكبة من كبار أحبار الأمة المغربية الذين رفعوا منارات العلم والأدب في قطرها الشمالي بدءًا بالقاضي عياض وبن لحية السبتيين وصولاً إلى عبد الهادي قنونة وبن ثتبت وعزيمان وبن خبزة، لسان حاله يقول:
إنا وإن أحسابنا كرمت
لسنا على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعل مثل ما فعلوا
وإذا كان تحصيل الإجماع متعذراً في وقتنا لاختلاف الأذواق والأفهام بين الموافقين والمخالفين فقد تمكن أستاذنا في بحر هذا التنازع من انتزاع الإجماع حوله بجدارة واستحقاق فوسع الناس بالأخلاق والأدب حين تعذَّر على غيره أن يسعوا بالدنيا وشرف المحتب وقد كان من منن الله سبحانه وتعالى علي أن جمع حسن الجوار في البلد الأمين بيني وبين هذا العلم التطواني النابغ لم نتصاحب كصحبة الأقران كلا وإنما هي صحبة المستفيد الطالب لمفيد أديب مربٍّ انتفعت بلحظه قبل لفظه حين عز أن تجد النموذج والقدوة:
أفعال كل امرئ تنبي بعنصره
والعين تغنيك عن أن تطلب الأثر
أعترف أني عشقت سيرته وأدبه قبل رؤيته والأذن تعشق قبل العين أحياناً، قال لي ذات مرة وقت بداية اشتغالي بالبحث في الدراسات العليا وقد شكوت له ما أراه من اغترار بالألقاب والأسماء "أحرص على حرف الدال ـ يعني دال الدكتوراه ـ ولكن كن حاملاً له ولا تجعله حاملاً لك ولات حين مندم" ومع مرور الأيام خبرت خطورة الكلمة وأهميتها وأن الألقاب لا تطيق حمل الناس بل هم من ينبغي أن يحملوها بمداومة البحث والاعتلال بكثرة الدرس قالت مسائل سحنون لقارئها:
لن تدرك العلم حتى تلعق الصبرا
كنا نحزب إليه طلباً للنصح والإفادة إذا ما ألمَّت بنا نائبة من نوائب الدهر فلا نجد عنده إلا أناة العاقل ومشورة الخبير البصير العالم بدقائق الأفهام لا يصادم ولا يلاكم وإنما يتفاهم ويتراحم كفيف عن سوء المعارضة بالقول والفعل وبالغ التأني في جر حبل الصحبة ما أمكن يسامح في إيخاء كل ذي عيب ويكل أمره إلى خالقه عزّ وجلّ ويردد مقالة أبي محمد بن حزم "لقد منحني الله عز وجل من الوفاء لكل من يمتُّ إليّ بلقية واحدة ووهبني من المحافظة لمن يتذمم مني ولو بمحادثتي ساعةً حظًّا، أنا له شاكر وحامد ومنه مستمد ومستزيد" عرفه علماء البلد الأمين وأدباؤه بخلقه الجميل فاندرج بين فضلاء الحرم من أهل الأدب والحذق والحلاوة والتوقد لما حباه الله من كريم الشِّيَم وفاضل الأخلاق وشرف المحتب فامتد عطاؤه الأدبي والعلمي إلى خارج البلد الأمين نفعاً وإفادةً للباحثين وذوي النبل والسعادة رأينا فيه أخلاق العالم الرحالة الجوال الذي يفرغ نفسه لما رحل من أجله ولا يقحمها في مهلكات مضيعات يعتز بهويته ويفتخر بكينونته افتخار المؤمنين الذين يمشون على الأرض هوناً فلم ينسِهِ طول عهد الجوار أصالته ونشأته ولقد كان كذلك ـ علم الله ـ في بلد منشئه وأصله سرى طيف هواه بالباحثين وأهل العلم والأدب والفضل خارج كليات شمال المغرب إلى باقي أنحائه وربوعه فهذا يثني على فضله في دار الحديث برباط الفتح وذاك يستفيض في سيرته بابن زهر أغادير وثالث يعطر مجالس الإخوان والأصفياء بأحواله في أنفا البيضاء لم يمنعه طول باعه في الجامعات المغربية وشهرته بين الأرجاء أن تجده يفتش بين كنانيش المخطوطات في الخزانة العامة بالرباط أو أن ينظر في خطو العلماء في حسنية المخزن بل إنه يخجلك بفضله حين يتصل بك ليخبرك بأنه بين دروب أحباس البيضاء ينقر عن الجديد في المطبوعات وفي الختام فإن أستاذنا أبا أيمن لا يحب كثرة الإطراء أو الغلو أو المديح ولكنه واجب حضور في المنصة لأنقل شهادة إخوان له في بلد المغرب.
أوُّدك ودّاً ليس فيه غضاضة
وبعض موداة الرجال سراب
ومالي غير الود منك إرادة
ولا في سواه لي إليك خطاب
والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: إذن نختم هذه الكلمات مسك الختام برجل الحقيقة أسعدنا بحضوره خصيصاً من الرياض تقديراً لفارسنا الكبير وهو سعادة الأديب المعروف والكاتب الأستاذ حسين محمد بافقيه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :3067  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج