الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله المعطاني))

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. كدت ألا آتي هذه الأمسية لهذه الليلة، لأني على موعد مع بنت المتنبي:

أبنت الدهر عندي كل بنت

فكيف وصلت أنت من الزحام

جرحتي مجرّحاً لم يبق فيه

مكاناً للسيوف ولا السهام

فحتى لا يذهب الدكتور غازي عوض الله بعيداً الحمى (الأنفلونزا).

لقد سبق أن تحدثت عدة مرات عن مفهوم التكريم في هذه الاثنينية وغيرها من المنابر والمنصات والمجالس الأدبية، وكان حديثي صريحاً وواضحاً أن هناك فرقاً كبيراً بين التكريم والاحتفاء.. فالاحتفاء كرم نفس وتقدير شخصي أو هو نوع من الاهتمام الخاص أما التكريم فهو فعل إنساني وحضاري لمن قدم وساهم في سبيل الفكر والحضارة والبناء الإنساني، وهنا تختلف النظرة إلى الشخص المكرم سواء في هذه الاثنينية أو في غيرها، وعادة ما يكون هذا التكريم مقابل عطاء ثر وجهد مثمر ومساهمة بنّاءة في حقول المعرفة وميادين الثقافة والفكر، وهو شأن يهم كل من يدرك مفهوم البناء الإنساني للأمم ولا أظن أن الشيخ عبد المقصود يضيق ذرعاً بهذا التفريق الحاسم.

ونحن الليلة أمام تكريم أديب وكاتب ومثقف كبير لم ينل هذه الحظوة من خلال إدارته للنادي الأدبي الثقافي وإلا لجنح التكريم إلى الاحتفاء ولكنه ساهم وناضل من أجل شؤون وشجون أمته، وكرس حياته في القراءة والتحصيل والكتابة الأدبية والثقافية والاجتماعية، قدم تجربة ثرية مكتنزة برصد المفاهيم والقيم الفكرية والاجتماعية لتصبح مشروعاً متجدداً لاستشراف آفاق أبعاد إنسانية ممكنة، وقد أنجز أبو مدين ما أنجز ليس من أجل شهادات تمنح أو درجات علمية تستحق، وإنما تأكيد لدوره الثقافي في تنمية القيم الحضارية والإنسانية لبناء المجتمع الذي يعطيه حضوراً تاريخياً ومكانة بارزة في أمته، أما خصال أبي مدين ووفاؤه وتقديره للرجال فقد كتبت فيه مقالة في جريدة ((عكاظ)) الشهر المنصرم بعنوان ((الأستاذ أبو مدين الرمز والقيمة)).

أشكر الأستاذ عبد المقصود خوجه على هذا التكريم وأكتفي بهذه الكلمة ولعلّ الذي في النفس كثير لكي أتيح فرصة للآخرين، والسلام عليكم ورحمة الله.

عريف الحفل: الاحتفاء شعراً أبيات للشاعر الشريف علي بن يوسف الشريف نستمع إليها الآن.