((كلمة سعادة الأستاذ السيد عبد الله الجفري))
|
بسم الله الرحمن الرحيم، السيدات والسادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
اليوم.. بعد أن ترجَّل كفارس عن صهوة ((نادي جدة الأدبي)) وقد استأذَنْتُ من ((راعي الاثنينية)) الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه السماح لي بكلمة، أحسبها ستأتي مفاجأة لضيف هذا المنتدى العريق، أستاذنا عبد الفتاح أبو مدين، بعد سنين من اختلاف في الرأي حول النادي، كنت أتمنى بحق أن لا تفسد للود قضية. |
وحقاً.. أشهد أمامكم لهذا الرجل، أن له فضلاً علي لن أنساه يوم استقبل عفش بيتي كله بواسطة الصديق عبد الله خياط، وكنت حينذاك في ما اصطلحنا على تسميته رمزاً بـ (الكلية) مما اضطر أهلي وأولادي للالتحاق بالبيت الكبير.. فبادر مشكوراً يومها باستضافة كل شيء من بيتي في مستودع له.. وهذا موقف أُثِّمنه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً. |
اليوم.. بعد هذا المشوار الطويل الذي مشاه ((الفتى مفتاح)) وقد كُتبت عليه خطى مشاها، كما كان يردد دائماً، إن كلمة الحق عن الأديب الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين واجب لا بد أن يؤديه كل منصف لا يبخس الناس أشياءهم، وما تعودت أن أكون في حياتي ظالماً، وإن بدوت في بعض المواقف مغاضباً تأكيداً لموقف ودفاعاً عنه! |
إن الكتابة عن مشوار الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين تُشكِّل حصاد إنجازات، وتُعبِّر عن ما يستحقه أديب أفنى عمره في خدمة الأدب والدفاع عن الكلمة الحرة. |
وعندما كرَّمه ناديه بحضور ومشاركة (وطنه) ممثلاً في وزير الثقافة والإعلام فهو تكريم لتلك الخطى التي مشاها ((الفتى مفتاح)) خادماً وعراباً للأدب، واحتفائه بالأجيال الشابة التي احتضن مواهبها ومبدعيها، وجعل من ((نادي جدة الأدبي)) قبة برلمان لرأي الجيل الجديد أو الحداثة.. وإن اختلف البعض معه بسبب انشغاله بالتجديد دون الالتفات للقديم أو جيل الروّاد ومن تلاه! |
لقد تواضع الأستاذ أبو مدين، كما وصفه ((وزير الثقافة والإعلام)) الذي طلب في كلمته التكريمية من ((كل من ادعى وحسب نفسه من المثقفين أن يتواضع كما تواضع أبو مدين، وأن يرتبط بترابه كما ارتبط أبو مدين))، ولأن معالي الوزير قد شارك في تكريم ((أبو مدين)) ممثلاً لمنصبه، للوطن، وللدولة.. فلا شك أنها شهادة تضاف إلى رصيد ((الفتى مفتاح)) مما حصده من زرعه! |
ويأتي ((راعي الاثنينية)) ووجيهها الشيخ عبد المقصود خوجه فيُضمِّخ هذه الأمسية بكلمات الوفاء لأديب أفنى زهرة شبابه في الاطلاع والركض وراء المعرفة، وخدم صدق الكلمة بما تستحق.. ليكون التكريم الليلة: وفاء باسم أنجح منتدى يُفعِّل دائماً دور الأديب ولا يبخسه قدره وحقه ((والاثنينية)) سجلٌ أمين وصادق لتوثيق هذه المواقف. |
ويحق للأستاذ عبد الفتاح أبو مدين أن لا أغمط حقه في إسهامه بتشجيعي كاتباً، حتى وإن اختلفنا يوماً في الرأي.. لكني أسجل ـ هنا ـ أن هذا (الأستاذ) أضاء شمعة في بداية طريقي كاتباً شاباً، فاحتضن قلمي بمشاركة رفيقه الراحل محمد سعيد باعشن، ـ رحمه الله ـ على صفحات جريدتهما ((الأضواء))، ثم أصدر وحده جريدته (الرائد)، فواصل دعوته لي بالكتابة.. وأُثمِّن ذلك التشجيع، بل وأعتز به. |
ومهما يكن حجم الخطوة التي اتخذها بالاستقالة، فالأديب لا يستقيل من الكلمة، ولا من الإبداع وسيبقى هذا الباحث، القارئ، الكاتب الدؤوب (الطحسنيّ) نسبة إلى طه حسين عاشقاً للأدب وعراباً له!! وبعد.. ليسمح لي الآن أعانقه تأكيداً لصفاء النفوس.. وصافي يا لبن!! |
الشيخ عبد المقصود خوجه: التاريخ يعيد نفسه أحياناً، هذا الموقف.. موقف الأستاذان الكبيران محمد حسين زيدان، وأحمد عبد الغفور عطار بعد انفصال دام سنوات وكانت الاثنينية ساحة تعانق فيها تلك الأمسية واستعملا نفس التعبير الذي قاله سيّدنا وسِيدنا عبد الله جفري (صافي يا لبن) كم أنا سعيد بكما أيها الفارسان وكم أنا سعيد هذه الأمسية بأن نكون على صفاء دائم.. شكراً لكما. |
عريف الحفل: أيها الأخوة والأخوات وتشارك الكاتبة والأديبة الأستاذة سلوى أبو مدين بهذه الكلمة. |
|