هل ترى الشمس تحج الأربعا |
وضياها موشكاً أن يخشعا |
ها هنا واد نداه أدمع |
ما تراه العين حتى يدمعا |
فاخشعي يا روح في أرجائه |
وألثمي البيت وحيي الأربعا |
أربعا لم تلف إلا حرة |
ها هنا المجد الذي لن يركعا |
ها هنا فاضت ينابيع السنا |
وحبا التاريخ والدنيا معا |
طوفي يا روح في الوادي فكم |
من نبي طاف فيه وسعى |
طهر اللَّه روابيه العلا |
بسلام دائم لن يفزعا |
وأقام العز في ساحاته |
وبنى البيت العتيق الأروعا |
لا تقل صحراء فيها جفوة |
فطرة اللَّه هنا ما أروعا |
إنها مدرسة المجد التي |
نظم اللَّه بناها ورعى |
ومع الجدب فقد صارت بما |
قدمت للناس سهلاً ممرعا |
إنما الجدب عليها قبة |
ومجن رد عنها المطمعا |
قد حماها الروم والفرس فلم |
يجد الزيف إليها مهيعا |
حسبها واللَّه أن أهدت لنا |
أحمد النور وكانت مرتعا |
من لدن آدم كانت مرتعا |
والهدى يسري إليها طيعا |
يا نداء اللَّه في أرجائها |
يا أذان النور فيها مبدعا |
يا خليل اللَّه هذه كعبة |
كتب اللَّه لها أن ترفعا |
هات إسماعيل. لا. لن يقطعا |
إن بيتي ها هنا لن يقطعا |
إنه ضيفي ومن أبنائه |
سيد الرسل وأزكى من سعى |
هو في بيتي فاذهب آمنا |
وغداً تلقاه عندي أيفعا |
وغداً تعلي وإياه هنا |
أس هذا البيت حتى يرفعا |
يا لها هاجر في إيمانها |
يا لها عين أبت أن تدمعا |
سنت السعي لنا في سعيها |
سبعة الأشواط سعياً ودعا |
وحدها والطفل في أحضانها |
وصدى من زوجها حين دعا |
أنسها باللَّه في أعماقها |
وخطاً من حولها لن تهجعا |
يا خطا جبريل يسري معجباً |
يحمل الأمن إليها مسرعا |
وجنود اللَّه باتوا حولها |
يتداعون إليها سرعا |
حين جاع الطفل واشتد الظما |
هرولت تنشد غوثاً مشبعا |
ترتقي فوق الصفا في لهفة |
وعلى المروة ترجو مفزعا |
فامضِ يا جبريل فجر زمزما |
واروِ إسماعيل حتى يشبع |
واسقِ أجيالاً عطاشاً بعده |
من حجيج البيت كأساً مترعا |
إن يكن ماءً ففيه نفحة |
كم أثارت شوقهم والأدمعا |
يا ضيوف اللَّه هذي مكة |
فأدخلوها سجداً أو ركعا |
يا ضيوف اللَّه لبوا ربكم |
قد دعاكم فاستجيبوا إذ دعا |
واحملوا البر إلى أكنافها |
كتب الله هنا أن يجمعا |
واسفحوا الدمع صلاة وانهلوا |
قرة العين هنا أن تدمعا |
واسمعوا كل ملب جاءها |
نشوة الروح هنا أن تسمعا |
واطلبوا العودة في الحِجر فكم |
تشتهي النفس هنا أن ترجعا |
يا ضيوف اللَّه هذا بيته |
ويمين اللَّه في الأرض معا |
رحمة تشمل من صلى ومن |
طاف أو يرنو إلى أن يشبعا |
من يطف ستون والناظر عشـ |
ـرون ومن صلى فعشراً أربعا |
وصلاة ها هنا تربو على |
مئة الألفِ فبادر واجمعا |
هذه المروة في لألائها |
والصفا فاسعوا هنا فيمن سعى |
واسألوا الرحمن في أشواطكم |
وألحوا واستزيدوا المطمعا |
لم يخب ساع أتى مستغفراً |
ربنا في عفوه قد أطمعا |
جل رب البيت زكى حوله |
أمة العرب فعزت موضعا |
ساقها من قبل حتى عششت |
في حماه واصطفاها ورعى |
شدة الأرض أقامت عودها |
وانعزال الحي صان الأفرعا |
وبرعي الشاء كانوا قادة |
وبصرع الوحش كانوا أمنعا |
وجوار البيت أحيا روحهم |
فزكوا فرعاً وطابوا منزعا |
والذي حاد يجازي سعيه |
ويعود الدين فيها أرفعا |
إنها قلعة إعداد لمن |
يحضنون العربي الأروعا |
فإذا أشرق فيهم أحمد |
ملكوا الأرض فكانوا أورعا |
وهم جند الهدى للمصطفى |
حملوا النور وساحوا شرعا |
غضباً للَّه فيها أقدموا |
يدفعون الكفر حتى يخضعا |
يا نهار الفتح من تكبيرهم |
ما رآك الظلم إلا أقلعا |
يا ليالي النور من تأويبهم |
أخلد الرمح فباتوا ركعا |
من أطاع اللَّه كانوا أهله |
والذي عادى يلاقي المصرعا |
وإخاء الدين سوى بينهم |
فأحبوا في الهدى من أسرعا |
والرمال الشهب نشوى تحتهم |
يشتهي النجم بها إن يطلعا |
وبنوهم بعدهم لم يتركوا |
في الأداني والأقاصي موضعا |
نشروا الدين حليماً عدله |
دون إكراه عليه جمعا |
هل ترى الشمس تحج الأربعا |
وضياها موشكاً أن يخشعا |
إنها تخشع إجلالاً لمن |
كان منها بهداه أسطعا |
فاخشعي يا روح في أرجائها |
والثمي البيت وحيي الأربعا |