شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور محمد الجهني))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها المنتدى الكريم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكر صاحب هذه الندوة الأستاذ عبد المقصود خوجه وهو رجل كثير العوائد على الناس، فكم أحدث إليها عارفة، واصطنع عندها صنيعة، فكم رأينا موصولاً بنعمته وقد تطول عليه واختصه بمعروفه، وأولاه خيراً، وخوله نعمة، وأدر عليه أخلاف بره، ومد له أكناف نعمته، وما من ذي حاجة ابتدره إلا وعاد عنه مغتبطاً بسببه، يرفل في برود النعم.
وليس ذلك بمستغرب على من تعهده والده عليه رحمه الله في بؤبؤ المجد وعصارة الكرم الذي ينتهي إلى مجد أصيل وكرم أثيل في عصر سيطرت به الأطباق على الأحداق والمجون على الفنون وعلى أعراقها تجري الجياد.
ثم أشكر لأخي الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي دعوته لي لحضور زفاف يفرح أم أيمن ولا يغضبها فكأني بها تغرد كالهزار فرحاً وطرباً إذ لطف الله بها فأشغل أبا أيمن بتعدد الهمم وفض أبكار المعالي غير ملتفت إلى النساء سواها كسيف أبي الطيب المتنبي الذي قال عنه:
وقد طرقت فتاة الحي مغتدياً
بصاحب غير عزها ولا غزل
فبات بين تراقينا ندفعه
وليس يعلم بالشكوى ولا القبل
ثم انثنى وبه من ردعها أثر
على ذؤابته والجفن والكلل
وبيني وبين الدكتور حسن ولاء أخلصته أياه وأخلصنيه فله عندي ذمة لا تخفر وعهد لا ينقض وموثق لا يضاع فما عرفته إلا قرة عين ومحل أنس ومنية نفس تساهمت معه الوفاء والصفاء وما حضدته الود على محبوب ومكروه ورخاء وجهد وشدة وخفض فهو أخو وصل لا يخفر عهده ولا يخلف وعده ولا يخشى غدره قد رسخت قواعد المودة وتوثقت عرى المصافاة واستصحفت أسباب الولاء، واستحصدت مرائر الحب وأمر حبل الإخاء بيننا حتى تأكدت عقد إخلاصه.
متقبل من حيث جاء حسبته
لقَبوله في النفس جاء مبشرا
وللدكتور قصب سبق غير مدافع، وفضل غير معارض، ومزية ظاهرة، وغرة واضحة، وأمد استولى عليه، ومهلة أخذها علي في السن والأدب.
بأبي وأمي ناطق في لفظه
ثمن تباع به القلوب وتشترى
ومما لا يعلمه الدكتور حسن أنه جعلني هذا اليوم بين الساعة الرابعة حتى الثامنة كالموار الأصك تؤج يراعتي على الصحيفة كما أج الظليم المنفر تكنفه قنيص وكالب وما لبثت عندما كتبته إلا كقبسة العجلان وما عدت إلى ظهر قلب فيسعفني بدليل أو معجم فيقيل لي عثرة يراعة ولو كان الخطأ قليلاً.
لقلت ولم أفحش لعالك عالياً
وقد يعثر الساعي إذا كان مسرعا
تعلقت الأدب وكلفت به، حتى تركني مسبوه الفؤاد، شارد اللب، فله هوى باطن أبيت منه نجي وسواس، ورهين بلبال، وأليف شجن.
ولأهل الأدب عندي منزلة لا يزيح رسيس قلبي عنها شدة وخفض ورخاء وجهد بيني وبينهم حبل من الود تأكدت عقدة إخلاصه وتوثقت عرى مصافاته ولعمر الله إن الثناء العريض ليضيق بمدحهم ووصف صنيعهم فكم أسدوا إلينا من معروف تعجز عن وصفه الكلم ويضلع خلفه القلم. ولعلمي أن الحاضرين طبعوا على حب الأدب وأنهم يدركون أن للشعر معانٍ تصف ولا توصف ما وجدت لهم من محفوظ يدل على حبي لهم ولأدبهم أصدق من قول عروة ابن أذينة:
إن التي زعمت فؤادك ملها
خلقت هواك كما خلقت هوى لها
فيك الذي زعمت بها وكلاكما
أبدى لصاحبه الصبابة كلها
ويبيت بين جوانحي حب لها
لو كان تحت فراشها لأقلها
ولعمرها لو كان حبك فوقها
يوماً وقد ضحيت إذاً لأظلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوة
شفع الفؤاد إلى الضمير فسلها
بيضاء باكرها النعيم فصاغها
بلباقة فأدقها وأجلها
وللأستاذ عبد المقصود خوجه سابقة فضل لا تنكر وعارفة لا تجزيها إلا جوازي ألطاف الله وفضله لما تجشمه من خطط في منافحته لفيف أقوام مجنوا على الزور والعبث أنفقوا أموالهم بين النرجسية والباطل وطلاسم التأخيذ والشعوذة.
ما كان إلا لفتة من ناظر
حتى عصفت بهم وفض المجمع
ولتعلم كل نفس كريمة بصيرة بمذاهب الكلام ترتاح للندى وتخف للمعروف في هذه الندوة أني لا أنكر لها جميلاً ولا أجرعها ملامة ولولا أن الدكتور حسن حملني على هذه العتبة ما قدمت على هذه الأهوال ولا شيعني إليها قلب وهوى وإني لمستعتب كل نفس أبية حتى ترضى.
متمنياً أن يكفيني أهل الدراية بالأدب والمشتغلون باللغة مشقة عسف النفس على غير ما تشتهي وولوجها سدداً نأيتها عنها مضنة بوقت يستعجلني عن رياضة مغارم تأودتني في الهندسة النووية ومغانم ما زلت منها على تخوُّف.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عريف الحفل: ننقل الميكروفون الآن إلى سعادة الأستاذ الدكتور عبد الكريم عوفي عضو هيئة التدريس في قسم الدراسات العليا العربية كلية اللغة العربية جامعة أم القرى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :874  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 70 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.